السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معركة طاحنة في انتظار عودة البطريرك

9 يوليو 2006 02:20
القاهرة - محمد عزالعرب: هل الصدام الكنسي في مصر قادم لا محالة·· ام سيفرض الأمر الواقع نفسه ويصبح المجمع المقدس للاقباط الارثوذكس في مصر والشرق الاوسط حقيقة لا يمكن لأحد نفيها أو انكارها؟ لقد ظهر المجمع المقدس الى النور ولم يعد مجرد فكرة في رأس الانبا مكسيموس يوحنا الاول راعي كنيسة المقطم· فقد أعلن الرجل قيام مجمعه رسميا في مواجهة بطريركية الاقباط الارثوذكس التي يقودها البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية· والكل يعد الأيام ويضع يده على قلبه انتظارا لعودة البابا شنودة من رحلة العلاج في اميركا·· فلابد ان هناك رد فعل قويا من جانب الكاندرائية على الاجراء الذي اتخذه الانبا مكسيموس خاصة وأن هذا الانبا شن هجوما ضاريا على البابا شنودة واصفا عهده بأنه الأسوأ في تاريخ الكنيسة المصرية· وانطلقت اتهامات الأنبا مكسيموس ضد البابا شنودة والردود الاعنف من جانب القمص صليب متى عضو المجلس الملي التابع للكاتدرائية لتزيد الموقف اشتعالا بين القطبين المتصارعين·· وتجاوزت الاتهامات والردود كل الحدود مستخدمة عبارات والفاظا نارية تنذر بمواجهة عنيفة عقب عودة البابا شنودة· وقد أعلن الانبا مكسيموس يوحنا الأول قيام المجمع المقدس في لقاء علني حضره الدكتور جهاد عودة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر· ورغم ان حضور عودة جاء بصفة شخصية لا رسمية طبقا لما اعلنه الانبا مكسيموس نفسه فإن هذا الحضور أثار حفيظة وغضب قيادات الكاتدرائية واتهموا الدولة بأنها باركت انشاء هذا المجمع المشبوه· ويقول الانبا مكسيموس إن مجمعه المقدس نشأ بقرار وموافقة من المجمع المقدس الأم للارثوذكس في الولايات المتحدة وهو يضم المسيحيين الارثوذكس في مصر وعموم الشرق الاوسط وان الهدف من انشاء هذا المجمع هو مواجهة الحوار الذي اصاب الكنيسة الأرثوذكسية في عهد البابا شنودة الذي امتد ثلاثين عاما· وشنودة في رأي مكسيموس ليس بابا لكل الارثوذكس كما يتصور البعض فعدد الارثوذكس في العالم 250 مليون منهم 4 في المئة فقط في مصر يسيطر عليهم البابا شنودة· وليس للأرثوذكس بابا واحد ولديهم مجمعات مقدسة في كل انحاء العالم ولكل مجمع مجموعة من الاساقفة· وقال الانبا مكسيموس: لسنا منشقين ولكننا مصلحون وامتداد للعقيدة الارثوذكسية والبابا شنودة لا يملك قرار عزلي ولا أملك انا قرار عزله ولكل منا كنيسته· وأضاف أن الشعب القبطي في مصر عانى الأمرين من تصرفات شنودة وسوء ادارته للكاتدرائية وللأمور كلها، فقد شهد عهده تطهيرا عرقيا منظما لكل الآباء العظام الذين تعرضوا للمحاكمات والشلح والعزل والحرمان بلا أدلة وبلا ذنب سوى رفضهم لتصرفات البابا شنودة السيئة· الفتنة الطائفية وأكد أن حوالي 300 من الآباء والقادة والعلماء العظام تعرضوا للتنكيل من جانب البابا شنودة ومنهم الأب متى المسكين والدكتور جورج بباوي والقس ابراهيم عبدالسيد والانبا أغاثون· وان الوضع الرعوي انهار تماما في عهد شنودة وانتشر الفساد والمحسوبية والبذخ في الانفاق من أموال الشعب الفقير، وانهارت الأوضاع الاجتماعية بسبب تعنت البابا شنودة في مسألة الطلاق والزواج وانفرد شنودة بتفسير خاطيء خاص به لآية الانجيل التي تقول: ''ما جمعه الله لا يفرقه انسان'' وهذا التعنت نشر التذمر بين الأقباط فانضم كثير منهم الى طوائف أخرى هربا من هذا الوضع السيء· وأخطر ما قاله الأنبا مكسيموس ان الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط تأججت في