الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كف الأذى عن الطريق صدقة

كف الأذى عن الطريق صدقة
23 يوليو 2014 22:55
الطريق مرفق عام وملك للناس جميعاً، فالكل يمشي فيه ويستخدمه فلا غنى لأحد عنه ومن ثم لا يجوز الجلوس فيه على نحو يعرقل المرور ويضيق على الناس مصالحهم وقد عني به الإسلام، وجعل له حقوقاً عديدة. وتؤكد د. إلهام شاهين - أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر - ضرورة مراعاة حق الطريق، ورفع الأذى عنه امتثالاً لتعاليم الإسلام الحنيف، والذي جعل مراعاة حق الطريق أمراً مفروضاً على المسلم في كل زمان ومكان، وقد جاء ذلك الأمر في العديد من النصوص الإسلامية سواء القرآنية أو النبوية، والتي حددت ملامح حق الطريق وأخلاقيات وآداب الجلوس على جوانبه، وذلك لخلق حالة من الود والاحترام المتبادل بين الناس، ومن هنا حرص الإسلام على غرس آداب وحقوق الطريق في نفوس المسلمين على أساس أن الطريق منفعة عامة يجب الحفاظ عليها ليستفيد بها كافة الناس رجالاً ونساءً، ومن ثم فإن من ينتهك حقوق الطريق وأخلاقيات وآداب الجلوس والسير عليه يعد عاصياً لأمر جاء به الإسلام لتحقيق المنفعة العامة. أعطوا الطريق حقه روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله‏ صلى لله عليه وسلم: «إياكم والجلوس في الطرقات‏. فقالوا يا رسول الله‏:‏ ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها‏. ‏ فقال صلى الله عليه وسلم‏: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه‏. ‏ قالوا‏:‏ وما حق الطريق؟ قال‏: غض البصر‏‏ وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف‏‏ ونهي عن المنكر‏». وروى الإمام مسلم عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: كنا نجلس بالأفنية فجاء الرسول علينا، فقال: اجتنبوا مجالس الصعدات. فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر ونتحدث. فقال: أما لا فأدوا حقها غض البصر ورد السلام وحسن الكلام. غض البصر وتقول د. إلهام: وإذا كان غض البصر من أهم حقوق الطريق، فيجب أن يعي الجميع أن الغض هنا يشمل غض البصر عن النظر في بيوت الآخرين أثناء السير أو الجلوس على الطريق، ويشمل أيضاً نظر الرجال للنساء ونظر النساء للرجال، فالسنة النبوية تحث الرجل والمرأة على أن يغض كل منهما بصره عن الآخر في الطريق، وفي مقابل ذلك جعل الإسلام أذى الطريق وإلحاق الضرر به - على اختلاف ألوان الضرر أو أشكاله - منكراً يؤدي إلى المعصية والإثم، كذلك جعل الإسلام كف الأذى عن الطريق من أكبر القربات إلى الله تعالى باعتباره صدقة، ومن ثم فإن إتيان الأذى للطريق على اختلاف أشكاله وألوانه من أكبر الأعمال المحرمة شرعاً، وذلك لمفاسده ولما ينجم عنه من أضرار نفسية واجتماعية واقتصادية. أشكال معاصرة لأذى الطريق وتشير إلى أن الإسلام عندما نهى عن أذى الطريق، فهو لا يقصد شكلاً أو لوناً بعينه من الأذى أو الضرر بالطريق، إذ أن النهي جاء على الإطلاق ليفيد الشمول والتنوع، بحيث يشمل النهي كل صور الأذى في كل عصر وكل مكان، وفي زماننا هذا تعددت أشكال الأذى وتنوعت صوره و ألوانه، ومع هذا التعدد وذلك التنوع يبقى حكم النهي والتحريم لكل ما يفرزه هذا التعدد من صور الأذى، ومن الأشكال المعاصرة للأذى التي نشاهدها ليل نهار في شوارعنا وطرقنا ما يصدر عن النساء من ارتداء الملابس الكاشفة والضيقة المثيرة للغرائز بإظهارها لمفاتن المرأة مما يحض على ارتكاب المعصية، وكذلك ما يصدر عن البعض من أقوال جارحة أو مخلة بالآداب تؤذي المارة وتؤدي إلى لعن صاحبها. وتضيف: ويجب أن يعلم الجميع أن الشوارع والطرق بمثابة «منفعة مشتركة»، وليس لأحد أن يختص نفسه بها دون غيره إلا بقدر حاجته فقط، فإذا تعدى على حق غيره، فقد أذى الله ورسوله وجاء بمنكر ومنهي عنه، وليته يعلم أن مراعاة حق الطريق من أعلى القربات التي يمكن أن يكتسب بها المرء ثواباً كبيراً يكون في ميزان حسناته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون. وتؤكد أن إفساح الطريق ومنع الاعتداء عليه من أنواع التيسير على السالكين ورحمة بالعجزة والأطفال والمسنين، ولهذا فإن من شغل طريقاً أو حبس الناس عنه كان من الظالمين والمعتدين، حيث إنه بذلك يكون قد اغتصب حقاً من أهم الحقوق الإنسانية للعباد وخص به نفسه، ومن ثم يستحق عقاب الله والحكام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©