الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدرعي: مجالس رمضان ثروة يجب استغلالها

الدرعي: مجالس رمضان ثروة يجب استغلالها
23 يوليو 2014 22:45
حمدان راشد الدرعي من مواليد مدينة العين، رئيس قسم البحوث والدراسات في ديوان ممثل رئيس الدولة، وباحث في التاريخ يستهويه الماضي بكل ما فيه، فهو دائم التحليق في فضاء الحقيقة باحثاً عن الحقائق والوثائق. ونشأ الدرعي في بيئة أصيلة تعلم من خلالها المعنى الحقيقي للوفاء والانتماء والارتقاء بالعمل الذي يصب في مصلحة الوطن. وله مع رمضان ذكريات ممزوجة بالحنين لزمن الأصالة، مشددا على ضرورة الحفاظ على مجالس رمضان واستغلالها في نقل الموروث إلى الجيل الجديد، واصفا إياها بالثروة. إلى ذلك، يقول الدرعي: “رمضان في الماضي كان له نكهة أفضل، بسبب انعدام وسائل الاتصال التي نشاهدها اليوم مثل الواتساب وتويتر والفيسبوك وما شابه ذلك، فهذه الوسائل أدت إلى ركود الناس أو وضعف التواصل الشخصي، ما سبب جفافا عاطفيا أضعف الروابط الاجتماعية والأسرية”، مضيفا: “المشكلة حين ترى مجموعة من الأشخاص ومن أسرة واحدة يجلسون مع بعضهم ولكنهم منكبون على الأجهزة الإلكترونية، لا يتحدثون ولا يتواصلون، وينطبق عليهم قوله تعالى “تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى”. ويؤكد الدرعي أن رمضان في الماضي كان يشيع الفرحة والبهجة في الأجواء، وكان هناك الالتقاء الروحي والجسدي والعقلي أيضاً بين سكان الحي والأهل، مشيرا إلى أن رمضان في الماضي كان يحل على الأسر الممتدة واليوم الأسرة أصبحت تعيش في تقوقع ذاتي. ويلفت الـدرعي إلى أن تصميم البيوت في الماضـي كـان يسـهـم إلـى حــد كبير في التواصـل الاجتمـاعـي، فكانت الفرجان في ترابط وتلاحم وانسجام، فالجميع أقرباء وأصدقاء، ولكن مع زيادة العمران، وارتفاع البنيان، تباعد الإنسان بالهجرة من القرية إلى المدينة، لافتا إلى أن هناك أشخاصا تشعر بالحرج أثناء زيارتهم لأن أبوابهم مغلقة، وقد أصبحوا انعزاليين. ويشير الدرعي في هذا السياق إلى كتاب يحمل عنوان “العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية”، وهو يدور حول كيفية بناء العادة الإيجابية واستقطابها، ونبذ العادة السلبية وإبعادها، مشددا على ضرورة أن “نعود أنفسنا على الروح الاجتماعية، والروح الرحبة، والسمحة، وألا نكون انطوائيين، خاصة في هذا الشهر الفضيل”. وعن أكثر ما يفتقده الدرعي في رمضان اليوم، يقول: “أفتقد دور “الشيبان” أي كبار السن الذين كانوا أصحاب المجالس، فالمجالس مدارس. رغم أن هناك بعض المجالس ومنها مجلس البطين والشهامة وأهميتها تبرز في إثراء العقل، وتطوير شخصية رواده، وتعميق الروابط الاجتماعية، فهذه المجالس تضيف إلى الأطفال والأجيال القادمة لكي لا يكونوا متقوقعين حول أنفسهم، ومفتقدين لروح القيادة والحوار واتخاذ القرار”. ويقول الدرعي: “اليوم تقع على عاتق الأب مسؤوليـات جمـة وكبيـرة جداً، فيجب عليه أن يشرك أبـناءه ويصطحبـهم إلى المجالس، فالمجالس تعودهم على حسن الإصـغـاء والاستـمـاع، واحترام الآخر وكيفية توقير الكبير، وإجلاله، وكيفية الترحيب بالضيف وعادات الضيافة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©