الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثقافة الجنسية ملف «سري للغاية» بين أفراد الأسرة والأبناء يبحثون في مصادر مشبوهة

الثقافة الجنسية ملف «سري للغاية» بين أفراد الأسرة والأبناء يبحثون في مصادر مشبوهة
9 يوليو 2011 21:16
أكد أكاديميون أن معظمنا تربى على أن كلمة الجنس محظورة ونشأنا على أنها خدش للحياء العام، وأظن أن الغالبية يتذكرون درس الجهاز التناسلي بمادة العلوم وكيف تتصبب المعلمة عرقاً وهي تشرحه لطلابها، ويزداد الطين بلة حين يشرحه المعلم لطالباته. وأوضحوا أنه مع سماع جرس نهاية الحصة يشعر الجميع أنهم تخلصوا من حمل ثقيل، هذا طبعاً إن تم شرح الدرس ولم تقلب صفحاته، وسط صمت رهيب، يدفع الطلبة إلى البحث بعيداً بطرق غير سليمة عن المعلومات واستقصائها من مصادر مشوهة وغير أمينة . (أبوظبي)-حملت ردود الأكاديميين الإجابة عن سبب فتح الكلام عن الثقافة الجنسية مؤكدة أن البعض يعتبره مكرراً، ولفتت الانتباه إلى أن الأمر ازدادت خطورته ويجب أن نتعامل مع الأمر بغير طريقة النعامة حين تدفن رأسها في الرمال وتعتقد أنها تجنبت الخطر، أو كمن يتحدث عن الجنس خارج إطار الأسرة وما إن دخل بيته اعتبره سراً عسكرياً. وأوضح نتائج دراسة للدكتورة سعاد المرزوقي أستاذ الصحة النفسية بجامعة الإمارات أجرتها على 190 مناصفة بين الطلاب والطالبات أن 18% منهم تعرضوا للتحرش الجنسي. في الوقت الذي لم تنكر فيه الدراسة على مجتمعاتنا تقاليدها المحافظة التي وقفت دائماً سداً منيعاً أمام استشراء الظاهرة، إلا أنها حذرت من الانفتاح على الآخر والتغيرات السريعة وأثرهما على الأعراف السائدة. مشاهدات عامة وأشارت الدكتورة سعاد المرزوقي أستاذ الصحة النفسية بجامعة الإمارات في دراستها التي نشرت مؤخراً، إلى أن الأسر تعاني من أزمة ثقة في أبنائها وأصدقائهم، وبات من الصعوبة أن تجد مكاناً مناسباً. وتبرز أهمية دور الأسرة في الدراسات الاجتماعية، ووفق ما تطرقت إليه الدكتورة سعاد المرزوقي حيث يعتمد الغالبية على غيرهم في تربية أطفالهم، مما يؤكد اضمحلال هذا الدور وتعرض الأبناء للخطر بطريقة غير مباشرة، وفقدهم لأسس وقواعد التربية السليمة، ويكون ذلك بداية لبعض ما يحدث في المجتمع، فتجد أن البعض من الشباب يركضون هنا وهناك في المراكز التجارية خلف الملابس غير المحتشمة لكنهم لا يقدمون على أي فعل خوفاً من بطش القانون. ولم تغفل الدكتورة سعاد ما يقدمه الإعلام من برامج غنية بالإسفاف والخروج عن النص، لكنها عادت تلقي اللوم على الأسرة التي تفقد السيطرة على كنترول ما يجب أن يشاهده أفرادها، وسط ما نعيشه من انفتاح إعلامي حول العالم إلى قرية صغيرة عبر الإنترنت والقنوات الفضائية، مما يستلزم آلية محكمة للرقابة الأسرية، وحكمة في تعليم الأبناء كيفية الابتعاد عن المشاهد والبرامج السيئة، وليس إجبارهم على الابتعاد عنها حتى لا يبحثون عنها خلف الأبواب المغلقة. أستاذة الصحة النفسية بجامعة الإمارات تذكر الأسرة بضرورة التعامل مع الابن حسب مرحلته العمرية، وأن تكون علاقتها به تحكمها المحبة والصداقة، وأن تكف عن التعامل معه بلغة الأمر وإلقاء التعليمات، مذكرة بضرورة الحديث معه عن الثقافة الجنسية وفق سنه وعدم تركه فريسة لأصدقاء السوء . معرفة عشوائية ومن منطلق خبرة تعدت الثلاثين عاماً في الميدان التربوي قال