الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيوزيلندا.. «بلد من هذا» ؟!

3 فبراير 2010 00:57
استوطن المهاجرون أراضي نيوزيلندا منذ أمد بعيد، والأساطير تقول إن الشعب الماوري كان أول من استقر في نيوزيلندا قبل ألف عام بعد أن وصلوها على متن قوارب عملاقة خاضوا بها مياه المحيط الهادي. وبدأت أعداد من المستوطنين الجدد في التوافد بعد أن أعلنت الملكة فيكتوريا ملكة إنجلترا نيوزيلندا مستعمرة بريطانية عام 1840 وتوالت الهجرة الأوروبية على البلد الصغير عبر السنين لتغير ملامحها وثقافتها. ولا يمثل الماوريون اليوم أكثر من 15 بالمئة من سكان نيوزيلندا البالغ عددهم 3. 4 مليون شخص. ولقد خلصت دراسة حديثة إلى أن الهجرة أفادت نيوزيلندا ولا شك وبشكل لا يمكن إغفاله فدفعت عجلة الصادرات التي يعتمد عليها سوق نيوزيلندا التجاري الصغير في توفير سبل العيش وكذلك في تنمية الاقتصاد وإثراء المجتمع “مادياً” بوجه عام. غير أن قضية الهجرة لم تكن أبداً بعيدة عن الجدل والشد والجذب. وخاضت قبائل الماوريون قتالاً عنيفاً خلال ستينيات القرن التاسع عشر مع القوات البريطانية بسبب استيلاء الأخيرة على أراضٍ كان يقطنها المستوطنون الأوائل. وبالرغم من أن الحكومات المتعاقبة لم تعترف رسمياً مطلقاً بسياسة “نيوزيلندا البيضاء”، فإن البريطانيين كانوا يمنحون تصريح دخول وإقامة مجانيين حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي عندما دفعت أزمة النفط وتداعي الظروف الداخلية في الوطن فيضاناً من البريطانيين للتوجه لنيوزيلندا وما أسفر عنه من تهديد للبنية التحتية للبلاد. واستمرت -رغم فرض ضوابط لمسألة قبول المهاجرين- حالة التمييز للبريطانيين حتى عام 1968 عندما أعلنت نيوزيلندا تبني سياسة هجرة جديدة تعتمد على اختيار المهاجرين “بناء على كفاءاتهم الشخصية دون تمييز بسبب الجنس أو القومية أو العرق أو اللون أو النوع أو الحالة الاجتماعية أو الدين أو المعتقدات الأخلاقية”. وتزامن ذلك مع تخفيف بعض الدول الآسيوية للقيود التي اعتادت فرضها على حركة مواطنيها، مما أدى بدوره إلى تغير جذري في أنماط موجات الهجرة الوافدة لنيوزيلندا. وتكون حزب نيوزيلندا أولاً” الوطني عام 1993 في أعقاب ذلك التغير. وأسفرت حملة نشطة كان شعارها “بلد من هذا” بزعامة ونستون بيترز في الفوز بما يكفي من الأصوات خلال الانتخابات لتضمن له منصب نائب رئيس الوزراء في التحالف الذي تولى مقاليد السلطة بعد ذلك بثلاث سنوات. لطالما نفى بيترز أنه عنصري، غير أن حملته لـ”اجتثاث أسباب الهجرات” وقفت تدفق المهاجرين، فيما وصفها بأنها أعداد غير مسبوقة منذ “هجرات التنقيب عن الذهب خلال القرن المنصرم لمست وتراً حساساً لدى ناخبيه الذين ابقوا عليه في البرلمان حتى أطيح بحزبه العام الماضي. وعاد ميزان الهجرات للتأرجح خلال العقد الماضي مع تبدد المخاوف من المهاجرين الآسيويين التي روج لها بيترز، وبدأ مواطنو نيوزيلندا في الشعور بقيمة التنوع، تراجع أعداد النازحين من الصين لنيوزيلندا.
المصدر: ولينجتون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©