الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغرب الليبي: مكاسب جديدة للثوار

9 يوليو 2011 22:05
إيرنيستو لوندونو ليبيا الانتصارات التي حققها المتمردون الليبيون في الجبال الغربية مؤخراً، أدت إلى تغيير محور تركيز الجهود الرامية لإطاحة القذافي. خصوصاً وأن المتمردين يُطبقون في الوقت الراهن على المدن والبلدات التي تتحكم في طرق الإمداد الرئيسية للقوات الحكومية. ويوم الأربعاء الماضي، أعلن الثوار عن انتصار جديد في إطار تقدمهم نحو العاصمة الليبية طرابلس، حيث نجحوا خلال المعركة التي خاضوها هناك في الاستيلاء على العديد من الدبابات وراجمات الصواريخ وعلى كميات كبيرة من الذخيرة الخاصة بقوات القذافي. ويقول المراقبون إن لانتصارات السريعة التي يحققها المتمردون في الغرب، تختلف تماماً عن الوضع السائد ميدانياً في الشرق حيث ظلت الخطوط الأمامية ساكنة منذ شهور. وكانت وتيرة المعارك ونتائجها الأخيرة، قد منحت المتمردين أملا في أن كفة الحملة التي يخوضونها قد تميل لصالحهم، وذلك بعد أن نجحوا في إجبار قوات القذافي على اتخاذ أوضاع دفاعية. فالمعركة التي استغرقت ساعات طويلة، وبدأت عند فجر الأربعاء، شهدت انهمار وابل من نيران المدفعية والصواريخ المصوبة من قبل الطرفين، وانتهت بانتصار المتمردين وعودتهم من ميدان المعركة بشاحنات محملة بغنائم جديدة من أسلحة القذافي، التي نجحوا في الاستيلاء عليها. "كما ترى، فإننا نتقدم إلى الأمام"، كان هذا ما قاله عبد الحكيم أحد قادة المتمردين الذي قال أيضا: "إذا ما استمرينا على هذا الحال، فسنصل إلى طرابلس قريباً". وقد أسفرت تلك المعركة عن مصرع سبعة من الثوار وإصابة عشرات غيرهم، بحسب البيانات التي أدلى بها قادتهم، ولم يُعرف على وجه اليقين فيما إذا ما كانت قوات القذافي قد خسرت أفراداً في تلك المعركة أم لا. ويشار إلى أن الثوار الذين يحاربون في الأراضي المنبسطة الواقعة شرق العاصمة طرابلس قد حصلوا على إسناد من قبل الطائرات المقاتلة التابعة للناتو، ومن المدربين التابعين للحلف، يفوق ذلك الذي حصل عليه المتمردون في الغرب. ويعزو زعماء المتمردين النجاحات التي حققوها، إلى خطة المعركة المتقنة التي أعدوها، ونفذوها بدقة، وإلى معرفتهم الوثيقة بالمرتفعات الصحراوية. وهم يضيفون إلى ذلك سببا آخر وهو أن طائرات الناتو قد ساعدتهم كثيراً من خلال الضربات التي استهدفت المواقع التابعة لقوات القذافي الموجودة في تلك المناطق، ومن حولها. ويقول زعماء الثوار إنهم أجبروا قوات القذافي بعد معركة الأربعاء على الانسحاب من مدينة "القواليش"، وهو ما يضع مدينة غريان التي تبعد 60 ميلاً جنوب طرابلس، وتقع على امتداد خط الإمداد الرئيسي المتجه جنوباً، والواقع تحت سيطرة قوات الحكومة، في مدى نيران مدفعية المتمردين. وترجع الأهمية التي يحظى بها هذا الطريق إلى أن زعماء المتمردين مقتنعون بأن النظام الليبي يستخدم هذا الطريق تحديداً لإعادة تزويد ترسانته بالأسلحة والذخيرة. والمكاسب التي حققها المتمردون مؤخراً في الحافة الشمالية من المنطقة الجبلية، مدت من نطاق المنطقة التي يسيطرون عليها، وجعلتها أكثر قرباً من مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 ميلاً من طرابلس على امتداد الطريق الساحلي الذي يصلها بتونس. يقول المقدم عبدالله مهدي (48 سنة) الذي انشق عن قوات القذافي الجوية بعد أيام من الانتفاضة التي بدأت في شهر فبراير، وهو الآن أحد قادة المتمردين الكبار: "لقد بدأت جميع المدن في العمل معاً بشكل متناسق"، ثم يضيف: "في كل معركة خضناها مؤخراً ضد قوات القذافي استولينا على أسلحة ومعدات من قواته". ويشار إلى أن التمرد في الجبل الغربي قد بدأ في منتصف شهر فبراير بعد الاحتجاجات التي كانت قد انطلقت في مدينة بنغازي، والتي أشعلت انتفاضة امتدت عبر ليبيا كلها. وبعد أن بدأت الاحتجاجات تتجه إلى العنف، أرسل القذافي أحد مقربيه إلى مدينة زليتن الواقعة إلى الغرب من طرابلس كي يطلب من زعماء القبائل هناك إمداده بـ 1000 مقاتل لدعم قوات النظام التي تقاتل في الشرق، كما يقول السكان. لكن ذلك الطلب أغضب سكان زليتن، خصوصاً وأنه جاء عقب الانتفاضات التي أطاحت بزعيمين لنظامين عربيين استبداديين في تونس ومصر، وهما بلدان مجاوران لليبيا. وبعد أن تم عقد اجتماع بين شيوخ قبائل المنطقة لبحث الطلب الذي تقدم به القذافي، انطلقت مظاهرات احتجاج صغيرة خارج مكان الاجتماع، كما يقول "موسى دويب" الذي كان ممن حضروا ذلك الاجتماع. "لقد رأينا أن إرسال أبنائنا للقتال إلى جانب القذافي، سوف يمثل إهانة لنا"، هذا ما يقوله دويب الذي تحول إلى مسؤول استراتيجي لقوات الثوار منذ ذلك الوقت. وخلال شهرين من الانتفاضة، تمكن المتمردون من السيطرة على مدينة وازن الواقعة على الحدود مع تونس. لكن أبرز مكاسب المتمردين تحققت الشهر الماضي فقط، بعد أن نجحوا في طرد قوات القذافي بعيداً عن مدينة زليتن الحصينة التي كانت تحت سيطرتها. ويقول زعماء المتمردين إنهم لا يقومون بأي اندفاعات هجومية من دون مساندة من قوات الناتو، خوفاً من أن تخطئ طائرات الحلف فتقوم بضرب مقاتليهم ظناً منها أنهم من قوات القذافي، وهو ما حدث عدة مرات مع قوات المتمردين في الشرق. وللتواصل مع "الناتو" يعتمد المتمردون على وصلة إنترنت بطيئة لتوصيل الرسائل عبر المتمردين الآخرين إلى مستشاري الناتو المتمركزين في مدينة بنغازي الواقعة في شرق ليبيا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©