الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الولد ما يعيبه شي!

31 يناير 2017 23:57
جملة متكررة في أذهاننا، سمعناها مرات عديدة من بعض آبائنا وأمهاتنا، يدّعون فيها أن الولد «ما يعيبه شي» و«شرفه في جيبه» وله مطلق الحرية في الذهاب والدخول ومصادقة فلان وعلان، دون أي محاسبة ومراقبة له، لكي يكون التشديد للبنت فقط، نعم، أتفق مع الأهل بأنه يجب ألا تعطى الثقة الكاملة للفتاة، حتى لا تتعدى حدودها وحتى لا تشوه سمعتها وشرفها وشرف أهلها، ولكن في المقابل أنا ضد أن تحول الأنظار فقط إلى الفتاة، وأن تصرف العيون عن الولد، لأننا يجب أن نحاسب كليهما على تصرفاتهما، ويجب أن نكون حازمين في التعامل معهما، لأن فساد أي منهما هو فساد للمجتمع، وصلاحهما صلاح للمجتمع ولمن فيه. البعض منا للأسف يتفق مع هؤلاء الأهل، الذين يتركون الحرية الكاملة المطلقة للولد، وأنا لا أنادي بحرية المرأة وبالتحرر المطلق وما إلى ذلك من أفكار سوداوية لم تنشرها إلا الفضائيات والبرامج والمجلات الهابطة، ولكني أنادي بالحزم على الطرفين، وأنادي بالحزم مع البنت، والولد في المقابل، ولو أنكم دخلتم أماكن احتجاز الأحداث لعرفتم أن أغلب من يقطنها من الأولاد والشباب الذين دخلوا بسبب استهتار أهلهم، وعدم حرصهم عليهم والمحافظة على حياتهم، ليكون هؤلاء الشباب عرضة للضياع، إما عبر رفاق السوء، أو عبر خوض تجارب مدمرة، أو عبر الانسياق نحو الفساد المجتمعي والأخلاقي والفضائي، وكم وكم سمعنا عن مشاكل وقضايا كان الأهل السبب فيها، وكانت مقولة «الولد ما يعيبه» السبب في وصولهم إلى درب الهلاك! يجب أن نستيقظ من السبات العميق الذي نعيشه في ظل هذه المأثورات، أعلم بأنه أمر لا يمكن أن نتجاوزه، وأعلم بأنه كلام اعتدناه ومن الصعب تغيير أفكارنا، ولكن دعوني أذكركم بأن الله سبحانه وتعالى عاقب الذكر والأنثى على الذنوب الكبرى مثل السرقة وغيرها، ولم يستثنِ الولد ولا الرجل، ونأتي نحن اليوم ونفرق في التشديد والحزم معهم؟ أعتقد أنه يجب أن ننظر إلى الأمور بجدية أكثر ونتصور النتائج البعيدة لواقع أحوالنا، لأننا نعيش في مجتمع متكامل، ويجب علينا الحزم في تربية أبنائنا وبناتنا، والحرص على التقرب منهم ومعرفة أصدقائهم ومعارفهم، وتقديم النصح والإرشاد، كل هذا يتطلب منا جهداً كبيراً، ونحن قادرون كل القدرة على تربية أبنائنا وبناتنا وإخوتنا أفضل تربية لبناء مستقبلهم الزاهر بإذن الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©