الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفخار .. صناعته سهلة وتلوينه صعب

الفخار .. صناعته سهلة وتلوينه صعب
10 فبراير 2008 01:11
ثمة مهن تتصف بكونها فنون قائمة بذاتها، أو ذات طابع فني جميل، قوامها الإبداع والابتكار، فتحقق لمن يعمل بها، مصدر رزق وممارسة لهواية يحبها في آن معاً· من تلك المهن، تلوين الأواني الفخارية والرسم والتخطيط على أسطحها بألوان جميلة، بما يشكّل تداخل فن النحت مع فن الرسم، وإتاحة تطوير الزينة ''الفخارية'' باستخدام تقنية التلوين· يعرف أن صناعة الفخار قديمة جداً، ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ، فالكثير من الاكتشافات الأثرية وجدت مجموعات من الجرار والفخاريات، منها ما يعود إلى حضارة الفراعنة وبلاد الرافدين وإيبلا والصين وغيرها، لكن الجديد في عصرنا أن الألوان باتت تدخل عليها، بخاصة وأن معظم الفخاريات اكتفت منذ مئات السنين بطلاء ذات لون ذهبي أو فضي· ويبدو أن متطلبات العصر الحديث تفرض التنويع والتجديد في كل مناحي الحياة، وأولها الأثاث والديكور المنزلي، وبفعل تلك الحاجة بات الحرفي يعمل على ابتكار الجديد أو تجديد القديم بما يتلاءم مع العصر واختلاف الذائقة، خاصة إن وجد في التراث ضالته التي تحاكي رغبات الناس وحنينهم إلى الماضي· تغيير المعالم تكفي محادثة سريعة مع سيد الإيراني أحد الباعة الذين يمارسون تلوين وتزيين الفخار، لتكشف أنها ليست مهنة سهلة كما قد يبدو للوهلة الأولى، فالظن بأن عمل هؤلاء لا يتطلب سوى ريشة مبلولة بالطلاء وتمريرها على سطح جرة الفخار، هو ظنُ خاطىء، يقول الإيراني: ''أستورد الأواني الفخارية على اختلاف أشكالها من تجار الفخار والخزف القادمين مع السفن الإيرانية، وأرصفها في المحل تمهيداً لإخراجها إلى ركن خلفي مزود بأدوات الطلاء والزينة، كورق الصنفرة لحت أسطح الفخار، ومعجون، وإسفنج أو ريَش بأحجام مختلفة، وأصباغ وطلاء زيتي مقاوم للحرارة العالية، وبخاخ ورنيش، ومزيل معقم، وقطن أو ورق جرائد، استعداداً لتلوينها وتغيير معالمها''· السهل الصعب أين تكمن الصعوبة إذاً؟ يجيب سيد: ''إن صعوبة تلوين الفخاريات ناتجة عن كونها - رغم سماكتها- خامة هشة معرضة للكسر، فالفخار كما هو معروف يشبه الزجاج -نوعاً ما- وينكسر بسرعة عند أي اصطدام بفخار آخر أو بالأرض أو بجسم ما، فضلاً عن صعوبة تمديد أي جرّة على سطح قطني، لأن السطح حينها لا يستقيم، وأحياناً يعلق وبر القطن على الجرّة فيفسد بذلك طلاء سطحها، إلى جانب أن عملية الطلاء تتم على مرحلتين أو أكثر بحسب التكثيف اللوني، وغالباً يلجأ إلى سدّ ثغرات سطح الآنية الفخارية بمعجون خاص ليستوي السطح دون نتوءات، وبعض الأواني تحتاج في المرحلة الأخيرة ورنيش لمّاع ليمنحها رونقاً أجمل· بينما تتجلى الصعوبة أثناء طلاء الأواني الكبيرة، لأنها تتطلب وحدة لونية حتى لا تختلف من بقعة إلى أخرى فتظهر فروقات في العبارات التي تُخطّ عليها''· وعن ألوان وأسعار هذه الأواني الملونة يقول: ''اللون السائد هو البني ''الإكليريك''، وهناك ألوان تلبي مختلف الأذواق وتنسجم مع رغبات الزبائن، بحسب ميولهم للألوان أو بحسب مفروشات وأثاث منازلهم· وتتراوح الأسعار بحسب حجم القطع الفخارية، أو بحسب إضافة تخطيط عبارات أو آيات قرآنية كريمة على الجرار التي تبدأ من 25 إلى 500 درهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©