للزكاة ضوابط شرعية، فضلاً عن أن هناك حكمة بالغة من فرضها على المسلمين تحقق أعلى درجات العدالة الاجتماعية، لذا فهي أمانة في عنق كل مسلم قادر يمتلك ما يستحق أن يخرج عنه الزكاة، وهي ليست تفضلا من الأغنياء، وفق ما يؤكده أستاذ أصول الفقه المشارك، ورئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية بكلية القانون جامعة الإمارات الدكتور حسن المرزوقي.
ضوابط وشروط
حول من يتقاعس عن إخراج زكاة ماله، ويخرجها بطريقة عشوائية، يقول المرزوقي إن الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، فهي فريضة مشروطة بقواعد وضوابط سواء فيما يتعلق بمقدار النصاب وهو قيمة (85 جراماً من ذهب) أو (595 جراماً من فضة)، والملك التام، وحولان الحول، أي مرور السنة، أو بمن تجب له.
وعليه لا يجوز إخراجها عشوائياً سواء كان يتعلق بالمحسنين أو ما يتعلق بالنصاب الصحيح، بحيث لو أنه أخرج من زكاة ماله أقل مما هو مطلوب منه فتبقى البقية ديناً ثابتاً في ذمته أمام الله سبحانه، ولا يعتبر أنه أدى زكاة ماله.
ويضيف «هذا في حالة النقصان دون الزيادة -لأن الزيادة نفل وتطوع- وإخراجه عشوائياً فكأننا نتخلص من أمر مهم أو ثقيل على عاتقنا ونريد أن نتخلص منها إلحاقاً بباقي الفرائض التي لا يمكن أداؤها، كسلاً أو تخلصاً من الواجب، وإذا عمد المزكي على ذلك ووضع زكاة ماله في يد غير المستحق فإنه يتحمل الإثم من ناحيتين الأولى أنه لا يعتبر أنه أدى زكاة ماله ولا تسقط عنه.
والأمر الثاني أنه أعطى حق الفقير المحتاج إلى شخص آخر غير محتاج».
ويتابع «أما إذا تحرى ودقق وظهر له بعد ذلك خلاف الأمر مع جده واجتهاده فإنه لا يأثم والأخذ غير المستحق هو الذي يأثم، علماً بأن التحري والبحث مطلب مهم لمعرفة من الشخص المستحق فعلاً للزكاة.
كما أننا بإعطائنا أموال الزكاة عشوائياً للجائلين في الشوارع أو غيرهم من غير المستحقين فإننا نشجعهم على التسول أو اغتنام الأزمان والأشخاص في الحصول على الأموال بغير جهد وإعطال وصول الزكاة إلى مستحقيهم».
عن جزاء الامتناع عن إخراج الزكاة، يوضح المرزوقي أن تارك الزكاة يعذب يوم القيامة بأمواله، التي ترك زكاتها، كما في قوله تعالى «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنونهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون» (سورة التوبة 34-35).
ودّلت الأحاديث الصحيحة على ما دل عليه القرآن الكريم في حق من لم يزك من الذهب والفضة، كما دلّت على تعذيب من لم يزك ما عنده من بهيمة الأنعام، وحكم من ترك زكاة العملة الورقية وعروض التجارة والأسهم وغيرها حكم من ترك زكاة الذهب والفضة لأنها حلّت محلها.
أموال معاصرة
حول الأنواع المستحدثة من الزكاة وفق العصر، يورد المرزوقي أنه ظهرت صنوف جديدة من المال لم تكن معروفة في عهد النبوة، منها الآلات الصناعية كالمصانع والسفن والسيارة.
والعقارات المستغلة كالعمارات والفنادق والمطاعم، والأوراق المالية كالعملة الورقية والأسهم والسندات، وكسب العمل كالمرتبات والأجور، وأرباح المهن الحرة، كدخل الطبيب من عيادته الخاصة، والثروة المعدنية كالنفط والثروة البحرية.
وهذه الأموال في بعضها خلاف بين الفقهاء، فذهب بعضهم إلى وجوب الزكاة في كل الأموال التي يمكن فيها النماء بالفعل أو بالقوة لأن ذلك هو علة أموال الزكاة.
وذهب آخرون إلى أن الزكاة متعلقة بأنواع محددة من دون غيرها.
ويوضح القاعدة في ذلك: ما اتخذ لعروض التجارة؛ فالزكاة فيها في أصل المال والتي اتخذت للاستفادة منها كالتأجير، فالزكاة في الريع وليس في أصل قيمة ما يملك، والحاصل أن الأموال تضم إلى ما عنده من الأموال، وما يتعلق بالأسهم فإن كانت ربحية فلا زكاة في أصلها بل فيما يدر من الربح وتضم إلى بقية المال، وإن كانت تجارية ففي أصلها الزكاة وتقدر بالقيمة السوقية ويطبق عليها قاعدة التقدير بـ85 جراماً من ذهب أو 595 جراماً من فضة، أما ما يتعلق بالراتب والأجور وأرباح المهن فهي تضم إلى بقية النقود وتزكي جملة واحدة إذا حال الحول وبلغ النصاب»، مشيرا إلى أن «كل ما تقدم من المسائل لها أحكام خاصة يجب أن يسأل عنها أهل العلم لأن تفصيله يطول».
* كادر/ «الفيل الأزرق» وكعكة الإيرادات
بعد تردد حسم كريم عبدالعزيز قراره وقرر مع الشركة المنتجة طرح آخر أفلامه «الفيل الأزرق»، وهو الاسم نفسه للرواية الأدبية، التي كتبها أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، والفيلم تأجل عرضه عدة مرات، ومرشح للمنافسة بقوة على كعكة الإيرادات بعد أن جذب الإعلان الخاص به أكثر من مليون مشاهد على اليوتيوب.
الحديث الشريف يشير إلى حقيقة أثبتها العلم الحديث
وعندما يخبر صلى الله عليه وسلم، بأن النجوم آمنة، أي أمان وحفظ للسماء يمكن الاستنتاج من هذا بأن النجوم تحفظ السماء اتزانها بحفظها لاتزان الأجسام فيها، وفي هذا الحديث الشريف حقيقة علمية أثبتها العلم الحديث، ألا وهي ذهاب النجوم وانكدارها وطمسها، ثم انفجارها وزوالها بتحولها إلى دخان السماء، وفيه إعجاز علمي واضح، فنظراً لضخامة كتل النجوم فإنها تهيمن بقوى جذبها على كل ما يدور في فلكها من كواكب، وكويكبات، وأقمار، ومذنبات، وغير ذلك من صور المادة، والنجوم ترتبط فيما بينها بالجاذبية، وتتجمع في وحدات كونية أكبر فأكبر مرتبطة فيما بينها بالجاذبية أيضاً، فإذا انفرط عقد هذه القوى انهارت النجوم، وانهار الكون بانهيارها.
عبادة مالية
يؤكد المرزوقي أن من لم يتحر لمن يعطي أموال زكاته، فلا يعتد بتلك الزكاة، ويعتبر مقصراً في أمانته، لأن مال الزكاة أمانة عند المزكي، وأيضاً يعتبر مقصراً في ركن من أركان الإسلام، ولأن الزكاة واجبة في مال المسلم، وليس تفضلاً من الغني للفقير لقوله تعالى، «وآتوهم من مال الله الذي أتاكم»، وهي عبادة مالية.
عدد اليوم
