كل شيء غريب وعجيب في لبنان.. فبالرغم من الأزمات العديدة، والأوضاع العصيبة، والحافلة بالأحداث في لبنان والمنطقة، يشهد صيف هذه السنة، مهرجانات واستعراضات وحفلات غنائية وموسيقية، وأمسيات عزف ورقص وتراث، تستضيفهم بعلبك وجبيل، وإهدن، وجونية، والبترون، والزوق، وبيت الدين، وصولاً إلى محطات فنية أخرى في العاصمة بيروت، التي تشهد صيفاً ساخناً هذا العام من الجوانب كافة.
عماد ملاح (بيروت) - أسماء فنية لبنانية وعربية وأجنبية على موعد مع حفلات ومهرجانات صيفية لهذا الموسم، تضم كلاً من كاظم الساهر في بيت الدين، وراغب علامة في جونيه، وماجدة الرومي في البترون، وصباح فخري ونانسي عجرم في «أعياد بيروت»، وزياد الرحباني وعاصي الحلاني، وغدي وأسامة الرحباني وغسان صليبا، ومرسيل خليفة، ومريان فيغل، وباتريسيا كاس، وليندا دي ماي، وماكودي لوتشيا.
راغب ونانسي
من بيروت العاصمة تبدأ انطلاقة الحفلات للسهرات الغنائية، حيث يطل سفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمنطقة غرب آسيا الفنان راغب علامة في سهرة غنائية يحييها ضمن المهرجانات الدولية. وقد كشف مدير أعماله شقيقه خضر أن راغب علامة يقدم باقة جديدة من الأغاني التي يضمها «ألبومه» المتوقع صدوره قريباً. وإطلالته في هذا الموسم سببها غيابه لفترة عن إحياء المهرجانات الدولية.
ليلة صيف رحبانية
أما العائلة الرحبانية فسوف تشارك في حفلات ومهرجانات السياحة العربية لعام 2013. ويطل أسامة وغدي ليقدما ليلة صيف رحبانية، حيث تتضمن السهرات التي تتم لليلتين، مختارات من الأغنيات والألحان التي قدمها الأخوان رحباني بأصوات غسان صليبا وايلي خياط، ورونزا، وسيمون عبيد، وهبه طوجي. كذلك سوف يستمع الجمهور إلى أغاني وديع الصافي وفيروز وصباح ونصري شمي الدين. والملفت أن هناك تعاونا فنيا في السهرتين، يجمع أسامة وغدي الرحباني مع الأوركسترا السمفونية الوطنية الأوكرانية، وهي مؤلفة من (20 منشداً)، و(75) عازفاً، يرافقهم أسامة على البيانو. والجدير بالذكر أن هذا هو التعاون الرابع بين الرحابنة والفرقة الأوكرانية بعد آخر أيام سقراط 1998، وأرض الغجر 2012، ومهرجان أبوظبي 2013.
وقبل حلول موعد مهرجانات بيبلوس «جبيل»، قدم الرحبانيان غدي وأسامة عدة سهرات في أبوظبي، بدعوة من مهرجان أبوظبي الفني في دولة الإمارات، حملت أجمل الأغاني إضافة إلى ندوات عن المسرح والشعر، وقد لاقت هذه السهرات الإقبال الكثيف والحضور المميز من جانب الجمهور الإماراتي الذواق. وعن حفلات بيبلوس يقول غدي، إن «أرشيف» الرحابنة سيقدم حوالي 20 أغنية، مع مقطوعات موسيقية تدل على الزمن القديم، مع تقديمات لأعمال فنية لـ الياس وأسامة وغدي. وطبعاً فإن أغاني الكبار مثل فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين، سوف تسمع مجدداًَ، بأصوات رونزا وغسان صليبا ونادر خوري وهبة طوجي وسيمون عبيد.
تحية الى عبد الوهاب
«أعياد بيروت» يغط فيها فنانون من لبنان والدول العربية، وهي تبدأ بأمسية طربية تحية الى الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، يحييها الفنان صفوان بهلوان والمغنية سمر كموج. بعدها تأتي سهرة المطرب صباح فخري صاحب القدود الحلبية، الذي يحيي ليلة طرب في 13 أغسطس المقبل. كذلك تطل هيفاء وهبي في مهرجان أهمج «جبيل» في أوائل أغسطس المقبل. أما الفنان وائل كفوري فيحيي سهرة ضمن «أعياد بيروت» في 11 أغسطس المقبل، تتبعه المطربة ماجدة الرومي في ليلة من ليالي مهرجانات البترون، تتضمن استعراضا ضخما إلى جانب فرقة راقصة، حيث تجمع الأغاني القديمة والحديثة في قالب مميز.
زياد والساهر
في أعوام 2000 و2001 و2003 استضافت مهرجانات بيت الدين، ليالي من العمر، بقيت حديث الناس والمجتمع اللبناني والعربي لفترة طويلة، حيث قدمت فيروز وزياد الرحباني أعمالاً فنية رائعة قد لا تتكرر. وهذا الصيف يطل زياد الرحباني في مهرجانات «زوق مكايل الدولية» في 25 يوليو الجاري، حيث يقدم ومضات من أعماله الفنية القديمة والجديدة، ووصلة عزف على البيانو، وكلاسيكيات موسيقية لفنون البوب والجاز والصول.
