الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..إيران وسقوط «الإخوان»

غدا في وجهات نظر..إيران وسقوط «الإخوان»
7 يوليو 2013 21:00
إيران وسقوط «الإخوان» استنتج د. سلطان محمد النعيمي أن الساحة السياسية المصرية شهدت تسارعاً دراماتيكياً للأحداث ليأتي بعدها دور الجيش بإصغائه لنبض الشارع المصري ويتم بموجبه نقل السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا. ونترك الساحة السياسية في مصر وتفاعلاتها لمتخصصيها، لننتقل مع القارئ ليس بعيداً عن هذا المشهد لنستعرض معه موقف النظام الإيراني من هذه القضية ومقارنتها بمثيلاتها في المنطقة، من خلال شرعية الإخوان بين المصلحة والتضاد في النظام الإيراني. بالرجوع إلى ثورة 25 يناير التي أطاحت بـ«مبارك»، بدأت التصريحات الإيرانية تتوالى معتبرةً أن ما يحدث في مصر ما هو إلا صحوة إسلامية تعود شرارة انطلاقها إلى ثورة عام 1979 في إيران. وللاستشهاد بذلك التأثير تم الرجوع لأحد تصريحات الخميني السابقة، التي قال فيها إنه في حال اتحد الجيش المصري مع الشعب فإنه قادر على الإطاحة بالحكم. تشرشل يحذرنا يقول منصور النقيدان: في عام 1930 كان تشرشل أول المتوجسين من صعود أدولف هتلر، كان يتابع أخباره مبكراً باهتمام أثار استغراب كل من حوله، وحينما قام تشرشل بإطلاق تحذيراته من صعود النازية لم يكن أحد يأبه به، ولم تلق تحذيراته بأن ألمانيا مع هتلر قد تتسبب بحرب ثانية عظمى، آذاناً صاغية من الساسة البريطانيين والأوروبيين، بل كان أحياناً موضع تندر وسخرية بأنه الشخص المهووس، والمرجف في المدينة، وصاحب الأساليب القديمة. أولوية العمل على النظر يرى د. حسن حنفي أن مقولة «للنظر الأولوية على العمل»، تظهر في لحظات تاريخية معينة عندما يستحيل العمل ثم يأتي النظر تعويضاً عن هذا العجز، وتفريغاً للطاقة في ميدان آخر أكثر أمناً. عندما تنسد طرق العمل لا تجد الطاقة أمامها إلا أن تظهر في النظر كطريق فرعي حتى ينزاح السد، وتعود الطاقة إلى مسارها الطبيعي في العالم من خلال الفعل الإنساني. في الحضارة الإسلامية صحيح أن أول ما نزل من القرآن اقرأ، ولكن القراءة لا تعني التعرف على الخطوط، قراءة المكتوب. فقد كان جبريل يعلم أن الرسول أمي لا يقرأ ولا يكتب. إنما القراءة هي التعرف على أفعال الله في الطبيعة «اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق». والعلم فعل التعليم. «اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم». والنظر في القرآن ليس مجرد تأمل ومعرفة نظرية، بل هو إبصار ونظر بالعين. ليس فكراً مجرداً بل هو إعمال للحس، نظر للطبيعة والناس. وهو بداية السلوك والتوجيه في العالم، وليس التأمل النظري الخالص. النظر هو الإبصار، «وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون». والنظر في الطبيعة أيضاً للاعتبار. أين تذهب هذا الصيف؟ استنتجت أماني محمد أن حريق الصيف، يكاد يطرد كل من في المدينة نحو ملاذات باردة أو أماكن خافتة الهجير. ولولا أنه رمضان الشهر الجميل المتسلل بعذوبة وتجديد للطاقة والعلاقة الروحانية الصافية، لكانت البلاد خالية. وكأن الشهر الكريم قادم من عذابات حارة، ليطمئن الجميع بأنه الماء البارد، الذي يجعل فرصة الحياة أسهل وأكثر احتمالًا. الصيف فرصة لتجديد الحياة بكل معالمها، لكن هجير المشاكل الممتد على امتداد الوطن العربي، جعل الهرب للداخل العربي