السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام العربي يتعرض لاتهامات بسبب استغلال الأطفال

الإعلام العربي يتعرض لاتهامات بسبب استغلال الأطفال
8 يوليو 2013 09:35
تشكو بعض الدراسات المتخصصة من العلاقة بين الإعلام العربي والطفولة، وترى على وجه التحديد أن هناك قلة من البرامج الهادفة المخصصة للأطفال، وشيوع جانب الخيال المدمر والعنف، والاهتمام بالثقافة الأجنبية، وعدم ربط الطفل ببيئته وتراثه العربي، ويطالب بعض المختصين بقيام الأسرة بدور في التربية الإعلامية «يبدأ بفهم دور الإعلام في صياغة مســتقبل أطفالنا، وتنشــئتهم، والكيفية التي يمكن بها للإعلام لعب دور إيجابي وتطوير مهارات السؤال النقدي لدى الأطفال، وإبراز الاستخدام الواعي للتقنية الإعلامية واستخدام التقنية كأدوات تقدم الأخبار المفيدة». استغلال الإعلام للأطفال وما تقدم يمثل جزءاً يسيراً من سلسلة لا تنتهي من النصائح والتوصيات التي تكاد لا تستثني أي طرف من الأطراف المعنيين بالطفولة، ولكن الملاحظ أن الأخير غالباً ما يكون متهماً رئيسياً، ففي دراسة «أدب الأطفال المسموع والمرئي في العالم العربي»، تناول مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عبد المنعم الأشنيهي، ووفقا لموقع «مجلة الجسرة الثقافية»، أثر البرامج التلفزيونية الموجهة لأطفالنا ورصد إحدى القنوات العربية المتخصصة في الأطفال لمدة أسبوع واحد فقط، فكانت النتائج أن الطفولة وقودا «للعبة إعلامية خطرة». وعلى مدونة «غادة برس» في موقع وورلد برس تساءلت «الغادة» عن «لماذا زج بعض الإعلام العربي نموذج استشهاد الطفل محمد الدرة في فلسطين المحتلة بقضية الطفل الخطيب بسوريا» متحدثة عن «حرب الفضائيات الإعلامية بين سوريا والقنوات الداعمة للثوار السوريين. بل إن البعض يصور كيف أن الطفل العربي محاصر بين الإعلام والأحداث المريرة، فتحت عنوان «أين المفر للطفل العربي» تساءل موقع «اتبعني» (فولور نيوز) عمّا يجري على الساحة العربية من صراعات جديدة، وما يجري» على شاشات التلفزيون من تصوير لحالات القتل التي لا تفرق بين كبار السن والنساء والأطفال وما بثه الإعلام العربي من صور بشعة لتعذيب الأطفال وقتلهم بدم بارد. خلخلة نسق القيم ولا بأس أن يستفيض البعض بسرد سلبيات وسائل الإعلام على الطفل، شرط أن يكون ذلك مقدمة لطرح حلول، مثلما كتب ماجد بن جعفر الغامدي على موقع «صيد الفوائد» وهو يلخص إحدى الدراسات، فاعتبر أن من ملك الإعلام ملك كل شيء ويسيطر ليس على الشارع فقط، بل على الشارع والبيت وغرف النوم، وحتى على الأحلام والمنامات متسائلاً: أليس بعض الأطفال يعانون من القلق الذي تسببه أفلام الرعب». من السلبيات التي يعددها الغامدي خلخلة نسق القيم في عقول الأطفال من خلال المفاهيم الأجنبية التي يشاهدها الطفل العربي، وتأثير العنف في أفلام الأطفال واكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة، كذلك أشار إلى أضرار سهر الأطفال والجلوس طويلاً أمام وسائل الإعلام والاتصال دون الشعور بالوقت وأهميته، مما له أثره على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية، هذا عدا الأضرار الصحية والنفسية، كالخمول والكسل، والتأثير على النظر والأعصاب وعلاقة ذلك بالصرع والسلبية، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة، وإثارة الفزع والشعور بالخوف عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر. التلقائي والإرادي لا شك أن ترك الأطفال على سجيّتهم عرضة لكل وسائل الإعلام دون توجيه أو ترشيد من شأنه أن يخلق كائنات صغيرة مختلفة كلية عنهم لو عاشوا بمنأى عن هذه الوسائل. فإضافة إلى المخاطر السابقة، وفي دراستها التي قدمتها قبل ثلاث سنوات في مؤتمر عن الأسرة والإعلام وتناولت فيها أثر الإعلام العربي في تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة تحدثت د. معصومة سهيل عبد الله المطيري، أستاذ قسم علم النفس التربوي كلية التربية - جامعة الكويت عن سلبيات عديدة أخرى، مثل محاكاة المشاهد الجنسية وتعاطي التدخين والمسكرات والمخدرات والترويج للمواد الغذائية الضارة بالصحة. ولكن د. المطيري تؤكد في المقابل على الايجابيات الممكنة من استخدام الأطفال للإعلام مثل اختيار البرامج ذات المغزى التعليمي ومقالات المجلات المحفزة على التفكير. أما الغامدي فيلخص إيجابيات إعلام الطفل بتنمية الحس الجمالي لدى الأطفال وتنمية الخيال بأنواعه وحيث يعطي الخيال الذي نصادفه في أفلام الرسوم المتحركة الطفل الرؤيا البعيدة المدى ويجعله يحلل ما يدور حوله من أحداث ومواقف ويفعل عمليات التفكير العليا لديه، كما أشار إلى تعزيز الشعور الديني وتنمية المشاعر والوجدانات عبر أفلام مثل فيلم «محمد خاتم الأنبياء» الذي يعطي الطفل صورة رائعة عن بطولات الصحابة رضوان الله عليهم إبان الدعوة وبداية ظهورها». كما يسهم الإعلام في تنمية الشعور الوطني وتنمية الثروة اللفظية للطفل. «مغامرات سبائك» حيال ذلك قد يصبح من الصعب معرفة أي يتغلب على الآخر، السلبيات أم الإيجابيات، الأمر ذاته يتعلق بدرجة هذه أو تلك، فإذا قام باحثون مثلا بدراسة أثر مسلسل «مغامرات سبائك» على موقع «أنيمي شوب» للأطفال ، قد يختلفون فيما بينهم على التقييم وعلى درجة السلبية أو الايجابية. ولكن من الواضح أننا بتنا في عصر بات يتطلب تربية إعلامية للطفل. وهنا تتحدث د. المطيري في دراستها عن دور الأسرة في التربية الإعلامية وعن الكيفية التي يمكن بها للإعلام لعب دور إيجابي وتشجيع الآباء للأبناء على الاختيار الواعي للبرامج ومشاركة الأبناء فيما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرأونه. ولكنها تتحدث أيضا عن تبني نشاطات بديلة لوسائل الإعلام وخلق بيئة خالية من وسائل الإعلام في غرف نوم الأطفال، أي كيفية إبعاد الأطفال عن الإعلام.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©