الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

السحر الفرنسي يعانق الفن الإيطالي في آخر لوحات ألمانيا 2006

السحر الفرنسي يعانق الفن الإيطالي في آخر لوحات ألمانيا 2006
9 يوليو 2006 02:35
رسالة برلين - أكرم يوسف: يتحول استاد برلين الأولمبي في الساعة الثامنة من مساء اليوم (العاشرة بتوقيت الإمارات) إلى لوحة كروية رائعة يتعانق فيها السحر الفرنسي مع الفن الإيطالي في المشهد الأخير لكأس العالم الثامنة عشرة لكرة القدم · وما أجمل كلمة النهاية عندما ترسم خطوطها أقدام زيدان وهنري وكانافارو وتوتي وديل بيرو وبيرلو وجاتوزو وفييرا·· هؤلاء وغيرهم الذين جاؤوا من بلاد الفن والموضة والعطر والتاريخ، جاؤوا من عواصم الجمال في العالم حيث الأزياء وبرج إيفيل والموناليزا في باريس، ومدرج الكولسيوم وبرج بيزا المائل في روما وأناقة ميلانو وسحر البندقية، يعرفون قيمة الإبداع بالفطرة ، ويملكون ثقافة الانتصار ، ويقدرون أهمية المباراة· ولا يمكن أن تمر أحداث المشهد الأخير من مونديال 2006 دون أن نرى بصمة كل منهم على لوحة الوداع لبطولة شهدت الكثير من الألوان والأذواق والثقافات من كل قارات العالم على مدى 30 يوما ولكن في النهاية كان البقاء ''للأجمل''· عندما بدأ المونديال كان من الصعب إحصاء عدد الذين يرشحون البرازيل للفوز بكأس العالم ، وكان من السهل أن تعرف كم عدد الذين لا يرشحون البرازيل، وخرجت البرازيل والأرجنتين وألمانيا وأسبانيا وإنجلترا وهولندا ، ولم نحزن كثيرا لأن المتعة والإثارة ظلت حتى النهاية مع وجود فريقين بقامة فرنسا وإيطاليا لديهما الكثير من رصيد البطولات والمواهب والعراقة الكروية ومن بين 3 مليارات و757 مليون يورو هي قيمة أسعار كل فرق المونديال نجد أن نصيب فرنسا وإيطاليا يصل إلى 657 مليونا و500 ألف يورو منها 280 مليونا قيمة أسعار منتخب فرنسا و377 مليونا و500 الف يورو قيمة لاعبي إيطاليا · إنها قمة ''الأناقة'' في نهائي المونديال بين فريقين على نفس الدرجة من الحب في قلوب الجماهير ، وإذا لعبت فرنسا أو إيطاليا ضد منتخبات أخرى في المباراة النهائية باستثناء البرازيل كنا سنجد أنفسنا تلقائيا نتعاطف ونساند أصحاب الزى الأزرق ''البلوز'' و''الأزوري''، ولكن أن يلتقيا وجها لوجه معا اليوم لأول مرة في المباراة النهائية سيجعل المهمة صعبة خارج الملعب للذين يجلسون أمام شاشات التليفزيون وأيضا داخل الملعب للذين يصنعون بأقدامهم أحدث خطوط الموضة الكروية لأربع سنوات قادمة · نفس الظروف إيطاليا تدخل المباراة وهى تحمل فوق صدرها ثلاث نجوم من ثلاث بطولات للمونديال أعوام 1934 و1938 و1982 وتحلم بعد غياب 24 عاما أن تعود إلى منصة التتويج مساء اليوم للمرة الرابعة ، بينما المنتخب الفرنسي يملك نجمة واحدة من بطولة 1998 التي نظمها وفاز بها ، ويخوض التحدي بالكثير من الأسماء التي صنعت هذا الإنجاز في مقدمتهم زين الدين زيدان وتيري هنري وفابيان بارتيز وباتريك فييرا وليليان تورام وديفيد تريزيجيه، في حفلة الوداع لجيل قدم للكرة الفرنسية الكثير ، فهناك ثلاثة لم يتوقفوا عن العطاء دوليا مع فرنسا منذ بطولة أوروبا 1996 وحتى الآن وهم زيدان وبارتيز وتورام · واللقاء اليوم لا يحمل الكثير من الغموض لأن كل الأوراق مكشوفة ، لان الفريقين ينتميان إلى نفس المدرسة الكروية لدرجة أن هناك ثمانية لاعبين من الفريقين يلعبون في ناد واحد وهو يوفنتوس ، خمسة من إيطاليا هم بوفون وديل بيرو وزامبروتا وكامورانيزي وكانافارو، وثلاثة من فرنسا وهم تورام وفييرا وتريزيجيه بينما سبق لزيدان أن لعب في يوفنتوس قبل انتقاله إلى ريال مدريد · وتقريبا الظروف التي تعرض لها كل فريق كانت متشابهة، بسبب الانتقادات التي تعرضا لها في البداية إلا أن الضغوط على المنتخب الفرنسي كانت أكبر خاصة بعد نهاية الدور الأول ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تذهب فرنسا أبعد من الدور الثاني لأنها تعادلت في أول مباراتين أمام سويسرا وكوريا الجنوبية ثم فازت بصعوبة على توجو 2- صفر، وفي الدور الثاني جاء الفوز على اسبانيا 3-1 ليغير كل شيء ويعيد للمنتخب الفرنسي الثقة ليبدأ زين الدين زيدان قيادة الاوركسترا ويعزف الفريق أجمل الألحان أمام البرازيل ويفوز بهدف ثم أمام البرتغال في نصف النهائي