مستحيلاً، فلا ملاذ إلا الغرب أو الشرق. ولعل استراحة رمضان تجعل الفرصة أكبر في البحث عن هدوء مدفوع مختلف، وبخاصة أن إعلانات المسلسلات التلفزيونية تهطل بلا رحمة رغم أن الدراما العربية سقطت منذ زمن طويل في فخ الإسفاف والإطالة والفراغ، وهو أمر ينسحب أيضًا على الدراما الخليجية، التي تحولت بامتياز إلى ظلام دامس مخيف، وكأن كل المجتمع الخليجي يعيش حالة الحزن والسوداوية بالقاهرة. الجيوش وعبثية الحرب يقول د. خالص جلبي: دعا الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت «إلى إلغاء الجيوش وهو الشيء الذي فكرت به سويسرا فقد جاء في كتاب (نحو السلام الدائم محاولة فلسفية) ص (32) ما يلي: (يجب أن تزول الجيوش النظامية كلياً مع الوقت ... لأن ظهور هذه الجيوش الدائم على أهبة الاستعداد للقتال يجعلها تهدد الدول الأخرى بالحرب تهديداً مستمراً، ومن شأن هذا الواقع أن يدفع بكل دولة من الدول إلى محاولة بز الأخرى من حيث حشد الأعداد غير المحدودة من الفرق العسكرية، فيترتب على هذه المنافسة نفقات مالية تجعل السلام أبهظ تكلفة من القيام بحرب قصيرة، وتسبب أعمالاً عدائية تعتمد للتخلص من العبء المالي المعني. ويعقب الفيلسوف على ما مر بهذه القصة: أجاب أحد الأمراء البلغاريين إمبراطوراً يونانياً كان قد اقترح عليه الاقتراح الشهم بالمنازلة لإنهاء الخلاف بينهما من دون سفك دماء رعاياهما فقال: الحدَّاد الذي لديه ملقط لا يستخرج من كوزه قطعة الحديد المحماة بيده!. الخط الأحمر المتذبذب يقول سير سيريل تاونسند إن من الدروس التي يتعلمها أي مدرس جديد يهدد تلاميذه، أنهم لو كرروا سلوكهم السيء مرة ثانية، فإنه سيعاقبهم ثم لا يفعل ذلك عندما يكرر التلاميذ ذلك السلوك، فإن النتيجة المباشرة لذلك هي فقدان المدرس المصداقية والاحترام. وهناك وجه شبه بين هذا وبين ما فعله أوباما في تعامله مع نظام الأسد. فبداية طالبه بالرحيل وإلا واجه العواقب؛ فلم يرحل ولم يفعل أوباما شيئاً. ثم هدده بأن استخدامه للمواد والأسلحة الكيماوية ضد شعبه سوف يكون بمثابة «خط أحمر» يستوجب العقاب، ومع ذلك كان رد فعله بطيئاً، حتى عندما تأكد أنه استعمل بعض الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة السورية المسلحة. وفي أغسطس الماضي قال أوباما: «لا يمكن أن نسمح بوضع تسقط فيه الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في الأيدي الخطأ». وفي مارس، عندما كان يزور إسرائيل، سُئل عن الأنباء المتداولة حول لجوء الأسد لاستخدام الأسلحة الكيماوية، فكان رده: «بمجرد أن نتمكن من إثبات الحقائق، فسنتصرف بناءً على ذلك، مع أنني قد أوضحت من قبل أن استخدام الأسلحة الكيماوية سوف يؤدي لتغيير قواعد اللعبة». هذان الردان من جانب أوباما يبدوان لي ملائمين ورئاسيين لحد كبير، لكن للأسف الشديد أعقب التصريح بهما تلكؤ كبير من جانب الرئيس. مؤشرات التحول في المشرق العربي! أشار د. عبدالله خليفة الشايجي إلى انتكاسة الإسلام السياسي وإقصاء «الإخوان المسلمين» وعزل مرسي في مصر، وما يعنيه ذلك من تمدد حالة الانتكاسات للإسلام السياسي في جمهوريات «الربيع العربي» الأخرى وغيرها، التي حقق فيها الإسلاميون مكاسب قد تكون قصيرة. وثمة احتقان وتفجر في لبنان وسوريا والعراق. ويزداد المشهد المشرقي تعقيداً وانفجاراً وتشظياً.. وخاصة أن الدول الرئيسة في هذا المشرق العربي تبدو مأزومة، وتتجه نحو