الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله النيادي .. «رجل التواصل» يقيم خيمة لتبادل الخبرات

23 يوليو 2014 22:40
الغربة والبعاد يولدان الحنين الذي يتضاعف الشعور به لدى «رجل التواصل»، وهو ما حدث خلال سفره إلى السودان للحصول على الدكتوراه، ومن هذه النقطة يبدأ حديث الدكتور النيادي عن رحلته العلمية في جامعة الزعيم الأزهري بالسودان لإعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه تحت عنوان «المجالس مدارس» فيقول عن هذه المرحلة : «رغم ما كنت أشعر به من غربة عن الوطن والأهل، فإن ذلك لم يثنني عن مواصلة رسالتي التي كانت تحت هذا العنوان الغريب ، ومن الصعب أن يعالجه أحد ما لم يكن تواصل مع شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «حكيم العرب» - طيب الله ثراه - التي تتصف بالطيبة وكرم الأخلاق. ويضيف: تعلمت من الشيخ زايد الكثير من الدروس في التعامل والتواصل مع كافة أفراد المجتمع، كما تعلمت منه الخصال الحميدة وصفات الكرم ، والإخاء وحبه للناس وحكمته في التعامل معهم ، وكل ذلك كان الدافع الرئيسي لمواصلة رسالتي للدكتوراه. جلسات رمضانية بالسودان ويشير الى أنه جمع بين الجانبين النظري والعملي خلال دراسته للدكتوراه التي استمرت 4 سنوات، قائلا: رغم أنني كانت طالباً علي مقاعد الدراسة ، فقد كنت أقوم بتنظيم جلسات رمضانية خلال فترة الدراسة، فما يُدرس في الرسالة كنت أطبقه على الواقع، وكان يحضر هذه الجلسات العديد من الطلبة والأساتذة حيث تدور مناقشات وحوارات مطولة عن شخصية الشيخ زايد وسط أجواء رمضانية جميلة، حيث كان الجميع من مختلف الأعمار والجنسيات يعيشون في أجواء أخوية برغم الغربة. غير ان هذه الجلسات في بلاد الغربة، لم تعوضه عن فيض الحنين الى الوطن ولقاءت الأهل والأصدقاء وتجمعهم على مائدة الأفطار في رمضان، التي تتنوع بها مالذ وطاب من الأكلات الشعبية ذات المذاقات المختلفة، ناهيك عن ابتسامة الأبناء وهم يفطرون عندما يحين أذان المغرب معلناً بداية الإفطار، أما صلاة التراويح فرغم أنها تتشابه في كل البلدان، فإن حضور كل أفراد الأسرة والذهاب بشكل جماعي إلى المسجد لأداء «صلاة التراويح» له ميزة مختلفة، فالأجواء الروحانية في رمضان بين الأهل والأقارب تعيدنا إلى الذكريات القديمة في جو تسمو بها النفوس لتتسم بالتعاون ونشر المحبة. رمضان في الماضي ويقول إن رمضان في الماضي يختلف عن اليوم، حيث كان أهل «الفريج» يقضون شهر الصيام في الطاعة والتقرب إلى الله ويعمرون المساجد معظم النهار، لافتاً إلى أن التواصل والتراحم كانا يسودان الأهالي ناهيك عن التلاحم الذي يجعل منهم أسرة واحدة. كما كانت أيام رمضان في السابق تتسم بطابع خاص، حيث كانت تجتمع كل عائلة في البيت لتناول وجبة الإفطار معاً والتي لا تخلو من اللقيمات، والهريس، والأرز، والسمك، والتمر، واللبن، ومن ثم يخرج الناس للتلاقي وعادة ما يجتمع الشباب في الفريج للهو ببعض الألعاب الشعبية القديمة المفيدة التي تنمي من قدراتهم الجسمانية والذهنية، في حين يجتمع كبار السن في المقاهي للتسامر فيما يعمدن النساء على التزاور فيما بينهن وذلك حتى الساعات الأولى من الليل. حضور مجالس الكبار وعن سبب اختيار عنوان رسالته: «المجالس مدارس» يقول النيادي إنه يتمتع بخبرة اجتماعية كبيرة منذ الصغر وتحديداً عندما كان عمره (10 سنوات)، حيث كان يخالط الكثير من كبار السن الذين لديهم خبرة كبيرة في الحياة، وكانت تلك الجلسات غالباً ما يحضرها أعيان المنطقة، وشخصيات لها باع في معترك الحياة، واستطاع خلال تواجده بينهم رغم صغر سنه أن يكتسب الكثير منهم، ويضيف : استمر حبه لحضور مجالس الكبار حينما أصبح شاباً حيث حظي بحضور مجالس المغفور له الشيخ زايد في العديد من مناطق العين، وبعد ذلك مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي ينظم من فتره لأخرى، مؤكداً بأن هذه الشخصيات العظيمة كنوز لابد أن ينهل المرء منها ليتعلم وينقل خبرته للجيل الجديد. مجلس عربي أصيل وبعد حصوله على الدكتوراه، أنشأ النيادي «خيمة التواصل»، التي تستقبل وتتسع لمئات الزوار في منطقة الختم الواقعة بين أبوظبي والعين، ومنذ الوهلة الأولى لدخول هذه الخيمة يستشعر من يجلس بها الحنين إلى الماضي، حيث تضم مجلساً عربياً أصيلاً وديكوراً يحمل نفحات الماضي والتراث الشعبي، وأصبحت اليوم مقصداً لمختلف طبقات المجتمع. ويقول: «كل الجنسيات والأعمار تتوافد على الخيمة، وخاصة جيل اليوم الذين يستمعون خلال تواجدهم في الخيمة إلى النقاشات والحوارات المثمرة التي تتصل بمختلف شؤون الحياة، فغالبية الشخصيات التي تحضر هذه الخيمة تتمتع بمهارات متنوعة وخبرات عديدة تضفي على القضايا التي تطرح للناقش ثراء وعمقاً في التناول، وهي فرصة يتعلم منها الجيل الجديد الكثير من المعارف والخبرات. . تعلم من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه - كل الصفات العظيمة ويسعى لنشرها بين الأجيال، وهو يعايش الناس ويتواصل معهم أينما كانوا، يعشق المجالس ويعلم فضلها، كرس حياته للتبشير بأهمية الاتصال بين بني البشر وصقل هذا الاهتمام بالدراسة الأكاديمية لينال الدكتوراه تحت عنوان «المجالس مدارس» وأنشأ «خيمة التواصل» تتسع الزوار من مختلف الثقافات والجنسيات لمناقشة شخصية حكيم العرب وأقواله ومسيرة حياته، فأصبح بحق «رجل التواصل» كما يلقبه الناس. أنه الدكتور عبدالله النيادي الذي نتوقف اليوم معه في «محطة الذكريات» .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©