الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

غضب الفنزويليين يجبر الحكومة على تجميد قرار إلغاء «العملة»

غضب الفنزويليين يجبر الحكومة على تجميد قرار إلغاء «العملة»
18 ديسمبر 2016 21:28
كراكاس (أ ف ب) في مواجهة غضب الفنزويليين، اضطر الرئيس نيكولاس مادورو لإرجاء سحب العملة الورقية الأكثر تداولا في الحياة اليومية إلى الثاني من يناير المقبل في هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة. وفي ختام اجتماع حكومي بث التلفزيون وقائعه، قال الرئيس الاشتراكي الذي تراجعت شعبيته إلى حد كبير «يمكنكم الاستمرار في استخدام أوراق المئة بوليفار بهدوء في مشترياتكم ونشاطاتكم». وهذه الفئة كانت الأكبر في التعامل وتساوي 0,15 دولار، وتشكل 77 % من السيولة المتداولة في السوق. ويمكن شراء قطعة حلوى بمئة بوليفار حالياً، بينما يبلغ سعر شطيرة الهمبرجر 500 بوليفار. وتشهد فنزويلا البلد النفطي الذي انهارت ماليته مع تراجع أسعار النفط، تقلبات اقتصادية حادة بينما بلغت نسبة التضخم 475 % العام 2016، حسب أرقام صندوق النقد الدولي. ووقع مادورو الأحد الماضي مرسوماً فاجأ الفنزويليين، لسحب عملة الفئة 100 بوليفار من التداول خلال ثلاثة أيام بهدف مكافحة «عصابات المافيا الدولية» التي تستغلها الولايات المتحدة في سعيها لخنق الاقتصاد الفنزويلي، حسب قوله. وكان الرئيس الفنزويلي يأمل في أن يبدأ الخميس طرح العملات الورقية الجديدة التي تبدأ بـ 500 بوليفار وقد تصل إلى عشرين ألفاً. لكن العملة التي تطبع في الخارج لم تصل بعد. وقال رئيس الدولة إن أربع طائرات كان يفترض أن تصل من الخارج وهي تنقل الأموال تأخرت بسبب تخريب دولي «من قبل الامبراطورية»، دون تفاصيل. وانتظر الفنزويليون في صفوف طويلة، من الاثنين إلى الخميس، أمام المصارف لتسليم عملاتهم الورقية التي باتت دون قيمة. وقالت بيسماري ريفيرو «لست موافقة على ذلك. اضطررت لقطع الطريق حتى المصرف المركزي مع مدخراتي القليلة لا تمكن من الحصول على أموال لشراء الطعام. هذا جنون وأنا تعبت». وأكدت ربة المنزل البالغة من العمر 49 عاماً أنها قطعت 450 كلم من قريتها الواقعة في ولاية موناجاس شرق البلاد، حتى كراكاس لتبديل الأموال. لكن منذ الجمعة لم يعد أكثر من فرعين للبنك المركزي في كراكاس وماراكايبو قادرين على تبديل العملة القديمة. وبعد إعادة العملة التي ألغيت، يغادر الفنزويليون المكان محبطين بسبب عدم تسلمهم أوراقاً نقدية جديدة. ويشكل ذلك ضربة قاسية جديدة للفنزويليين الذي يتحملون أصلا يومياً صفوف الانتظار الطويلة أمام المحال التجارية والصيدليات في البلاد التي تعاني من نقص ثمانين بالمئة من المواد الأساسية. وجرت تظاهرات في مدن عدة. وتقول المعارضة التي تسعى إلى رحيل مبكر للرئيس، أن أربعة أشخاص قتلوا في أعمال شغب في سيوداد بوليفار عاصمة ولاية بوليفار (جنوب). لكن لم يتم تأكيد هذه الحصيلة رسمياً. وأوضح حاكم لولاية فرانشيسكو رانجيل جوميز الموالي لمادورو، في تغريدة على موقع تويتر أن 135 شخصاً أوقفوا بسبب أعمال نهب، وأن عسكريين نشروا «لإعادة النظام». وفي جاسداليتو في ولاية ابوري (وسط الغرب) إحراق أعضاء في المعارضة ثلاثة مصارف، على حد قول مادورو. ونشرت الحكومة 58 ألف عسكري لضمان أمن المؤسسات المصرفية، وأمرت بإغلاق الحدود مع كولومبيا 72 ساعة لمنع «عصابات المافيا» من إدخال كميات كبيرة من العملة من فئة مئة بوليفار. وتواجه فنزويلا خطر انتشار الفوضى بينما تؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش أنها تشهد «أزمة إنسانية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©