المجهول. ومكمن أهمية ودلالات ما يجري في مصر، أنه مؤشر مبكر لاتجاه ما سيجري ويقع في العديد من دول المنطقة الأخرى... فمصر هي الدولة العربية الأكبر والأكثر حراكاً وتأثيراً في المشهد العربي في بعديه السياسي والاجتماعي... ولذلك، كمراقبين، نستطيع أن نستشف ونقرأ توجهات وبوصلة التحرك العربي مما يجري اليوم في مصر. خلافات حول رئاسة البرادعي للحكومة المصرية يقول مايكل بيرنباوم، ويليام بوث: بدأت الانقسامات أمس في الائتلاف المكون من سياسيين ونشطاء مصريين، اتحدوا معاً ضد نظام الحكم الإسلامي في بلدهم الأسبوع الماضي، حيث شهد الائتلاف خلافاً حول الشخصية التي ستشغل منصب رئيس الوزراء المؤقت، وهو خلاف أظهر التباين الحاد في الأفكار بشأن المساحة التي يجب أن يشغلها الدين في سياسة البلاد. وكانت وسائل الإعلام المصرية قد أعلنت -ثم سحبت إعلانها بعد ذلك- أن محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد عين رئيساً وزراء مؤقت لمصر. وقد تم التراجع عن ترشيح البرادعي بعد أن هدد الإسلاميون الذين انضموا للتحالف ضد الرئيس المعزول محمد مرسي بسحب دعمهم، إذا ما تم تعيينه. وقال أحمد المسلماني، المتحدث باسم الرئاسة، في مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة من مساء السبت، وكان مقرراً أن يتم فيه إعلان اسم رئيس الوزراء، أن «المؤشرات تتجه نحو اسم معين، لكن المباحثات ما زالت مستمرة». والإعلان عن ترشيح البرادعي، ثم التراجع عنه بعد ذلك، يوحي بأن اختيار ذلك الرجل، وهو شخصية مثيرة للانقسام في مصر وينظر إليه على أنه علماني متطرف من قبل الجماعات التي ترغب في دور أكبر للدين في السياسة، لمنصب رئيس الوزراء، كان محلا لجدل مطول، على الرغم من أن أحد كبار مساعديه كان قد صور التعيين وكأنه قد أصبح أمراً مفروغاً منه، يوم السبت. إدانتان (1 من 2) يرى ضرار بالهول الفلاسي أنه من عجائب الأقدار، أن يتم خلال ثمانية وأربعين ساعة فقط، إصدار إدانتين ضد التنظيم المتأسلم المدعو «الإخوان المسلمين»، بداية من يوم الثلاثين من يونيو الماضي وحتى صباح الثاني من يوليو الحالي، وقد صوبت إليه هاتان الإدانتان سهمين أصابتاه في مقتل، وأجهزتا عليه، وأدخلته إلى مزبلة التاريخ: الإدانة الأولى، تمت على يد الشعب المصري الشقيق والعظيم، بثورته الرائعة في الثلاثين من يونيو 2013، والتي جاءت لتكملة وتصحيح ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وإنقاذها من جماعة الإخوان المتأسلمين، التي سرقتها وامتطتها لتحقيق مآربها الخاصة، وليس تحقيق أحلام الشعب المصري العظيم الذي انخدع قطاع منه فيها. لكن سرعان ما كشف هذا الشعب المصري العظيم حقيقة هذا التنظيم الخطير، وقام بالثورة عليه وعلى مرشده والرئيس المنتمي إليه، وإطلاق حكم الإدانة عليه، وإسقاطه من فوق صدر مصر الشقيقة إلى غير رجعة. لقد رأينا ورأى العالم معنا، أحداث سقوط جماعة الإخوان المتأسلمين وسقوط صقورها المزعومة (المرشد ونائبه)، وانهيار حكم الرئيس الإخواني، وعودة الحياة بكل تفاعلاتها لشوارع مصر الشقيقة والحبيبة، التي استعادت حريتها من الاحتلال الإخواني البغيض - الذي استمر على مدار عام - للوطن والهوية والتاريخ والمزاج المصري النيلي الذي لا مثيل له في العالم، والذي يحتضن سمات عبقرية الشخصية المصرية التي كتب عنها الرائع جمال حمدان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©