عهد البابا شنودة لأنه يعد الراعي الاكبر لهذا التوجه الخطير، فهو يتعامل دائما بشكل يشعل الفتنة ويسكب الزيت على النار· ولقد رأيته بعيني وسمعته بأذني وهو يحرضنا ضد المسلمين وعلى الثأر منهم على حد تعبيره، وكان دائما يحضنا على حمل السلاح ضدهم·· وقال لنا يوما عند وقوع احد الاحداث الطائفية: ارفعوا راية الاستشهاد·· اذهبوا ولا تعودوا الى الكنيسة الا امواتا· وقال الأنبا مكسيموس: لا توجد أي مشاكل مع الحكومة المصرية فقد استجابت لكل مطالبي وهي تؤمن بحرية العقيدة ولا ترفض بناء الكنائس وأقرت بانشاء المجمع المقدس لان هذا حقنا·· وقد قمت فور اعلان قيام المجمع برسم الأب بطرس لأبرشية مصر الجديدة ومدينة نصر ويتولى ايضا امور مدن القناة والأنبا اغاثون لابرشيه المقطم وجنوب القاهرة ويشرف على الصعيد وسنقوم بانشاء ابرشيات في كل محافظات مصر وكنيسة في كل مدينة· وقال ان التمويل يأتي من الاقباط المؤمنين في مصر واميركا وكلهم اغنياء، ولم نتلق أي أموال من الادارة الاميركية لكننا لن نرفض هذه الاموال اذا جاء· وقال الانبا مكسيموس انه لم يتوقع هذا الاقبال القبطي على مجمعه فقد انضم اليه حتى الآن اكثر من نصف مليون ارثوذكسي نافيا أي علاقة له أو لمجمعه بمؤتمر اقباط المهجر الذي عقد بأميركا مؤخرا· عميل منحرف ولم يكن رد القمص صليب متى باقل ضراوة وعنفا من اتهامات الانبا مكسيموس لكن عضو المجلس الملي شن ايضا هجوما ضاريا على الحكومة المصرية متهما إياها بمباركة مجمع مكسيموس· وقال القمص صليب متى ان ما فعله مكسيموس غير شرعي وغير ديني وغير قانوني فالامر مستقر منذ ألوف السنين على أن بابا الاسكندرية هو المسؤول عن الدين المسيحي وقد حاربت الكنيسة البدع والهرطقات منذ نشأتها ومكسيموس ليس اول منحرف في تاريخها فقد كان هناك أريوس وكان مصريا مثل مكسيموس مارس الدجل والهرطقة وانعقد المجمع المسكوني برئاسة البابا الكسندروس في ذلك الوقت واصدار قرارا بقطع اريوس وتجريده وحرمانه وسن المجمع عشرين قانونا على رأسها عدم زواج الكهنة والاساقفة والبطاركة· وقال ان مجمع مكسيموس المقدس مؤامرة وصناعة اميركية اسرائيلية وقد صارت اميركا تتدخل في كل شؤوننا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، ولقد حاولوا ويحاولون التدخل في الأزهر لتغيير مناهجه التعليمية وها هم يتدخلون لشق الكنيسة بسبب مواقف البابا شنودة الوطنية التي لا تعجبهم فالبابا يرفض زيارة المسيحيين للقدس الا بعد ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يرضى عنه الاخوة المسلمون· واكد ان وراء مكسيموس منظمات صهيونية صاحبة مصلحة في الكنيسة المشبوهة·· لكن الكنيسة التي يقودها البابا شنودة قوية وراسخة ولن يستطيع احد زعزعة استقرارها حتى لو كان يسانده الجن الأزرق، ومصير مكسيموس مزبلة التاريخ مثل كل المنشقين من قبله· وقال ان الكل في مصرمطالب بالتصدي لكنيسة مكسيموس المشبوهة وهذا ليس دور الكاتدرائية وحدها، بل هناك دور على الدولة وعلى الأزهر لأن الخطر محدق بالوطن كله·· فستكون كنيسة مكسيموس منطلقا لحملات تبشيرية لأديان ترفضها الكنيسة ويرفضها الأزهر· واعرب القمص صليب عن اسفه الشديد لما سماه تهاون الدولة المصرية في هذا الأمر لأن الدولة في رأيه تشجع هذا الاتجاه الخطير واعطت الشرعية القانونية الكاملة لمجمع مكسيموس الذي تم اعلانه في حضور ممثل الحزب الحاكم وهذا خطأ في حق مصر كلها وعندما يعود البابا شنودة سيكون لكل حادث حديث وسيتم اعلان الحرمان الكنسي لمكسيموس ولن يصلى عليه عند موته وسيصبح مقطوع الصلة لأنه مصري ارثوذكسي مارق ومنحرف· كما سيتم حرمان كل