إعداد - أيمن جمعة:
أظهرت احصائيات جمعتها مجلة ''ميد'' انه يجري حاليا تشييد او التخطيط لاقامة حوالي 20 جسرا كبيرا في منطقة الخليج بتكلفة تقدر بنحو 12 مليار دولار· واضافة الى ذلك فهناك مئات الجسور الصغيرة مثل جسور السكك الحديدية وتلك التي تقطع الطرق السريعة، وهو ما قد يقفز بنفقات مشاريع الجسور الاقليمية الى حوالي 20 مليار دولار·
واشارت المجلة في تقريرها الى ان حكومة امارة أبوظبي تحرص على مواجهة أية ازمات مرورية في ابوظبي وتوفير بنية أساسية مناسبة للتطور العمراني لباقي جزر الامارة· فهناك مشاريع لاقامة ما لا يقل عن ثلاثة جسور كبرى منها جسر السعديات بطول 1455 مترا المتوقع ان يربط جزيرة السعديات بجزيرة ابوظبي·
وفي دبي والتي وصفتها المجلة بانها ''عاصمة مشاريع الجسور في الشرق الاوسط·''، فالامارة تواجه ازمة مرورية يحذر البعض من انها قد تقوض بشدة مستقبلها الاقتصادي وهو ما يجعل الحكومة تخصص مليارات الدولارات لتطوير شبكة النقل· ومن الامور الحيوية لحل هذه المشكلة في دبي التي يتزايد عدد سكانها بمعدل 6 % سنويا تقريبا، القضاء على الاختناقات المرورية في منطقة الخور التي يعبرها حوالي 16 الف سيارة يوميا، وهو رقم تتوقع سلطات دبي ان يصل الى حوالي 43 الف سيارة· وتمضي هيئة سلطات دبي قدما في برنامج يتكلف مليار دولار لبناء جسور، سيمهد الطريق لظهور ستة جسور جديدة كبرى عند خور دبي بحلول عام ،2010 وهو ما سيرفع عدد مسارات السيارات عبر الخور الى 44 بحلول عام 2008 واكثر من 90 مسارا بحلول عام ،2010 مقارنة مع 19 مسارا عبر الجسور الثلاثة الحالية·· جسر قرهود وجسر مكتوم ونفق الشندغة·
وفي باقي الخليج، جاء الاعلان في منتصف يونيو عن اتفاق الدوحة والمنامة على تأسيس شركة لبناء جسر بطول 40 كيلومترا بين البحرين وقطر ليمثل لحظة مهمة في تطور مسيرة مجلس التعاون الخليجي· ورغم ان ''جسر المحبة'' سيكون الاطول في العالم عند اكتماله فان مجلة ''ميد'' تؤكد ان المشروع أكثر من مجرد مشروع عملاق جديد في المنطقة التي تشهد طفرة هائلة في مشاريع البنى الاساسية·
وتقدر دراسة الجدوى الاولية للمشروع ان من المحتمل ان يعبر الجسر ستة الاف سيارة يوميا وهو ما يقل كثيرا عن عدد السيارات المتوقع ان يعبر جسر الملك فهد الذي يمتد بطول 25 كيلومترا بين السعودية والبحرين والمنتظر ان يتراوح بين عشرة الاف وخمسة عشر الف سيارة يوميا· ويقول مهندس متخصص في الجسور ''من وجهة نظر اقتصادية فانك لن تبني أبدا مثل هذا الجسر· الارقام المتوقعة لعدد السيارات التي ستستخدم الجسر منخفضة جدا لدرجة انها تقريبا لن تكون مجدية اقتصاديا·''
ومع هذا فان الجسر يكتسب أهمية أكبر بكثير من مجرد كونه ''طريق نقل''· فالاتفاق الذي قام بالتوقيع عليه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر ونظيره البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يوم 11 يونيو، هو التزام علني واضح من قبل الدولتين الخليجيتين بعزمهما على توطيد أواصر العلاقات الاقتصادية وفتح أبواب التعاون والتبادل التجاري على مصاريعها·
وتتطلع الحكومتان لاستخدام الجسر ليكون بمثابة ''ممر للطاقة'' تمتد على جانبيه أعمدة خطوط الكهرباء اضافة الى خط لانابيب الغاز، بهدف تلبية مطالب البحرين المتزايدة من الطاقة· وأفادت مصادر قريبة من المشروع في الدوحة ان من المحتمل بناء عدة منشآت بحرية على طول الجسر· وقال المهندس المتخصص في صناعة الجسور ''اضافة خط انابيب الى المشروع سيجعله مجديا اقتصاديا أكثر· وستزداد الجدوى الاقتصادية باضافة مشاريع سكنية وسياحية إليه·''
وجسر المحبة البحريني القطري هو الاكبر في سلسلة مشاريع جسور عملاقة في الشرق الاوسط خاصة في منطقة الخليج، مع تطلع الحكومات لتطوير شبكاتها من الطرق والسكك الحديدية لتلبية تحديات النمو الاقتصادي السريع· وعند الطرف العلوي من الخليج، شرعت الكويت في برنامج ضخم لتطوير شبكتها من الطرق، ووصلت لمرحلة متقدمة في خطط مشروع بتكلفة ثلاثة مليارات دولار لاقامة جسر بطول 22 كيلومترا عبر خليج الكويت لربط مدينة الكويت بالصحراء الشمالية، والذي تقول ميد انه سيكون خامس أكبر جسر في العالم·
ونفذ التصميم الاولى للجسر شركة كي او دبليو أي وتأهلت في وقت سابق هذا العام ثماني شركات محلية ودولية للمنافسة على عقد البناء والتصميم الرئيسي· ومن المتوقع طرح مناقصة المشروع في سبتمبر او اكتوبر القادمين· ويقول خبير ''هناك ضغوط على الكويتيين للانتهاء من هذا المشروع خاصة بعد الاعلان عن جسر المحبة·''
لكن يقال ان اكبر مشاريع الجسور طموحا في المنطقة هو الجسر المحتمل اقامته بطول 23 كيلومترا فوق خليج العقبة لربط السعودية بمصر· ومن المتوقع ان تصدر الحكومتان السعودية والمصرية مناقصة لدراسة جدوى للجسر المتوقع ان يتكلف ثلاثة مليارات دولار· وقد أبدت بالفعل عدة بنوك اقليمية رغبتها في المشاركة في المشروع المقرر ان يبدأ تشييده عام ·2007 ومن المنتظر تنفيذ المشروع بنظام البناء والادارة ثم نقل الملكية الى الحكومة بعد فترة يتفق عليها، على ان يتم فرض رسم يتراوح بين 60 الى 70 دولارا على كل من يرغب في استخدام الجسر· ويتوقع المراقبون ان يعبر الجسر حوالي اربعة ملايين حاج ومعتمر سنويا اضافة الى حركة النقل التجاري والسياحي· كما سيدعم الجسر خطي انابيب بقطر متر لنقل الخام السعودي مباشرة الى محطة سيدي كرير المصرية على ساحل البحر المتوسط· والمشروع قيد البحث منذ فترة، وتم توقيع اتفاقية بروتوكول بين الرياض والقاهرة عام ،1988 لكنه اهميته تزايدت بعد ماساة العبارة السلام 98 المصرية في وقت سابق هذا العام والتي أودت بحياة اكثر من 900 راكب كانوا في رحلة من السعودية الى مصر·
عدد اليوم
