الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رهينة خلف أسوار الحاجة

9 يوليو 2006 02:01
من أنت؟ كائن يضج في داخله صخب من تداعيات مؤلمة·· تسعى قدماك ركضاً لتقفز الأسوار المحيطة ليس تمرداً على مبادئك أو خروجاً على مألوف حياتك، ولكنه حال يسعى للتغيير من مقام أضحيت به رهينة خلف أسوار الحاجة لضرورة اجتماعية لم تعد لك ترفاً! فماذا أنتِ فاعلة حيال رضوخك لآفة تمزق رغبتك لاسيما أنك تجاوزت العقد الثالث من عمرك·· فأراكِ دوماً تحملين هم ذاتك وأسرتك، لا يشغلك سوى وجودي، فقد استوليت على جزء من مسكنك حتى اتصالك بي لا يتم إلا بحذر فأنا أحمل عادات لها غرابتها وقسوتها أيضاً·· كشريك غريب فرضه سطوة الآخر، أدرك أن وجودي داخل محيط منزلك قد أحدث ثقلاً، فأنا أخترق الكثير من خصوصيتك وكل شاردة وواردة في هذا المنزل تقع تحت نظري!! لقد أزعجك أليس كذلك؟ لئن فكرتِ بالاستغناء عني·· فأي قرار بديل تفكرين به في ظل احتياجات تتنامى وتيرتها؟! ألا تعتقدين أن صاحب السيارة البيضاء الذي يقتنص بلا اكتراث المترجلين على أقدامهم يستطيع هو الآخر تلبية ''طارئ'' يفاجئك وبالذات إذا أطبقت العيون في نوم عميق حيث يرخي الليل بسكونه رداء القلق والخوف وأنين الألم!! إنه هاجس يلازمك حين يغيب زوجك لأمر ما·· أجزم أنك لن تزاحمي والديك واخوانك في منزلهم وما أقسى أن نكون أسرى تحت طغيان الحاجة!! لم يفتأ أصحاب ''اللاآت'' والملتزمين بالحياد السلبي إلا أن يجعلوك دئماً في المقعد الخلفي·· ويسلبوك حق امتلاك ''مفتاح المقود'' بالرغم من معرفتهم بحالة العوز التي تعايشك فلم تعد أمراً لموظفة كنتِ·· أم ربة منزل!! فأقفلوا الباب بشدة لترسبات عقيمة تكونت حال رؤيتهم دائماً لمساحة سوداء بغيمة رمادية لا يبزغ منها وميض التغيير· هو قصد اجتماعي له ضرورته وطرحه للنقاش والرأي أعتقد أن يكون على مائدة العقل ومواءمة الظروف المتغيرة ليجد في نهاية الأمر مخرجاً واقعياً يتيح لك امتلاك أمر سبقك به أمثالك وفق ضابط يرتبط بعمرك·· وهيئتك·· حال تمتعك بزمامه· لم يعد هذا هتكاً لنسيج اجتماعي رقيق كما يظنه التقليديون·· فمنذ وقت مضى اعتلى من فوق المنبر ذاك الذي استل سيف لسانه مهولاً ومحذراً من إجراء تصحيحي نفذ لإحدى الجهات التعليمية ولم يلبث وقتاً حتى أصبح ''شريط الكاسيت'' رفاتاً على الأرفف·· وبالأمس قام أحدهم محذراً من ''بطاقتك الشخصية'' واعتبرها جنوحاً يهوي بسفينة المجتمع الى الغرق!! بالرغم من كونه حقاً مشروعاً· مالي بهؤلاء لا يتنفسون على إشراقة تمنحهم حياة أخرى أكثر ألقاً وأوسع نطاقاً فيعطوا الأشياء قدرها المعتاد ليس إذعاناً وإنما توافقاً مع الحياة الجديدة بمقاصدها النافعة لا تعتريها تجهماً في الأوداج تزامنها تقطيباً على الحاجب·· فتحفظنا المتشدد لن يخلق مجتمعاً نخبوياً خالياً من منزلقات الهوى وهو أمر عرفناه منذ الأزل وهي إرادة تحت مشيئة مدبر الكون سبحانه وتعالى· نريد أن يكون المجتمع أكثر تقبلاً للمتغيرات التي من حوله·· لا أن ينكفئ منعزلاً في أزقة ضيقة وأبنية متداعية وفي ذات الوقت لا يدع سبيل التوجيه والإصلاح ينفلت من زمامه وذلك بتلمس الحاجات النفسية والوجدانية للأبناء والأخوات برأفة الأب·· ورحمة الأم·· وثقافة الزوج·· ووعي الزوجة· إذا امتلكنا هذه الإمكانات استطعنا مزاحمة الأكتاف·· ومصالحة الآراء وتصحيح المسارات·· وكسب القلوب·· واستحواذ العقول·· هذا هو شأن الرجل العصري الهادئ فلتتفهم هذه في بعدها الفلسفي وشأننا الاجتماعي يلازمنا ويمس حالنا اليومي وليس من الحكمة إغفاله والتغاضي عنه· ترنيمة وجد: أهواك طبيعة تبتسم بثغر العشق لقطرات مطر·· وتمد ذراعيها شوقاً لأوراق الصباح وشمسه المصافحة لحبات الرمل·· وانظر شذراً لكهوف معتمة بزفير الأنفس الهائمة على فوهات العبث· سعد محمد العليان السعودية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©