محمد حسن مدير مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم للتعليم الثانوي في دبي إن نقاش الموضوع يجب أن يتخطى إن كان الفعل موجوداً في المدارس أم لا، لأن الخطر يحيط بأبنائنا في كل مكان، خاصة بعد أن أصبحت المعرفة عن الأمور الجنسية عشوائية وفي سن مبكرة، فلا نستغرب إن وجدنا طفلا لم يتجاوز عمره 5 سنوات بيده هاتف متحرك أو تجده يستخدم الإنترنت، وهنا ليس المقصود مقاطعة وسائل التقنية الحديثة، لكن ننبه إلى الجوانب السلبية نتيجة الاستخدام الخاطئ، وما ينتج عنها من أشياء لا يستطيع المستوى العمري للطفل الصغير التعامل معها. إن انتبهنا إلى ذلك نكون وضعنا أيدينا على الجرح ونعرف كيف نعالجه، وهو ما أكده التربوي محمد حسن، مشيراً إلى أنه من الطبيعي عندما يتعرض الصغار لمثل هذه الأشياء في صغرهم أن يصابون بالأمراض النفسية والصراعات الداخلية، وأن يكون منهم عدوانياً وانطوائياً، ويؤدي الأمر في النهاية إلى التحرش الجنسي فيما بينهم، وهي حالات موجودة في المدارس لكن بقلة، لأن معظمها يحدث خارج أسوار المدرسة. ويرى مدير مدرسة محمد بن راشد للتعليم الثانوي أن العلاج يكمن في المواجهة عبر حملات توعية منظمة بتكاتف جميع الجهات المختصة، إضافة إلى ضرورة شغل أوقات الفراغ في الأشياء المفيدة، على أن تشمل تلك الحملات تعريف أولياء الأمور بطرق التربية الحديثة وكيفية التعامل مع هذه الأمور في إطار تربوي تحكمه أسس علمية، محذراً من خطورة الغرف الخاصة بالأبناء في المنزل وما يتوفر داخلها من وسائل التقنية( ستلايت ـ إنترنت ـ بلاك بيري ......). محمد حسن لم يغفل في حديثه المناهج وما يجب أن تحويه لتعريف الأطفال بهذه الأمور، لكنه ليس مع إضافة أبواب عن الثقافة الجنسية، ووفقاً لحديثه فإن ذلك قد يؤدي إلى الإباحية ويزيد الفضول في المعرفة، ويقود الصغار إلى البحث عن تلك المعلومات المغلوطة، في برامج مسمومة تبثها بعض الفضائيات، خاصة التي تقلد الإعلام الغربي، دون الانتباه إلى أنها لا تراعي القيم والخلق، وتناقش موضوعات وتقدم لقطات مصورة لا تعتبر بالخارج عيباً، على الرغم من أنها مرفوضة دينياً واجتماعياً. أمر متجدد وقال الدكتور سيف الجابري مدير إدارة الأبحاث في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي إنه مع تدريس الموضوع ولكن بطريقة لا تخدش الحياء، ولا تؤثر على المجتمع وبأدائه، بحيث يتلقى الطالب المعلومة على أنها معلومة علمية بحتة، ليس بها تجاوز أو إسفاف في مسألة التعليم في هذه المادة العلمية وتحت هذا المسمى غير مستقيمة لأنه لا يوجد في الإعلام شيء اسمه الجنس، نحن أمة عربية قرآنية أنزل عليها الكتاب وبلغة عربية فصحى، والجنس هو النوع، لذلك انتشرت هذه الكلمة لدى الناس ولدى المسلمين بترجمة خاطئة، أما الإسلام فهو نظيف العبارة مستقيم الكلمة، جعل التلاقي فطرة لا تحتاج إلى تعليم . التعليم الشرعي وأضاف الجابري:لذلك نطالب الناس بالتعليم، نقول نعم للتعليم، وكلمة التعليم الشرعي أن يعلم الطالب في الثانوية العامة بالمرحلة الأخيرة أن يتعلم آداب المعاشرة، وآداب هذا اللقاء لأن في السُنة النبوية الكثير من التعليمات التي يتقدم بها الزوج لزوجته، فهذه فرطة وينبغي المحافظة عليها، لأن هذه المسألة صارت شائعة ومعلومة للناس كافة. وأهل الباطل نشروا الزنا وفتحوا له قنوات باسم التعليم، وهذا