السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعادلة الأصعب!

9 يوليو 2011 21:25
كثير من العلاقات الزوجية يهددها الفشل، لأن أصحابها يستندون إلى أفكار سلبية أو غير صحيحة حول مفهوم الزواج، بل يتطرفون أو يركنون حيال الشريك على خرافات أو خزعبلات تقوم على أفكار هلامية أو غير واقعية، فنجد مثلاً من يرفع شعار”الحب يفعل المستحيل” أو “يمكنك أَن تكون سعيداً مع أي شخص يطلب منك الزواج”، دون أن يشغلوا تفكيرهم في واقعية الشراكة، ومسؤولياتها، ومقومات نجاحها واستمرارها، واضطراب أو ضبابية تصورهم لمفهوم “ السعادة”، وعادة ما يغيب عنهم، أو يتجاهلون الإجابة عن تساؤل مهم للغاية:”هل أنت جاهز للزواج ؟”. كثيرون يستبعدون شركاء محتملين ملائمين لهم، لأنهم يعتقدون بأن الشخص المناسب لهم يجب أن يرافقه شعور سحري. فلماذا لا تختار بعناية دون عصا سحرية. وهناك من يبحثون عن نماذج سحرية مثالية من البشر، والحقيقة تقول إنه لا يوجد أشخاص مثاليون. فلماذا نطلب المستحيل؟ كما يبدو كثير من الشباب متوترون وقلقون، لأنهم غير مؤهلين للزواج، بينما مثل هذا القرار لا يحتاج إلا إلى تعاون الشريكين، وفهم الشراكة بشكل صحيح. ويجب أن يقيم كل طرف مميزات وعيوب واهتمامات وأهداف وطموحات الشريك المحتمل، فهناك خطأ شائع أن نتصور أن توافقنا يتوقف على اختيارنا لشريك يشبهنا، لأن المنطق يقول إن الارتباط بشخص يختلف عنك، وعن أفكارك سيولد النزاعات. فإذا كان الشريك يحمل من صفاتك الكثير، فربما تتحول هذه الصفات بعد الزواج إلى أكثر الصفات التي تكرهها فيه. كثيرون أيضاً يقنعون بأن الحب وحده سبب كاف للزواج، بينما الزواج يحتاج إلى أكثر من مجرد الحب، على الرغم من أن الناحية العاطفية ضرورية جداً في الزواج إلا أنها ليست العامل الوحيد في الزواج السعيد، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى مثل القيم، والمستوى الاجتماعي، والعمر، والشخصية، والتوقعات. فالزواج ينبغي ألا يكون قراراً نابعاً من القلب، لأن لو لم يشارك العقل القلب في هذا القرار، فإنما يكون قراراً منقوصاً دون شك. فمن المؤكد أننا نود أن نتزوج من الشريك الذي نحبه، لكن يجب أن يوافق عقلنا على هذا الاختيار أيضاً. وإلا سيتعب القلب والعقل معاً. فالرجل دائماً يتمنى الوقوع في الحب، وفي نفس الوقت لا يعترف بذلك. وعندما يكون مرتبطاً يصبح رجلاً مختلفاً، فالزواج الناجح المستقر أعتقد أنه يتوقف على وجود زوجة تقبل الرجل لشخصه، وتحبه كما هو. فالرجل لا يطيق النقد، ولا يتحمل شريكة تنتقده وتبرز أخطاءه فقط، بل يريدها أنثى تسعى لاكتشاف جميع مميّزاته وصفاته الحسنة فقط! الرجل عادة يريد زوجة تتيح له أن يحتفظ بشخصيته، ويشعر أمامها بمزيد من الثقة، وأنه جدير بأن يُحب، وأن وجودها معه يذكره دائماً أنها اختارته هو بعينه من بين جميع الرجال! إن اختيار شريك الحياة ليس أمراً سهلاً، ومن ثم أتصور أن نسبة كبيرة من الإخفاقات ترتبط بشكل مباشر بنمطية وكيفية الاختيار. إذن الأهم أن نتعلم أولاً كيف نختار؟ إنها بحق “المعادلة الأصعب”!. المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©