ويدخل المطرب كاظم الساهر قصر بيت الدين في أمسيتين، ينشر فيهما أغانيه المشهورة التي تضم باقة من شعر نزار قباني، إلى جانب وصلات رقص تبرز التراث العراقي الأصيل.
مرسيل وجواز المرور
مسك الختام لحفلات ومهرجانات موسم صيف لبنان 2013، لصاحب أغاني جواز السفر، وتوت عا بيروت، والبحرية، وريتا، والطفل والطيارة، وجبل الباروك، وإلى أمي، الفنان مرسيل خليفة، الذي سوف يحيي أمسيتين في مهرجانات بعلبك، يقدم فيهما الأوجاع والمعاناة التي تقارب هموم وأحاسيس الشعوب، مع ألحان وتوزيع للموسيقى، تعكس الحالة الاجتماعية والإنسانية... وحتى السياسية. ويقول مرسيل خليفة حول حفلتيه المرتقبتين: السهر يوقظني على الشهداء والوجع العام، وأنا أغني لاستبدال فوضى العالم بالموسيقى الهادفة واللافتة، لعلنا نكتشف غموض الآفاق ومعجزات المستقبل.
جاز وبوب وروك
وتبدأ البرامج الأجنبية في مهرجانات لبنان، من أمسيات أربع في «زوق مكايل»، حيث هناك سهرة لجمهور الفنانة الفرنسية باسكال أوبيسبو، التي تحل في هذا البلد، ضمن جولة عالمية بدأتها منذ مطلع السنة الحالية، حيث تقدم أغاني «البوب» التي يعشقها الكثير من محبي هذا الفن.
وفي بيبلوس، حجزت المقاعد لسهرة «روك» راقصة على أنغام الجيتارات والإيقاعات تقدمها فرقة (?????????)، وهي فرقة فنلندية تضم ستة أعضاء «فتاة وخمسة شبان»، تصنف موسيقاها على أنها «ميتال سيمفوني». وعشاق السهر الغربي ينتظرون الفنانة «تاريا توروتن»، صاحبة الأداء الأوبرالي، لتتبعها الفرقة البريطانية (??? ???? ????)، وهي مؤلفة من شابين فقط، يقدمان نمطاً جديدا في الموسيقى، يعتمد على الرقص والمؤثرات الضوئية والصوتية، ضمن أجواء خاصة ترضي الجمهور والحضور.
وفن «الجاز» يعود بقوة الى سهرات صيف لبناني، حيث يتوزع بين عازفة البيانو «إليان الياس» مهرجانات بعلبك الدولية، والثنائي دي ي بيرير جورتر، ورازي لويس بمهرجانات بيت الدين. أما فن الجيتار الكلاسيكي الذي يعرف بـ «الفلامنكو» فان الإسباني باكو دي لوتشيا الذي يستثمر مهاراته الموسيقية رغم سنه الستين، فسوف يقدم في 22 يوليو الجاري في بيبلوس حفلة ينتظرها جمهوره بحماسة وترقب.
«عا اهدن شرفونا»
وبعد غياب عن لبنان، يستضيف مهرجان أهدنيات، فرقة باليه موسكو، والمغنية اللبنانية حنين، وديميس روسس/ وسوسن ايما شابلن، حيث يعود ريع الحفلات الى بعض الجمعيات التي تعنى بمعالجة الأطفال المصابين بمرض السرطان ومرض التوحد، و»إهدنيات» هذا الصيف تقام تحت شعار «عا اهدن شرفونا».
أما «السوبرانو» سمر سلامة فتعود إلى بيبلوس لتحيي سهرة مطولة تحت عنوان «أوبرا مجنونة» مع عازف العود زياد سحاب والممثل طوني أبو جودة، إضافة الى مجموعة من الراقصين والراقصات يقدمون لوحات، تجمع بين الغناء الشرقي والأوبرالي والموسيقى العربية والرقص والتمثيل، ضمن «أسرار غائبة» بإشراف جان صقر ومشاركة جوقة المعهد الأنطوني بقيادة الأب توفيق معتوق لاوركسترا السهرة.
تابلوهات السيرك الصيني
بعيدا عن أجواء الغناء والطرب والرقص، يقدم السيرك الوطني الصيني، حفلات في بيت الدين تتضمن فقرات استعراضية للفنون الشعبية التي تعود الى أكثر من 2000 عام. والسيرك الصيني تأسس عام 1950، وقام بجولات في أكثر من 115 بلداً. وسوف يقدم في لبنان أربع ليال ضمن مهرجانات بيت الدين تتضمن تابلوهات رائعة وفقرات مذهلة تحبس الأنفاس، يشارك فيها أكثر من 80 بهلوانياً يقدمون التراث الصيني، مطعماً بالموسيقى والرقص والكونغ فو، التي تصب كلها في باب الحضارة الصينية القديمة.
«حلم» عاصي الحلاني
يطل الفنان عاصي الحلاني على جمهوره في مسرحية «حلم»، التي تروي قصة حلم عاصي بالغناء وبمشقات مسيرته الفنية، وهي تضم أربعة فصول تستعرض التحديات والصعاب التي واجهته خلال انطلاقته. ويسعى الحلاني الى عرض «حلمه» في قلعة بعلبك ضمن إطار المهرجانات الدولية، نظراً لما تحمله هذه المدينة من تراث أثري وتاريخي، إلا أنه من الممكن نقل المسرحية الى مكان آخر، نظراً للظروف الأمنية التي تسود المنطقة كل فترة وأخرى.
عدد اليوم
