الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولد أم بنت؟

18 يناير 2015 22:35
كنت أظن أننا نحن العرب وحدنا الذين تغلب عليهم النظرة الذكورية فوجدت أن الغرب أيضاً لديهم نفس الجينات وحبهم للولد الذكر مثلنا نحن العرب. الموضوع باختصار هو عندما يرزق الواحد منا بمولود جديد تجد الأسئلة من الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء لا تنقطع بالسؤال عن المولود ولد أم بنت؟ ماذا سميت، وكأن الواحد منا هو من يحدد نوع المولود ذكراً كان أم أنثى، ورغم يقيني بأن الأمر هبة ورزق من الله، فإن البعض قد يكون له رأي، في مسألة تحديد جنس المولود، وأول من تُرمى بسهام النقد هي المرأة وكأنها هي المسؤولة وحدها عن جنس المولود، ونسوا قول الله تعالى: «... يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً، ويجعل من يشاء عقيماً...»، الشورى (49)، أي أن صور الخلق أربع: منا من يولد وجميعنا كذلك من أب وأم، والصورة الثانية من يولد لأم دون أب كمريم عليها السلام. والصورة الثالثة من يولد دون أم كحواء أمنا العظيمة والصورة الرابعة لا من أب ولا من أم كأبينا آدم عليه السلام. هذا هو الإعجاز الإلهي أن يأتي إنسان من أم وأب، ومن أم فقط، ومن أب فقط، وأيضاً من يأتي لا من أب ولا من أم، إنها قدرة الله في صور الخلق الأربع. الأمر الآخر وهو محسوم سلفاً حيث عرفته المرأة العربية فقالت عندما لم تنجب الولد الذكر وكأنها السبب في ذلك، لخصت الأمر في أبيات من الشعر جميلة: ما لأبي حمزة لا يأتيــــنا يبيت في البيت الذي يلينا غضبان أن لا تلد البنينا والله.. مـــــــــا ذاك بأيدينا فنحن كالأرض لزارعينا ننبت مـــــــا قد زرعوه فينا والثقافة الرائجة في المجتمع العربي هي أن الإناث بلاء ونقمة فليست من النعم المستحبة والمستحقة للحمد، فمتى جاءت المرأة بأنثى انتاب الزوج الألم وكأنه سيشقى بهذا المولود «البنت» لذلك وصف الله هذا الأمر بقوله: «.... وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به....» النحل (الآية 58). فهبة الإناث لا تقل عن هبة الذكور، وهذا الأمر متروك لمشيئة الله فارض بقضاء الله، وبما قسم الله لك. محمد رضا - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©