الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تأهل فرنســا وإيطـــاليا للنهائي انتصار لطريقة المهاجم الواحد

8 يوليو 2006 02:39
برلين - أكرم يوسف: لم يقدم مونديال2006 أسماء جديدة ،واختفى النجوم أصحاب المهارات العالية الذين ينتظرهم العالم أمثال رونالدينيو وروبينيو ونيستلروي ولومبارد وجيرار وروني وسافيولا وتيفيز وبالاك،وظهرت بصمات المدربين وانتصر في النهاية التكيتك لتصعد فرنسا وإيطاليا بالخبرة والذكاء للمباراة النهائية غدا في برلين بينما خرجت المنتخبات الأكثر نجوما في مقدمتها البرازيل وانجلترا والأرجنتين وهولندا· وكان العنوان الأبرز لمونديال 2006 هو التكتيك وطرق اللعب وخطط المدربين ولذلك كانت الكلمة الأخيرة للتنظيم الجيد والكرة الجماعية والصلابة الدفاعية وليس للمهارات الفردية والمغامرات الهجومية ،ولذلك تراجعت نسبة تسجيل الأهداف مقارنة بمونديال 2002 حيث شهدت 62 مباراة في ألمانيا 141 هدفا مقابل 154 هدفا في كوريا واليابان ولمعت أسماء الكثير من حراس المرمى في مقدمتهم بوفون حارس إيطاليا وريكاردو حارس البرتغال وفابيان بارتيز حارس فرنسا ،واتسم الدفاع بالصلابة وكان بوابة العبور إلى المحطات الأخيرة من البطولة ،وأعيد اكتشاف نجوم قدامى مثل زيدان وتورام ولويس فيجو وديل بيرو· وشاهدنا إجماعا من الثمانية الكبار الذين صعدوا للدور ربع النهائي على اللعب بمهاجم واحد في المباريات القوية باستثناء ألمانيا التي لعبت بمهاجمين اثنين وهما ميروسلاف كلوزه وبودلوسكي،وتلك الطريقة هي التي ستسود العالم بعد أن أثبتت نجاحها في المونديال بتأهل فرنســـــــا وإيطاليا للمباراة النهائية · حتى البرازيل التي بدأت البطولة بالثنائي رونالدو وأدريانو في الهجوم من خلال طريقة 4-2-2-2 حيث يلعب كل من كاكا و رونالدينيو خلف المهاجمين في الأطراف والعمق لتصبح 4-2 -4 غيرت الطريقة عندما بدأت في مواجهة منتخبات قوية في ربع النهائي وشاهدنا كارلوس البرتو بيريرا يلعب أمام فرنسا بطريقة 4-1-2-2 -1 أو 4-3-2-1 حيث ترك رونالدو بمفرده في الهجوم ومن ورائه كاكا ورونالدينيو واحتفظ بأدريانو في مقاعد البدلاء حتى الربع ساعة الأخير ورغم ذلك خسر أمام فرنسا ،لأن عناصر الفريق الهجومية لم تكن قادرة على أداء نفس الدور الذي يقوم به وسط فرنسا أو إيطاليا· بينما لعب المنتخب الإنجليزي بطريقة 4-4-1-1 أمام البرتغال وكان واين روني بمفرده في الهجوم ويلعب من ورائه ستيفن جيرار رغم وجود المهاجم كراوش إلا أنه ليس بكفاءة مايكل أوين الذي أصيب وغادر البطولة مبكرا ،ولعبت الأرجنتين أمام ألمانيا بطريقة 4-4-1-1 وكان هيرنان كريسبو في الهجوم ويتقدم من خلفه تيفيز بينما جلس سافيولا المهاجم الثاني على مقاعد البدلاء · وفي الأدوار الأولى شاهدنا الكثير من هذه المنتخبات تلعب بمهاجمين اثنين ولكن تغيرت الاستراتيجية في دور ربع النهائي مع المواجهات القوية في محاولة للسيطرة على وسط الملعب بكثافة عددية والتحول السريع من الدفاع للهجوم وخلق عنصر المفاجأة بأكثر من لاعب يتقدمون من الوسط ،وفي أحيان كثيرة يكون دور المهاجم الواحد بمثابة ''محطة انتظار '' للقادمين من الخلف أو التحرك لخلق الثغرات والمساحات في الدفاع ،وشاهدنا في مباريات كثيرة الأهداف تأتى من الوسط وقد لجأت معظم المنتخبات لطريقة المهاجم الواحد لأنها تعتمد على عنصر السرعة والمفاجأة وتختصر الكثير من الوقت في التحضير ولا تحتاج إلى البناء التقليدي للهجمة عن طريق تقدم الظهيرين والكرات