إن الإخلاص والاتقان والعمل بروح الفريق الواحد هو من أهم مقومات النجاح لأي عمل أو أي إدارة، أكانت حديثة أم قديمة· فالإدارة عبارة عن مجموعة من الأفراد يترأسهم رئيس العمل (المدير) يؤدون واجباً وطنياً وقومياً وأخلاقياً· فهم الذين يصنعون النجاح والهوية لأنفسهم ومجتمعهم والمكان الذي يتواجدون فيه· فبروح التعاون والإخلاص وحب العمل يصنعون النجاح والانتماء للمكان الذي يتواجدون فيه من ضروريات النجاح·
رئيس العمل هو أحد الدعائم والركائز الأساسية والمؤثرة في نجاح الإدارة أو فشلها· فإذا كان يدير الموظفين عملياً ومعنوياً بروح الاخوة وصدق المشاعر وبفن التعامل فعندئذ الإدارة في نطاق الخدمة، ما في المثل العسكري المعروف (الوحدة بآمرها) فهناك تناسب طردي بين أداء المسؤول الوظيفي والنجاح وعندما يتحلى المسؤول بالحكمة والقيادة تتجلى فيه معاني الأبوة وعطفها وحزم القائد وحكمته· نعم هنا المسؤول شخصية جاذبة، مؤثرة،، تستقطب الجميع، ولكي يعطي الموظف كل ما عنده نحتاج الى التعامل مع ذات الموظف بفن وأسلوب حضاري وهنا أقول (عطاء بلا حدود يحتاج الى فن التعامل بلا حدود) في بعض الإدارات نرى التقصير والإهمال؟ إذاً الإدارة خارج نطاق الخدمة· فما أسباب الإهمال والتقصير؟! يعود ذلك لعدة أسباب· لعل من أهمها: عدم وجود حافز مادي ومعنوي بالشكل المطلوب وفي هذه الحالة الإدارة خارج نطاق الخدمة· أو الرجل المناسب في المكان غير المناسب· أو لا يوجد فن التعامل مع ذات الموظفف وإن وجد فن التعامل مع العمل ولكن الأهم ذات الموظف· أو يغيب الموظف بروحه وقلبه ويبقى بجسده ويغيب نطاق الخدمة· ونحن يهمنا الإدارات الناجحة والواعية والمدركة لعملها ولهدفها· لكي نمشي على خطى هذه الإدارات·
وأنا أسمي الإدارات الناجحة (الإدارات القدوة)، نعم قدوة لغيرها من الإدارات لأن الإدارات القدوة تضع أمام أعينها مصلحة الجميع، تضع أمام ناظرها (فن التعامل مع الناس مفتاح القلوب) الإدارات القدوة تملك قلب الموظف لكي يشعر بالانتماء للمكان الذي يتواجد فيه·
الإدارات القدوة تفكر في النجاح وكيف السبيل إليه· تفكر في خدمة الفرد والأسرة والمجتمع والوطن· تفكر بكل واقعية وجد· فما أجملها من إدارات وما أجمله من نجاح· الإدارات القدوة دائماً في نطاق الخدمة وبعيدة كل البعد عن خارج نطاق الخدمة·
محمد مال الله محمد
حس الشارقة
عدد اليوم
