الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشكلة وحل

9 يوليو 2006 01:30
أنا .. وابنتي المشكلة: تتلخص مشكلتي مع ابنتي البالغة من العمر ثلاثة عشر عاماً في تقلب مشاعرها ومواقفها تجاهي، وبت لا أستطيع تفسير سلوكياتها بشكل صحيح، فحينما تكون الأم غائبة عن البيت، تكون العلاقة مع ابنتي رائعة وجيدة، وأجدها مطيعة وسلسة في التعامل، ولا تفتعل المشاكل أو العناد، بخلاف ما يكون الأمر عليه عندما تكون زوجتي في المنزل، إذ تنقلب الابنة إلى العناد، وافتعال المشاكل، والتحدث أو المناقشة بشكل مستفز، وكثيراً ما تتسبب في نشوء المشاكل والتوترات بيني وبين أمها التي يطيب لها التدخل في كل صغيرة وكبيرة عندما أتحدث إلى أي من أبنائي· ومما يجدر ذكره أن زوجتي من النوع الكسول، وتعتمد على ابنتي صاحبة المشكلة في إنجاز كثير من أعمال البيت بحجة مشاغلها، أو تعبها، مما يجعل الفتاة عصبية المزاج عادة مع الجميع، وتحاول أن تختلق الأسباب للخروج من البيت، وإن خرجت تصبح في منتهى السعادة سواء أكانت في المدرسة أم مع صديقاتها، أو حتى مع إخوتها، أو عند أقاربها، وكثيراً ما تقول إنها تتمنى أن تذهب إلى المدرسة أيام الإجازات حتى تبتعد عن البيت ··· فهل من تفسير لهذه الحالة؟· أبو معتز - أبوظبي الحل: بادرة جيدة أن تهتم بشؤون ابنتك، وكنت أود أن تتضمن رسالتك مزيداً من التفاصيل عن عدد أفراد الأسرة، وترتيب الأبناء، وأعمارهم وجنسهم، وترتيب ابنتك بينهم، وبعضاً من جوانب شخصية الأم· على أي حال··· إن المشكلة كما ذكرت تتلخص في اضطراب علاقتك بابنتك أثناء وجود الأم، أو بالأحرى، اضطراب وتقلب حالتها المزاجية، فالمشكلة هنا مشكلة ابنتك وعلاقتها بأمها، وانعكاس هذه العلاقة على سلوكياتها وتصرفاتها مع باقي أفراد الأسرة· من المؤكد أنها تعاني من اضطراب علاقتها بوالدتها، وتعيش حالة من الصراع الداخلي حيث تتجاذبها قوتان، حبها للأم، وعدم قدرتها على التخلي عن حاجاتها وحقوقها، وصراعها الخارجي الذي يتمثل في عدم تفاهمك مع الأم وكثرة الخلافات بينكما بسبب تدخلاتها بينك وبين الأبناء، وغالباً إن هذه الفتاة تعاني من الحساسية المفرطة وهي تقف على عتبات مرحلة خطيرة من عمرها ''مرحلة المراهقة''، وتتعرض لجملة من التغيرات البيولوجية والنفسية، وغالباً ما تعاني من ابتعاد الأم عنها وفهمها لها، وانعدام الحوار البنّاء وجسور التواصل بينهما، في وقت هي في أشد الحاجة إليها، لذا فإنها تجد نفسها أكثر سعادة عندما تكون خارج المنزل أو بين صديقاتها في المدرسة· وهناك أمر مهم جداً يجب علينا عدم إغفاله، وهو أنك تتعامل أو تنظر إلى زوجتك وكأنها طرف لا علاقة له بالأبناء، ويبدو أنك لا تنظر إليها كشريك مهم وأساسي في التربية، وحالة انعدام أو اضطراب الحوار والتواصل مع زوجتك سبب رئيسي في اضطراب علاقة الابنة بك· أما عن تغيير سلوكها إلى الضد معك في بعض الأحيان، فسببه دور الأم المفقود، وما تلقيه عليها من أعباء تثقل كاهلها مما يجعلها تضغط على أعصابها، ومن ثم تأخذ ردود أفعالها الرفض أو العناد أو عدم الاتساق رغماً عنها لتنبهك بشكل لا إرادي إلى حاجتها للحب والاستقرار الذي تعتبرك مسؤولاً عنه بطبيعة الحال، وتسألك بشكل غير مباشر أن تفعل شيئاً يخلصها من هذه الحالة· المهم أن تحاول علاج أصل المشكلة بينك وبين الزوجة ''الأم''، وإزالة أسباب الخلاف والتباين في المواقف والآراء قدر الإمكان، وأن تحاول أن تنبه الأم إلى حقيقة دورها، وأهمية احتضانها لمشاعر الفتاة في هذه المرحلة الخطرة، وأن تحاول أيضاً تأجيل أي خلاف بينكما بعيداً عن الأبناء، وضرورة إقامة جسور التواصل والمودة والحوار بينكما من جانب وبين الأبناء والفتاة صاحبة المشكلة من جانب آخر، وأن تحاول أيضاً أن تبصر الأم بتخفيف ضغوطاتها وتكليفاتها المنزلية للابنة، ولا سيما في الوقت الذي تكون هي في حاجة إلى لقاء صديقاتها، أو عندما تكون الأم بمقدورها أن تفعل أو تنجز ذلك العمل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©