غير صحيح، ولكن الآداب الشرعية يجب تدريسها كاملة للفتيات بعد المرحلة الثانوية لأنهن أصبحن جاهزات للزواج ويجب تعريفهن بالحقوق والآداب المتعلقة بهذا الأمر. وتابع الجابري: نحن مع التعليم إذا كان بهذه الضوابط، نحن لا نقبل هذا التعليم إذا كان المقصود به التعليم الغربي الذي يشرحون فيه تشريحاً كاملاً للأعضاء التناسلية بين الرجل والمرأة حتى يصبح لها قيمة، ونحن ضد هذا التيار، وكلنا مع التعليم الذي يهيئ الزوج والزوجة للآخر في رحلة الزواج وليتعلموا الحقوق والواجبات ويتفهموا سنن الفطرة التي علمنا إياها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنكون على بينة من خلال الشرع، وليس من خلال أقوال الآخرين المسموعة التي أباحت أن ينظر الرجل إلى ما لدى المرأة، وتنظر المرأة إلى ما لدى الرجل. وبالإجمال نحن مع التعليم المقترن بالضوابط الشرعية، ضد التعليم الذي يوجه للبشر بطريقة خاطئة تدمر حسن المعاشرة بين الأزواج. موقف المتفرج وعلى الرغم من عدم رفضه للاحتكاك بالغير والاستفادة من تجارب الآخرين، إلا أن الدكتور الجابري حذر من الثقافات الوافدة خاصة غير المنضبطة وما ينتج عنها من ظواهر سلبية، ودعا للوقوف أمامها موقف المتفرج، لعدم الشعور بالمسؤولية. وشدد على ضرورة التصدي للمخالفة والتعامل معها بإيجابية، لأن الهلاك في نهاية المطاف قد يصيب الجميع، وهو ما أوجبته الشريعة الإسلامية، حيث أوضحت أن كل إنسان مسؤول في هذه الحياة عن قيمه ولا يجوز أن نساهم في الفتك بقيم المجتمع، ونكتفي فقط بجمع الدرهم والدينار ونظن أنه يؤمن مستقبل أولادنا، فمال يشتري الأشياء لكن، لكن لا يوجد مركزاً تجارياً يبيع قيماً أو أخلاقاً، وهنا يذكر الجابري : إنما الأم الأخلاق ما بقيت .. إنما إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا. الدكتور الجابري أكد أهمية المعرفة في إطار عام لا يخرج عن نطاق الأخلاق، ليستطيع الإنسان التعامل مع هذه الأمور المستجدة، خاصة أن الأسرة العربية أصبحت تدار الآن عبر المربيات ومعظمهن غير عربيات فاقدات للثقافة الإسلامية، وهو من الأسباب التي ولدت وجود المترجلات والمخنثين في المدارس، وكذلك وجود بعض الميوعة في الأسواق، في ظل لا مبالاة من رب الأسرة أو التفات لما قد يحدث داخل البيت أو خارجه. كما حذر الدكتور الجابري البعض من التقيد في الالتزام بأحد مسارين أولهما التشدد في أمور الدين وثانيهما التراخي في اتباع تعاليمه، موضحاً أن الإسلام فيه الرحمة وفيه العقاب، وعلى الجميع أن يفهم أن خير الأمور أوسطها وان بفهم الدين بروح عصرية وفقاً لما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه الصحابة والمسلمون الأوائل. البعض مع التوعية لكن بشروط أولياء الأمور يدعون إلى ترسيخ القيم وزيادة دور المدرسة تحدث حسان محمد عبدالمجيد 35 سنة، موظف بأحد البنوك، وقال إنه يؤيد تدريس الثقافة الجنسية في المدارس، لكن أن يتم ذلك بأسلوب محترم، يراعي قواعد العيب والمسموح والممنوع في المجتمع، ورأى عبد المجيد، أن العالم الآن صار قرية صغيرة وأصبح متاحاً أمام الجميع أخذ المعلومات المختلفة من الانترنت أو الفضائيات أو حتى الأصدقاء، ولذلك فإن استقصاء المعلومات شديدة الخصوصية مصادر موثوق بها، داخل المدرسة يمثل درعاً للحماية والأمن للطلبة من المعلومات المغلوطة. زميله