شهدت فرنسا أمس حملة مداهمات اسفرت عن اعتقال 12 متشدداً وضبط أسلحة وسط تصاعد التحذيرات من اعتداءات إرهابية محتملة في اوروبا والتي ستكون محور اجتماع وزاري اوروبي- أميركي غداً الخميس في لوكسمبورج. في وقت حذرت روسيا امس من حصول الإرهابيين على “قنبلة قذرة” وضرب مواقع استراتيجية مثل قناة السويس في مصر ومضيق جبل طارق.
فقد اعتقلت الشرطة الفرنسية امس 12 مشتبهاً به ينتمون الى التيار المتشدد بعد يومين من تحذيرات الولايات المتحدة وبريطانيا الى رعاياهما للتيقظ والحذر من مخاطر وقوع اعتداءات ارهابية في اوروبا، حيث اكد وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتفو ان السلطات متيقظة حيال التحذيرات من حصول اي اعتداء.
واعتقل عناصر المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية ثلاثة مشتبه بهم قرب بوردو (جنوب غرب) وفي مرسيليا (جنوب) بعد العثور على بياناتهم بين اغراض متشدد من أصل جزائري يدعى رياض حنوني كان اعتقل السبت الماضي في نابولي (ايطاليا) وبحوزته معدات لصنع متفجرات.
ولم تكشف السلطات اعمار المعتقلين الثلاثة وجنسياتهم. وقالت إن تسعة اشخاص آخرين اعتقلوا في مرسيليا وافينيون (جنوب) في إطار تحقيق ثان حول قضية ارهابية وتمت مصادرة اسلحة بينها رشاش كلاشنيكوف وبندقية اضافة الى كميات من الذخائر، واضافت ان التوقيفات جرت بناء على استنابة قضائية صادرة عن قاض في باريس متخصص في القضايا الارهابية بتهمة تشكيل عصابة أشرار على علاقة بمخطط ارهابي. ولفت مصدر قريب من التحقيق الى ان تزامن عمليتي الاعتقال كان مجرد مصادفة.
الى ذلك، أعلن مصدر دبلوماسي في بروكسل ان جاين هول ليوت مساعدة الوزيرة الاميركية لشؤون الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو ستشارك غدا الخميس في اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورج للبحث في التهديدات الإرهابية التي تواجه اوروبا.
وافاد مسؤول اوروبي طلب عدم كشف اسمه ان الاميركيين يمتلكون إثباتات على ان تحضيرات جارية لتنفيذ اعتداءات ارهابية في اوروبا، وأنه بحسب المعلومات التي حصل عليها الاتحاد الاوروبي، فإن اوروبيين من دول في الاتحاد تلقوا تدريبات في باكستان ضالعون في مخططات الاعتداءات.
وقال مسؤول اميركي طلب عدم ذكر اسمه “إن التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة الى رعاياها الراغبين في السفر الى اوروبا لتوخي الحيطة والحذر من احتمال تعرضهم لاعتداءات إنما جاء على اساس مجموعة متصاعدة من المعلومات الاستخبارية عن مؤامرات ارهابية جمعت مع الوقت وأدت الى اتخاذ قرار بتوجيه انذار”، لكنه أضاف ان الجدول الزمني والاهداف المحددة لهذه الاعتداءات المحتملة ليست واضحة تماما والمسؤولين الاميركيين والاوروبيين يعملون بجهد من اجل إحباط أي اعتداء قد يحدث”.
واعتبر رئيس فريق مراقبة أنشطة تنظيم “القاعدة” و”طالبان” في الأمم المتحدة ريتشارد باريت أنه لا يوجد شيء ملموس” في التهديدات بحصول اعتداءات في اوروبا وينبغي التزام الحذر لأن المبالغة في رد الفعل قد تخدم “القاعدة”. وقال “إن الشبكات المتشددة وتلك التي انشأها اسامة بن لادن خصوصا تحاول منذ زمن طويل إعداد سلسلة هجمات متزامنة في اوروبا، لكن هذه المرة لا يوجد شيء ملموس على حد علمنا”. واضاف “ان مخططات الاعتداءات التي وضعت اوروبا في حالة استنفار هي على مستوى نقاشات أولية بين متآمرين وليست على مستوى تخطيطات عملانية..إن هدفهم هو الترهيب لا القتل..ليسوا أغبياء”.
ونقلت اسبوعية “ديرشبيجل” ان قسماً من المعلومات التي ادت الى وضع القارة الاوروبية في هذه الحالة من الاستنفار مصدره ألماني من اصل باكستاني يدعى احمد صديقي معتقل في قاعدة باجرام الاميركية في افغانستان تطرق الى خطط اعتداءات في اوروبا. واضاف باريت “ان عناصر من القاعدة قد يكونون اوهموا صديقي بأنهم يعدون للقيام بعمل كبير..من الصعب التحقق من صحة ما يقول. وهو ربما يقول لمن يحققون معه ما يريدون سماعه منه”.
وأكدت الشرطة الألمانية أنها تأخذ التحذيرات الحالية من وقوع هجمات إرهابية محتملة في ألمانيا على محمل الجد، وقال رئيس النقابة كونراد فرايبرج “سافر العديد من الأشخاص من ألمانيا إلى معسكرات للتدريب على العمليات القتالية وعاد جزء كبير منهم ويعيشون هنا الآن..هذا يمثل خطرا كبيرا علينا ويتعين توقع حدوث هجمات”.
من جهته، حذر رئيس المجلس الأمني الروسي نيكولاي باتروشيف من وجود محاولات من جانب شبكات الإرهاب الدولي للحصول على أسلحة دمار شامل سواء بيولوجية أو كيميائية ومواد مشعة لاستخدامها في صناعة قنبلة قذرة. ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن باتروشيف قوله “إن المنظمات الإرهابية تركز على قطاع نقل الطاقة الدولي وقد تستهدف مواقع استراتيجية مثل قناة السويس في مصر ومضيق جبل طارق.
وأوضح باتروشيف خلال مؤتمر أمني دولي بمدينة سوتشي على البحر الأسود “أن تنظيم القاعدة متورط الآن بشكل كبير في الصراع الدموي في شمال القوقاز ويقوم بتدريب المقاتلين في المنطقة الحدوية بين باكستان وأفغانستان ويعمل بعد ذلك على تهريبهم إلى مناطق النزاع بروسيا.
عدد اليوم
