الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الصينية تنطلق من الخليج

9 يوليو 2006 01:58
إعداد - عدنان عضيمة: يبدو أن سلاسل الجبال والممرات البحرية لطريق الحرير التي كانت ذات يوم تمتد لعشرات ألوف الكيلومترات، سوف يعاد إحياؤها من جديد· وأفادت مجلة ''ميد'' الشرق الأوسط كانت تمثل جزءاً مكملاً مهماً لهذه الشبكة التجارية ذات الاتساع الهائل· ومن هذا النظام الحيوي الضخم استقت البلدان العربية خبرتها التجارية التي ما زالت تستفيد منها حتى يومنا هذا· وبقيت الحكومات العربية والشركات المهتمة بالمشاريع العقارية تصف الخليج العربي بأنه بوابة الشرق، ونقطة التقاء الشرق بالغرب· والآن عادت الصين لطرح شباكها من جديد· وبعد خمس سنوات من إعلان الرئيس السابق زيانج جيمين عن سياسة جديدة أطلق عليها بالصينية اسم ''زيو شوكو'' الذي يعني بالعربية الانتشار في الخارج برزت أسماء شركات صينية قليلة إلا أنها عرفت كيف تكبر وتعزز نشاطاتها على شواطئ الخليج العربي· ويبدو الأمر مختلفاً قليلاً عما حدث في الماضي لأن الشركات الصينية العاملة في الخليج لم تأتِ هذه المرة للعبور فقط· وأصبحت دول مجلس التعاون الخليجي مركزاً صناعياً وتجارياً ضخماً يحتاج إلى المزيد من الشركات المتخصصة في البناء والتشييد· وتنشغل الآن شركات المقاولات الصينية بإنجاز مشاريع ضخمة تبلغ تكلفة كل منها بضعة مليارات الدولارات في كل من قطر والإمارات· كما تمكنت شركات النفط الصينية من اختراق أسواق المملكة العربية السعودية وإيران· وكان هذا التطور نتيجة طبيعية لتحسن العلاقات التجارية والسياسية بين الصين ودول المنطقة· وفي مقابل ذلك، باتت حكومات الدول الخليجية تنظر إلى الصين باعتبارها سوقاً ضخماً لترويج بضاعتها وخدماتها· وتأمل العديد من الشركات في أن تؤدي الشراكات التجارية في منطقة الشرق الأوسط إلى نتائج عظيمة· وينقل التقرير عن مقاول أوروبي بارز قوله في هذا الشأن: ''صحيح أن شركتنا تواجه بعض الصعوبات إلا أننا نأمل أن تضعنا هذه المعادلة الجديدة في الخليج في موقع ممتاز يفتح لنا آفاقاً واعدة لتوقيع عقود جيدة في الصين ذاتها''· وبدأت الكثير من الشركات الصينية الكبيرة تجد فرصها الطيبة من خلال شراكات العمل التي أقامتها في المنطقة· وهي تتطلع من وراء نشاطاتها إلى تحقيق غايات بعيدة المدى· ويقول خبير يعمل في شركة صينية تعمل في الخليج: ''إن أحد أهم أسباب وجود الشركات الصينية في الخليج هو التشجيع الذي تلقاه من الحكومة الصينية للعمل فيما وراء البحار حتى تكتسب الخبرة في مجال التنافس الدولي وتتعلم قواعد اللعبة من شركائها· ويكون الهدف النهائي هو العودة بهذه الخبرة المكتسبة إلى الصين لتستفيد البلاد منها في تدعيم الاقتصاد الصيني''· ولا بد لهذا التطور في العلاقات التجارية أن يترافق مع تطور موازٍ في العلاقات الثقافية· وفي أعوام الثمانينات كانت شركة آرامكو السعودية سباقة إلى ابتعاث طلاب عرب للدراسة في جامعات بكين· وخلال السنوات القليلة المقبلة، سوف تتفوق الصين على الولايات المتحدة من حيث كونها مركزاً لاستقبال الطلاب السعوديين للدراسة في جامعاتها· ولعل من أبرز الأمور المتعلقة بتمتين هذه العلاقات هو النفط· ويقول سيشنج وانج المدير التنفيذي لشركة ''إس إس جي إل'' في مدينة الخبر: ''تمثل الصين سوقاً ضخماً على المدى الطويل بالنسبة للنفط الخام السعودي· وهذا يعني ببساطة أن السعوديين يحتاجون إلينا بقدر ما نحتاج إليهم''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©