علاء محمد غبارة 31 سنة، أبدى تحفظاً على طرح تدريس الثقافة الجنسية في المدارس سواء في المجتمعات العربية والإسلامية، لأن تلك المجتمعات لها خصوصيتها، ومن ثم وجب احترام السمات والخصوصيات التي تميزنا عن غيرنا من الثقافات. وأبدى غبارة اندهاشه من مجرد التفكير في تدريس هذا الموضوع، وأكد أن هناك أموراً أهم من ذلك يجب الاهتمام بها داخل المدارس، ومنها ضرورة احترام الطلبة وخصوصاً من الشباب إلى الجنس الآخر، ومعاملته بلطف وتقدير، لأن منهم الأخت والأم والزوجة مستقبلا، ومن ثم يجب ألا يصبحن عرضة للمعاكسات والمضايقات التي تصدر من الشباب في سن المراهقة، ومن ثم شدد غبارة على ضرورة إتاحة فرصة زمنية أكبر في المدارس لترسيخ قيمنا الإسلامية، وعلى رأسها احترام الطرف الأخر، أما الثقافة الجنسية، سيكون لها وقتها حين يبدأ الشاب خوض تجربة الزواج، لأنه سيتعلم كل شئ عن تلك الأمور بالفطرة. سلوى عبد العليم الطباخ 51 سنة موظفة سابقاً وربة منزل حالياً، أكدت على أنه لا حاجة لتدريس هذه المواد مطلقاً وإدراجها ضمن المناهج التعليمية. وتابعت، يكفي ما تبثه الفضائيات وما يشاهده الأبناء على الشبكة العنكبوتية من إثارة للخيالات، وما يستتبعها من أضرار تصيب الكثير من أبنائنا في سنوات المراهقة، وقالت إن الأسلوب الأمثل للتعامل مع تلك المرحلة العمرية الحساسة، هو نقل المعلومات إليهم من خلال الأسرة ولكن في إطار من الرمز الذي لا يرفع الحواجز بين الأبناء والآباء، وهو ما يزيد من خصوصية وقدسية تلك المعلومات، ويترسخ لدى الأبناء، أنه لا يصح أن يتم التحدث بها في كل الأوقات ودون مبرر. وأوضحت الطباخ، أنه يمكن لمدرسي التربية الدينية في المدارس إعطاء نبذات مختصرة عن أي موضوعات حساسة يراد أن يتم إبلاغ رسائل بشأنها للطلبة، كونهم الأكثر قدرة على استخدام الألفاظ المناسبة والغير خادشة لحياة الطلبة. كما أن عملية النصح ستتم في إطار من التوجيه الديني وترسيخ المفاهيم التربوية السليمة، وهي التي يجب الاهتمام بها بشكل كبير في هذه السن. ضرورة ملء وقت الفراغ يرى الدكتور عمر الخطيب مساعد المدير العام في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي أن العلاج الأنجع في التربية على أساس الوازع الديني، حيث أن البعد عنه أحد أهم الأسباب فيما يتعرض له الإنسان ويأتي به خاصة في سن المراهقة والشباب. ودعا إلى ضرورة ملء وقت الفراغ بطريقة سليمة تساعد الابن على العيش، وأن نعود الطفل على العبادات والعادات الحسنة ببذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربوية، مشيراُ إلى أنه يخطئ بعض المربين إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فيضحكون منها، وقد تكون كلمة نابية، وقد يفرحون بسلوك غير حميد لكونه يصدر من الطفل الصغير. يجب الإشارة لها دون تخصيص مادة دراسية الشريف: لابد من فرض رقابة على الصغار وعدم ترك الحبل على الغارب أوضح المستشار يوســف الشريــف نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، رؤيته الخاصة بقوله: بداية علينا طرح بعض الاسئلة، ماذا سيستفيد الطالب أو الطالبة من دراستهم وتعليمهم الثقافة الجنسية خلال سنواتهم الدراسية ؟ وما العائد المرجو من تلقينهم هذا العلم ؟ هل في ذلك فائدة علمية واجتماعية ونفسية قدرها العلماء المختصين في هذا المجال من المسلمين وقرروها، أم هو تقليد للغرب التي تنادي بعض مجتمعاته بالإباحية، أو هي حقيقة واقعية يجب أن نركن إليها إيماناً منا بمواكبة التطور العلمي في شتى مجالاته ومناهجه وسلوكه الصحيحة والمغلوطة والمناسبة لنا وغير المناسبة . ويتابع الشريف، الشباب وهو في مقتبل عمره وعنفوان رغباته ليس بحاجة لمن يصب الزيت له على النار، فهو قنبلة من الرغبات موقوتة، تنتظر من يقدح في فكرها حتى تنفجر، فلو كان تخصيص دراسة الثقافة الجنسية كمادة منفصلة، أو تحت عنوان فصل في مادة معينة مثلاً كالعلوم أو الأحياء فإنها ستكون مدعاة للشباب بجنسيه لأن يتركز انتباهه عليه. وقال: لذلك فإنني أرى من وجهة نظر اجتماعية محضة عدم الحاجة لتخصيص مادة بعينها أو فصل محدد لهذا المحتوى، وإننا كما نعلم فإن الغرب عندما انتهج هذا المنهج مع الطلبة فهو مجتمع مؤمن بالإباحية المطلقة وحرية التلاصق والتقارب بين الجنسين بدون رابط شرعي، بل إن مجتمعاتهم ومدارسهم تحثهم على ذلك بدعوى أنها حرية شخصية، ومن لا يفعل يتهم بالتخلف والتعقيد، وهذا الأساس مرفوض تماماً في مبادئنا الشرعية الإسلامية وقيمنا العربية الأصيلة، ولذلك أعود وأكرر بعدم جدوى تدريس هذه المادة تحت أي مسمى للأولاد في المراحل الدراسية. ودعا إلى فرض رقابة أسرية صارمة على الأبناء في هذا الجانب والإطار وعدم ترك الحبل على الغارب للأولاد للاستقاء من هذه المناهل الآسنة النتنة التي تنزع الحياء وتقسي القلب، فكفى بنا ضياعاً وتشتتاً فأرجو أن نحافظ على ما تبقى لنا من جميل الخلق إن كان لدى البعض وليس الكل . وإن كان لابد من تثقيف الأولاد بمثل هذه الثقافة، يرى الشريف أن يتم تدريسها من خلال مواد متنوعة تشملها التربية الإسلامية أو مادة الأحياء، وما شابههما بشكل عام دون التخصيص أو التركيز ، إذ ما يزال الطلبة وهم في مراحل دراستهم الإعدادية أو الثانوية لا يحملون الأمور محل الجد بالشكل المطلوب أما إذا انتقل أحدهم إلى المرحلة الجامعية واختار شيئاً من هذا الاختصاص وإن كان الطب مثلاً ، فإنه سيكون قد بدأ في هذه السن والمرحلة تحمل مسؤولياته، ويعلم علم اليقين أن ذلك هو جزء من اختصاصه ومحل اختبار حقيقي له. اختصاصي نفسي: يجب استحداث حصص إرشاد نفسي للتثقيف طارق حمود الهاشمي الاختصاصي النفسي في مجلس أبوظبي للتعليم، أوضح أن عملية التثقيف تلك، لا ينبغي أن تكون مدرجة ضمن المناهج الدراسية، وإنما في إطار ندوات ودورات في أماكن التجمعات الشبابية والطلابية ومنها المدرسة، مشدداً على أن عملية التثقيف والوعي ضرورية، خاصة وأننا جميعاً صرنا نعيش في مجتمعات صغيرة ضمن المجتمع الواحد الكبير، بحيث اصبح لكل أسرة مفهومها المختلف للتربية ونظرتها الخاصة بمستقبل أبنائها، فمن الممكن أن تدعو بعض الأسر لأشياء قد لا يقبلها المجتمع الكبير، فهناك أسر متشددة، وهناك من يريد أن يعيش بلا قيود. وأكد الهاشمي على أنه لا يؤمن بالثقافة الجنسية، وإنما بالتثقيف بوجه عام الذي يطال كل مناحي الشاب في سنوات إشرافه على العالم الخارجي، واحتكاكه به، ولفت إلى أن المناهج الدراسية تحتوي على الأساسيات التي يحتاجها الطلبة في هذه السن، مثل تكوين الجهاز التناسلي، تكوين الجنين، أيضاً قيم الحرام والحلال والعيب. ودعا الهاشمي إلى ضرورة توصيل المعلومة المرتبطة بهذه الثقافة لكن مع ضرورة تغيير المصطلح، والابتعاد عن