العرضية ،أو التحضير بأكثر من تمريرة ووجود مهاجم واحد وخلفه لاعب أو اثنين أو ثلاثة من الوسط ،يساعد الفريق على سرعة الوصول لمرمى الخصم عندما تكون الكرة بحوزته دون أن يفقد التنظيم الدفاعي وبتمريرة او اثنتين · تدمير الكرة الهجومية وقد يرى البعض أن هذا تدمير للكرة الهجومية ومبالغة في الحذر بسبب التكتل في وسط الملعب ،ولكن عندما يكون أمامنا دليل عملي على كفاءة وفاعلية طريقة المهاجم الواحد لابد وأن تكون تجربة ناجحة فهناك ثلاثة منتخبات من الأربعة التي صعدت إلى الدور نصف النهائي تلعب بمهاجم واحد وهي إيطاليا وفرنسا والبرتغال وقد يكون ذلك تدميرا لكرة القدم الهجومية إذا كان كل أفراد وسط الملعب لديهم النزعة الدفاعية ولكن عندما يكون هناك ثلاثة من خمسة لاعبين في وسط الملعب لديهم السرعة والمهارة الهجومية والقدرة على التسجيل فهذا يساهم بشكل كبير في فاعلية الجانب الهجومي ،ويحرر الفريق من الاعتماد على المهاجم التقليدي لأن هناك حلول مؤثرة من الوسط · خطورة إيطاليا وطرفا المباراة النهائية غدا إيطاليا وفرنسا يلعبان بنفس الطريقة وشاهدنا إيطاليا بمهاجم واحد أمام ألمانيا تقدم أجمل مباراة هجومية في المونديال لأن الخطر يأتي من كل مكان،من الوسط والعمق والأطراف ولذلك ارتبكت حسابات يورجن كلينسمان لأنه لم يعرف من يراقب بالضبط ،فالذي أحرز الهدف هو الظهير الأيمن فابيو جروس والذي أحرز الهدف الثاني هو اليساندرو ديل بيرو لاعب الوسط · وعلى الرغم من أن إيطاليا تلعب بمهاجم واحد إلا أن الفريق أحرز 11 هدفا في 6 مباريات تعاقب على تسجيلها عشرة لاعبين من كل الخطوط منها خمسة أهداف للهجوم وثلاثة للوسط وثلاثة للدفاع · والأداء الجماعي هو أبرز ما يميز هذه الطريقة ولم يعد هناك مكان للاستعراضات الفردية أو المهاجم التقليدي الذي يقف في منطقة الجزاء وكل الفريق يقوم بتقديم الخدمات له وتمرير الكرات ،لأن هناك حرية أمام كل لاعب من أى خط ليتقدم ويسجل دون أى خطورة لأن الكثافة العددية في وسط الملعب تقوم بتأمين الجانب الدفاعي وسد الثغرات ولذلك شاهدنا مارشيلو ليبي مدرب إيطاليا بكل شجاعة يحتفظ بلاعب موهوب مثل اليساندرو ديل بيرو في مقاعد البدلاء ولا يشركه إلا دقائق قليلة ويضع أيضا المهاجم فليبو انزاجي بجواره ،فهو يريد نوعية من اللاعبين تخدم نفسها بنفسها بالسرعة واللياقة والمهارة والقوة في الاختراق والمراوغة والتسديد والضغط واستثمار أنصاف الفرص · وفي أول مباراة لإيطاليا في البطولة لعب بمهاجمين اثنين وهما جالاردينيو ولوكا توني ووراءهما توتي وفاز بهدفين أحرزهما بيرلو ولا كوينيتا بديل جالاردينيو · وفي المباراة الثانية امام الولايات المتحدة لعب أيضا بكل من لوكا توني وجالاردينيو في الهجوم وتعادل بعشرة لاعبين 1-1 بعد طرد روسي في الدقيقة ·28 وفي المباراة الثالثة أمام التشيك لعب بمهاجم واحد وهو جالاردينيو ووراءه توتي وكامورانيزي وفاز بهدفين أحرزهما المدافع ماتارايزي والمهاجم انزاجي الذي لعب بدلا من جالاردينيو ،وفي الدور الثاني أمام استراليا لعب بمهاجمين وهما لوكا توني وجالاردينيو ووراءهما ديل بيرو،وفاز بصعوبة بهدف من ركلة جزاء لتوتي بديل ديل بيرو · وأمام أوكرانيا في ربع النهائي لعب بمهاجم واحد وهو لوكاتوني ووراءه توتي وفاز 3- صفر أحرز منهما توني هدفين وزامبروتا هدفا · وأخيرا أمام ألمانيا لعب بمهاجم واحد وهو لوكاتوني ووراءه ثلاثة لاعبين وهم بيروتا وتوتي وكاموارانيزي وفاز 2- صفر · إذن هناك حلول تكتيكية وأوراق رابحة