رعاياه الذين انضموا اليه وسنرفع دعاوى قضائية لشطب كنيسة مكسيموس ومساءلة الدولة التي شجعتها وسمحت بها بعد ان خضعت لضغوط خارجية اجبرتها على هذا التوجه الخاطئ حيث يقال ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تابعة للمجمع المقدس في اميركا وهو المجمع الذي انطلقت منه كنيسة مكسيموس المشبوهة· وفي اطار المعركة القضائية حددت محكمة جنح الخليفة بالقاهرة جلسة الثلاثين من يوليو الحالي لنظر الدعوى المقامة من المستشار نجيب جبرائيل الممثل القانوني للمنظمة القبطية لحقوق لانسان وعدد من المحامين الاقباط ضد الانبا مكسيموس بتهمة سب وقذف البابا شنودة الثالث· ووجه جبرائيل انذارا على يد محضر لوزير الداخلية المصري حبيب العادلي تمهيدا لاقامة دعوى قضائية ضد الوزارة لعدم تصديها للانبا مكسيموس رغم مخالفته القانون باعلان طائفة خاصة به من دون ان يكون هناك قرار جمهوري باعلانها بالاضافة الى قرر تنفيذي من وزارة الداخلية· واكد المستشار نجيب جبرائيل ان المدعو ماكس ميشيل الذي سمى نفسه الانبا مكسيموس تجاوز الخطوط الحمراء ورسم نفسه اسقفا وادعى الحصول على موافقة وزارتي الخارجية المصرية والاميركية وهذا كذب لان انشاء الطوائف الدينية في مصر يستلزم صدور قرار جمهوري باعتماد الطائفة وهو ما لم يحدث· واضاف ان مكسيموس ارتكب جرائم نصب واضرار بالوحدة الوطنية بترسيمه اساقفة واعلان نفسه رئيس اساقفة· مجمع وهمي أما القمص مرقص عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة فقد نفى تماما وجود مجمع مقدس للارثوذكس بالولايات المتحدة مؤكدا انه مجمع وهمي وان من قام برسامة الانبا مكسيموس هو قس روسي ارثوذكس مما يعني ان مكسيموس يخدم الآن في الكنيسة الروسية· واكد انه لا يوجد أي تأثير على الكنيسة الارثوذكسية من انشاء مجمع مكسيموس وان من سينضمون اليه هم الغاضبون من موقف الكنيسة من مسألة الزواج والطلاق· ودعا مكسيموس للافصاح عن العدد الحقيقي لاتباعه· ويقول القمص عزيز احد اقطاب الكاتدرائية ان ترسيم اسقفين او اكثر على يد ماكس ميشيل مهزلة وهذا الرجل يتبع اسلوبا شيطانيا يبيح الفساد والدنس لزيادة عدد اتباعه وهناك جهات خارجية تسانده فكيف تستطيع مؤسسة اجتماعية انشاء كنائس في كل منطقة واقامة ابرشيات في كل محافظة والغريب ان هذا المدعي قال ان انشاء مجمعه جاء بقرار اميركي· وقال الانبا مرقس اسقف كنيسة شبرا الخيمة والمتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية ان مكسيموس ليس تابعا للكنيسة وليس منشقا لأن لفظ منشق يعني انه كان تابعا بينما هو خارج على الكنيسة وتركها منذ عام 1983 ولم يمارس طقوسها العقائدية بسبب افكاره وتعاليمه المنحرفة وخروجه على الافكار التى تؤمن بها الكنيسة فقد نوه في احدى عظاته عام 1983 بأن السيد المسيح لم يمت على الصليب بسفك الدم لغفران الخطية بل مات على الصليب ومحا غفران الخطية· وقال في موعظة أخرى عام 2001 ان الكنيسة تسير على خطأ ولم يذكر الخطأ· وقال ان ترسيمه لنفسه باطل لأنه ينبغي ان يكون من جانب المجمع المقدس في مصر وهو ما لم يحدث· كما ان الراهب لا يتزوج ومكسيموس متزوج وله ابناء وبالتالي فهو غير تابع للعقيدة الكنسية ولا يلتزم بطقوسها وهو تابع لمجموعة خارجة على الكنيسة البيزنطية بأميركا وبالتالي فهو ليس ارثوذكسيا· وقال الأنبا رفائيل اسقف عام وسط القاهرة ان مكسيموس خارج على قوانين الكنيسة وما يفعله لا يصب الا في مصلحة الشيطان والالحاد ومعاكسة الاديان، وهو لم يجد مكانا في الكنيسة لانحرافاته وخروجه على العقيدة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©