الكلمات الحساسة. وتابع قائلاً:”دخلت علينا ثقافات عديدة واختلطنا بمجتمعات أخرى، وسرعة التطور التي نادى بها البعض، جعلت فئة من الناس يفهمون معنى كلمة “الثقافة الجنسية” بطريقة خاطئة.. ومن ثم يجب الحرص على انتقاء الكلمات المناسبة من أجل وصول الهدف بأسلوب مقبول لدى الجميع. ونادى الهاشمي بضرورة استحداث حصص للإرشاد النفسي، ومن خلاله تتم عملية التثقيف والوعي، لافتاً إلى ضرورة تحقيق الدمج بين الدين، والعلم، وأفكار المجتمع وعاداته، عند طرح مثل تلك الموضوعات. وشدد على من يتصدى لهذه المسؤولية أن يكون على دراية علمية ودينية وشرعية كاملة، وأن يكون كلامه مصحوباً بالدلائل والقرائن، حتى يصل إلى درجة الإقناع المنشودة، ويمكن أن يتصدى لهذه المحاضرات أكثر من شخص، كل في تخصصه بما يحقق في النهاية الرؤية الشاملة من وراء محاضرات الإرشاد النفسي. ومن أساليب التثقيف التي دعا إليها الهاشمي أيضاً: توزيع مطبوعات صادرة عن مؤسسات متخصصة من أجل صياغة اتجاه واضح لنشر هذه الثقافة بالطريقة التي تناسب المجتمع، بعد دراسة التكوين السكاني الموجود، بما يتلاءم مع كل مكوناته على اختلاف أفكاره وثقافاته. عادل الدليمي 31 سنة مهندس ويعمل في مجال المقاولات من جهته دافع عن تدريس هذه المواد، وقال إن العالم الآن أصبح قرية مفتوحة ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، وينبغي مواجهة حقائق العالم المتغير من حولنا، ولذلك يجب اطلاع أبنائنا على كل ما يتعلق بأمور حياتهم وحتى شديد الخصوصية، حتى لا يلجأون إلى مصادر غير معروفة، وتتداخل لديهم الحقائق، ما يؤثر بالسلب على سلوكهم، ولكن عندما يتم استقاء المعلومات من خلال طرق علمية مدروسة ومقننة، هذا يجعل الأبناء في مأمن من الانحرافات، ويجعل كل المعلومات الواردة إليهم في إطار الرقابة المجتمعية والمدرسية. دعت إلى الاطلاع على تجارب الآخرين خلود القاسمي:مطلوب دراسات متخصصة قبل تضمينها في المناهج صاغت الشيخة خلود القاسمي مدير إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، عدداً من المبررات التي تعضد وجهة نظرها في رفض طرح الثقافة الجنسية كمادة للتدريس على الطلبة داخل المجتمع في الوقت الحالي، مؤكدة أنه من الضروري الحصول على هذه الثقافة، لكن بشكل صحيح، ولذلك لابد من دراسات متخصصة وتفكير عميق، وكذا الاطلاع على تجارب الدول السابقة قبل التفكير في طرح هذا الموضوع وجعله قابلاً للتطبيق. وقالت: إذا تم طرح الموضوع يكون في سياق أسلوب تربوي راق، ويتم تدريسه بذات المستوى من الرقي، وحسن اختيار العناوين وطريقة معالجتها للموضوع بما بتناسب مع خصوصية المجتمع وتقاليده، التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار. إلى ذلك أكدت خلود القاسمي على الدور الكبير للأسرة في القيام بالتوعية والتثقيف للأبناء في كثير من أمور الحياة، ومنها توعية الأبناء بالأمور شدية الخصوصية بهم، وكيفية التعامل معها وفقاً للآداب والقواعد الإسلامية، التي يعيش عليها المجتمع وتمثل سياج واق له أمام الثقافات الوافدة من كل مكان، وتحمل في طياتها عوامل هدم أكثر منها عوامل بناء. ودعت ولي الأمر إلى أن يكون حريصاً على أن يحصل أبناؤه على هذه المعلومات من مصدر موثوق به، بدلاً من لجوئهم إلى أصدقاء السوء والشبكة العنكبوتية، وغيرهما من المصادر المشبوهة