تختلف من مباراة لأخرى حسب قوة الخصم وطريقة لعبه وبدلاء بنفس المستوى لديهم القدرة على تغيير النتيجة · توازن فرنسا وبعكس إيطاليا فإن منتخب فرنسا الطرف الثاني في المباراة النهائية لعب كل مبارياته بمهاجم واحد وهو تيري هنري باستثناء مباراة توجو لعب بمهاجمين وهما هنري وتريزيجيه حيث لم يكن أمامه سوى الفوز للتأهل إلى الدور الثاني كما أنه يواجه خصما ضعيفا سيلجأ للدفاع من الدقيقة الأولى ،ونجح في الفوز بهدفين ونجح رامون دومنيك في توظيف قدرات لاعبيه أصحاب الخبرة ووضع ثلاثة لاعبين خلف تيري هنري لديهم قدرة على التحول السريع للهجوم مثل ريبري ومالودا وزيدان هو مهندس الهجوم خلف هنري يوزع الأدوار ويتقدم وأحيانا يسجل ووجود لاعب برشاقة وخفة وسرعة هنري تساهم بشكل كبير في مساعدة الوسط للتسجيل بتحركاته الدائبة التي تخلق ثغرات ومساحات كبيرة · ولم تساهم هذه الطريقة في زيادة فاعلية الهجوم فقط بل أيضا ساعدت على تأمين الدفاع حيث أحرز الفريق 8 أهداف واهتزت شباكه مرتين فقط ،وتلك الطريقة ليست جديدة على فرنسا لأنها لعبت بها قبل 22 عاما في كأس الأمم الأوروبية وكان برنار لاكومب في الهجوم وميشيل بلاتيني لاعب الوسط هو الذي يحرز الأهداف · وفي مونديال المانيا لعب المنتخب الفرنسي أول مباراة أمام سويسرا بتيري هنري فقط في الهجوم ووراءه كل من ريبري وزيدان وويلتورد ،وتعادل 0-0 ،وفي المباراة الثانية أمام كوريا الجنوبية لعب بنفس الأسلوب ولكنه أشرك مالودا بدلا من ريبري وتعادل 1-1 بعد أن كان متقدما حتى الدقيقة 81 · وفي المباراة الثالثة أمام توجو لعب بكل من تيري هنري وتريزيجيه في الهجوم ووراءهما من أطراف الوسط كل من ريبري ومالودا وغاب زيدان للإيقاف وفاز الفريق 2- صفر · وتعامل دومنيك بحذر شديد مع المنتخب الأسباني وأربك حسابات العجوز اراجوانيز ولعب بطريقة 4-4-1-1 ووضع هنري فقط في الهجوم ووراءه زين الدين زيدان،بينما يتقدم ريبري ومالودا من الوسط ،وقد غير دومنيك طريقته إلى 4-4-1-1 بهدف الزيادة العددية على وسط الملعب لأن المنتخب الأسباني كان يلعب بطريقة 4-3-3 ويضع ثلاثة مهاجمين في المقدمة وهما فيا وتوريس ووراءهم راؤول ،وبالتالي أصبح في وسط ملعب فرنســـا أربعة لاعبين وأحيانا خمسة يواجهون ثلاثة لاعبين من أسبانيا · وأمام البرازيل لعب بنفس الطريقة وقدم أجمل مباريات فرنسا في البطولة وخطف الفوز بهدف تيري هنري ،ثم فاز على البرتغال في نصف النهائي بهدف زيدان من ركلة جزاء · فالمهاجم الواحد كان بمثابة الحل السحري للعب بتوازن وتحقيق الفوز بعيدا عن الاندفاع الهجومي وكشف الدفاع · محطة تمويه ولعب أيضا المنتخب البرتغالي طوال البطولة بطريقة 4-5-1 أو 4-2 -3-1 وكان باوليتا في الهجوم ووراءه كل من لويس فيجو وديكو العائد من الإيقاف وكريستيانو رونالدو ·وفي الارتكاز كل من مانيش صاحب هدف الفوز على هولندا في الدور الثاني وبجواره كوستينيا· وبلاشك أن نجاح كل من فرنسا وإيطاليا في التأهل للمباراة النهائية لكأس العالم وتقديمهما أجمل مباراتين في البطولة أمام كل من البرازيل وألمانيا سيساهم في انتشار تلك الاستراتيجية ،فالمهاجم الواحد ما هو إلا '' محطة تمويه '' لعاصفة هجومية قادمة من الوسط · وشاهدنا المنتخبات التي تلعب كرة هجومية بطريقة 4-3-3 مثل أسبانيا وهولندا كيف سقطت مبكرا أمام منتخبات تلعب بمهاجم واحد وخسرت أسبانيا بالثلاثة أمام فرنسا وهولندا بهدف أمام البرتغال ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©