الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دراسة تكشف زيف المعلومات حول العطش الآسيوي للنفط

9 يوليو 2006 01:59
إعداد - محمد عبدالرحيم: على عكس الاعتقاد السائد في دوائر صناعة النفط العالمية كشف تقرير لمؤسسة دولية مرموقة عن محدودية استثمارات شركات النفط الحكومية الاسيوية في الخارج وفند إدعاءات تتحدث عن تهافت هذه الشركات على شراء الموجودات فيما وراء البحار مقارنة بالشركات الغربية التي تنافسها في هذا المضمار، وخلص التقرير ان الشركات الاسيوية تشكل تهديداً أقل لاحتياجات إمدادات الطاقة العالمية بخلاف ما كان يفترض في أوساط الصناعة· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال فإن التقرير الذي صدر عن مكتب وود ماكينزي للاستشارات وقام مؤخراً بتوزيعه على عملائه يشير الى أن شركات النفط الآسيوية مثل شركة سينوبك الصينية المحدودة قد أنفقت أموالا أقل بكثير في السنوات الأخيرة على عمليات الاستحواذ والتملك مما أنفقته مجموعة من نظيراتها الغربيات ذات الحجم المماثل· وخلصت الدراسة أيضاً الى أن شركات النفط الآسيوية تميل أكثر من غيرها لاستدرار عوائد مناسبة في عمليات الاستحواذ بخلاف ما كان يعتقد بأنها مستعدة لدفع أي سعر مقابل تأمين المزيد من كميات النفط والغاز وبشكل يؤدي الى رفع الأسعار لكل فرد· وجاء في التقرير ''لقد طرحنا تساؤلاً بشأن الحكمة التقليدية التي تقول إن شركات النفط الوطنية الآسيوية تعمد بشكل غير عادل للهيمنة على مجال الاندماج والاستحواذ والانغماس في ''استراتيجية الفوز مهما بلغت التكلفة''· وأضاف التقرير يقول ''آن هذه الفكرة ببساطة لا تقوم على أسس تسندها''· ولطالما ظل رجال السياسة والمدراء التنفيذيون في الغرب يعربون عن مخاوفهم بشأن محاولات شركات النفط الحكومية الآسيوية من إغلاق أبواب الموارد العالمية في مسعى لتعزيز أمن الطاقة في دولها· وبالطبع فإن سينوبك وبعض الشركات الأخرى قد رفعت كثيراً من سقف إنفاقها في السنوات الأخيرة بما في ذلك الصفقات التي أبرمتها مؤخراً في نيجيريا وآسيا الوسطى بمليارات الدولارات· وهو الأمر الذي يترك من الناحية النظرية خيارات أقل أمام المشترين الغربيين ويمكن أن يؤدي الى زيادة أسعار النفط عبر رفع قيمة وتكلفة الاستحواذ على حقول جديدة· ووفقاً لمكتب وود ماكينزي فإن أكثر خمس شركات نفطية آسيوية شراسة في عمليات الشراء تمكنت من إبرام صفقات استحواذ بمبلغ إجمالي لا يزيد على 13 مليار دولار في الفترة ما بين عامي 2002 و 2005 وهي شركات سينوبك ومؤسسة الصين الوطنية للبترول ومؤسسة الصين للبترول والكيماويات بالإضافة الى مؤسسة النفط والغاز الطبيعي في الهند وشركة بتروناس الماليزية· وعلى العكس من ذلك فإن مجموعة من خمس شركات أوروبية على مستوى مماثل من الإنتاج والموجودات - وهي شركات بريتش بتروليوم بي إل سي وشركة ايني الإيطالية ومؤسسة اوكسيدنتال بتروليم في أميركا ومؤسسة ديفون اينرجي بالإضافة الى شركة كونوكو ميليبس أنفقت مجتمعة حوالى 33 مليار دولار في عمليات الاستحواذ أثناء نفس الفترة· وهذا الإجمالي لا يشمل صفقة شركة كونوكو فيليبس لشراء شركة بيرليجنتون ريسورسيز بقيمة بلغت 36 مليار دولار لوحدها· وقد أكد مكتب وود ماكينزي أيضاً والذي يتخذ من أدنبرة في اسكوتلندا مقراً له ان عمليات الاستحواذ من قبل شركات النفط الآسيوية درجت في معظم الأحيان على استدرار معدلات عائدات أقل من تلك التي أبرمتها الشركات الغربية، ومضت الشركة تشير الى أن آخر الصفقات الآسيوية أبرمت على أساس أسعار طويلة المدى للنفط في مستوى يتراوح ما بين 23 و 35 دولاراً للبرميل، أي أقل بكثير عن مستوى الأسعار الحالية بحوالى 69 دولاراً للبرميل· وعلى العكس من ذلك فإن الصفقات التي توصلت إليها شركات النفط الغربية تمت على أساس أسعار النفط بمستوى 40 دولاراً أو أكثر للبرميل· ولكن بعض المحللين رفضوا النتائج التي خلصت إليها الدراسة مدعين بأن معظم صفقات الاستحواذ الآسيوية تبدو مكلفة أيضاً في ظل المخاطر الكامنة ولا يمكن دائماً مقارنتها مع مشتروات الموجودات الأوروبية لأنها تتضمن في بعض الأحيان مساعدات مالية من الحكومات الآسيوية· إذ يقول كيرت بارو المحلل في مكتب بيرفن آند جيرتز للاستشارات في سنغافورة ''إذا ما أقدمت شركة أميركية على إبرام صفقة بشراء موجودات على طول ساحل الخليج الأميركي فإن هذا الأمر يختلف بشدة عن صفقة أخرى تهدف لشراء حقوق الاستكشافات في أنجولا على سبيل المثال''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©