التي قد تحمل معلوماتها أخطار على سلوكيات الشباب. وشددت القاسمي على دور وسائل الإعلام وغيرها من مؤسسات المجتمع المعنية بالتواصل مع الشباب والطلبة، بضرورة اختيار أفضل الأساليب للتعامل مع هذه القضية، وكيفية تناولها بما ينعكس إيجاباً على عملية التنشأة والتوعية السليمة للطلبة. وفي النهاية أكدت القاسمي على موقفها برفض طرح هذا الموضوع على الطلبة حالياً استناداً على أن هذه العملية تحتاج إلى دراسة عميقة، وتتطلب حرص شديد نظراً لحساسية الموضوع، وضرورة عدم المساس بعقيدة المجتمع وأعرافه، من خلال طرح قضايا شديدة الخطورة دون أن يكون المجتمع مهيئاً لها بشكل كاف. شريطة ألا تخدش الحياء آمنة خليفة: جزء من الثقافة التي يجب أن يدركها الناشئة الدكتورة آمنه خليفة أستاذ أصول التربية كلية التربية جامعة الإمارات أكدت ان المناهج الدراسية لابد وأن تحتوي على كل قضايا المجتمع ومن هذه القضايا التي ربما تكون أكثر إلحاحاً من غيرها تلك القضايا المتعلقة بثقافة الإنسان، ويعتبر المنهج الدراسي إحدى الوسائل لتوصيل المعلومة إلى الناشئة، والجانب الجنسي جزء من الثقافة التي يجب أن يدركها الناشئة، غير أن هناك وسائل وأدوات يمكن تقديم معلومة من خلالها بطريقة لا تتنافى مع قيم المجتمع وعاداته وثقافته. وفي الوقت نفسه تصبح هناك معلومة عند الناشئة تفيده في مستقبل حياته بشرط أن تقدم المعلومة بطريقة لا تخدش الحياء ولا تتعارض مع قيم المجتمع، ولأن المعلومة عندما تقدم بطريقة صحيحة وعلمية لن تخدش الحياء، خاصة وأن الطلبة في المراحل الجامعية، وفي بعض التخصصات تقدم لهم مثل هذه المعلومات بشكل راق. بالإجمال ليس هناك خطأ في التثقيف الجنسي- بحسب خليفة- ولكن الكيفية في توصيل المعلومة إلى الطالب بطريقة لا تخدش الحياء ولا تؤثر في المجتمع وعاداته هي الأهم في هذا الموضوع، بحيث يتلقى الطالب المعلومة على أنها معلومة علمية بحتة ليس فيها التجاوز أو الإسفاف. بين الشباب وكبار السن دراسات: العبارات الجنسية الأكثر بحثاً على الإنترنت عادل رزق بوصفه خبيراً في تقنية المعلومات ويعمل مديراً لمؤسسة تعليمية توجه أنشطتها لطلبة الجامعات قال:ما نكتشفه خلال الاطلاع على مواقع البحث على الشبكة العنكبوتية “الإنترنت”، أن هناك دراسات عديدة أثبتت أن أكثر الكلمات المبحوث عنها في المنطقة العربية هي الموضوعات والكلمات ذات الدلالة الجنسية، حيث نجدها تحتل الصدارة في المواقع البحثية، وهذا لا يقتصر فقط على مستوى الشباب، وإنما الراشدين وكبار السن. وأضاف رزق من ناحية أخرى فإن موضوع الثقافة الجنسية له مصادر عديدة، فنحن في الماضي لم يكن لدينا تلك المصادر، حيث أننا نشأنا في بيئة خالية من هذا الزخم من المعلومات، أما حالياً فهناك مصادر معلومات متجددة في هذا الصدد، خاصة المواقع الإباحية التي تلعب على وتر الرغبة وإثارة الشباب. وأشار إلى أن وجود هذه المواقع بسهولة ودون رقابة في ظل ضعف الروابط الأسرية جعل من الكمبيوتر ومواقع الشات صديق حميم للشباب ومؤثر على سلوكياتهم. ودعا إلى ترسيخ فضيلة غض البصر على المناظر الإباحية ، ومن ثم ترسيخ مثل هذا الوعي من الصغر وإعلاء القيم الدينية مع مناقشة الأبناء في مثل هذه الأمور بصراحة دون مواربة، تمثل حامياً لهم من هذه المصادر المشبوهة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©