وتحول ''منتخب العواجيز'' إلى منتخب السحرة وتبدلت كلمات النقد إلى غزل وإعجاب وحب· وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة ''ليكيب'' اليومية الفرنسية أمس قال فيه 81% إن منتخب فرنسا سيفوز على إيطاليا بينما قال 19% ان الفريق لن يفوز · فالمنتخب الفرنسي اليوم أمام فرصة تاريخية قال عنها المدرب رامون دومينيك: ''علينا أن نقدم كل ما نملك في النهائي حتى لا يكون لدينا أعذار بعد ذلك''، وقال تيري هنرى ''سندافع مثل الأسود''، بينما قال زيدان قبل آخر مباراة له في ملاعب الكرة : ''إذا فزنا فسيكون هذا شيئا رائعا لكل الذين يساندونا، ولا أقصد أولئك الذين قفزوا في مؤخرة العربة مؤخرا ولكن أقصد الذين يساندوننا من البداية''· فالتحدي كبير ليس داخل صفوف المنتخب الفرنسي فقط ولكن أيضا داخل المعسكر الإيطالي ، حيث تمر الكرة الإيطالية بأسوأ ظروف في تاريخها بعد فضيحة المراهنات التي عصفت بأندية ونجوم كبار ولذلك هناك رغبة كبيرة في تحقيق إنجاز يعيد للكرة الإيطالية كبرياءها من جديد ويساهم في تحسين صورتها · ومنذ البداية كان المنتخب الإيطالي على موعد مع التألق بالكرة الهجومية التي قدمها مارشيلو ليبي وفاز على غانا وتعادل مع الولايات المتحدة ثم فاز على التشيك وفي الدور الثاني هزم استراليا بهدف ثم أوكرانيا بثلاثة أهداف في ربع النهائي وأبكى الشعب الألماني في نصف النهائي عندما هزم أصحاب الأرض 2- صفر بطريقة درامية في آخر 60 ثانية من الوقت الإضافي الثاني · ولم تتجاوز إيطاليا كل هذه المحطات الصعبة إلا من أجل اللقب الرابع وليس المركز الثاني· الهجوم المفاجئ تلعب إيطاليا وفرنسا بنفس الطريقة 4-2-3-1 إلا أن إيطاليا الأكثر توازنا بين الدفاع والهجوم ويعتمد مارشيلو ليبي على استراتيجية ''الهجوم المفاجئ'' حيث أحرز الفريق 11 هدفا ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة بهدف خطأ أحرزه زاكاردي في مرماه ، فهو يهاجم بالورقة والقلم وبتنظيم جيد لا يؤدي لانهيار الفريق في حالة فقدان الكرة ، حيث يضع لوكاتوني في الهجوم بمفرده ووراءه كل من فرانشيسكو توتي ومن أطراف الوسط يتقدم كل من كامورانيزي في اليمين وبيروتا في اليسار ، وفي الارتكاز يوجد جاتوزو وبيرلو ، وتزداد خطورة منتخب إيطاليا عندما تكون الكرة معه حيث يتحول بسرعة وبأقل عدد من التمريرات من الدفاع للهجوم عن طريق اندريه بيرلو الأكثر دقة في المونديال من حيث التمريرات التي وصل عددها إلى 405 تمريرات ناجحة، وهو يملك رؤية واسعة وقدرة على قراءة اللعب وتوزيع الأدوار بذكاء ونفس الشيء ينطبق على توتي الذي يلعب الكرة وهو تقريبا ''مغمض العينين'' من لمسة واحدة لتوسيع جبهة الهجوم من الأطراف للطائرات القادمة من الخلف بيروت أو كاموانيزي أو زامبروتا وجروس ''الظهيرين''، فالسرعة وعنصر المفاجأة في الهجوم أبرز ما يميز المنتخب الإيطالي خاصة من الطرف الأيمن الذي سجل 33 محاولة للتسديد من بين 78 للمنتخب الإيطالي في 6 مباريات ، وأهداف إيطاليا الـ11 أحرزها عشرة لاعبين وهو ما يعني قدرة كل الخطوط على التسجيل مما سيجعل مهمة الدفاع الفرنسي صعبة في تحديد مصدر الخطر ، كما أحرز الفريق 3 أهداف بالرأس من كرات عرضية وهدفا واحدا من ركلة جزاء · وفي الدفاع هناك ''قيصر ألمانيا'' كما أطلقت عليه صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت بعد الفوز على ألمانيا، القيصر الجديد هو فابيو كانافارو يساوي خط دفاع بمفرده وهو الذي نجح في استعادة الكرة من الخصوم 16 مرة يأتى في المرتبة الثالثة بعد جاتوزو 21 مرة وباتريك فييرا 19 مرة وسيكون في مواجهة صعبة في مباراته الدولية رقم 100 أمام ''الملك تيري هنري'' ثاني أكثر لاعب في البطولة تسديدا على المرمى 11 مرة بعد ميورسلاف كلوزه الألماني · أما الحارس بوفون فهو الأفضل في البطولة حتى الآن ونجح في إنقاذ 24 تسديدة على مرماه· تركيز في الدفاع المنتخب الفرنسي يلعب أيضا بمهاجم واحد وهو تيري هنري ومن ورائه كل من زيدان ومالودا وريبري ، وفي الارتكاز ميكاليلي وباتريك فييرا وزيدان ، وفي الارتكاز باتريك فييرا وكلود ميكاليلي يشكلان حائطا من الصعب اختراقه أمام خط الدفاع وظهر ذلك واضحا في مواجهة أقوى مهاجمين في المونديال سواء أمام البرازيل أو اسبانيا· ويتسم الأداء الفرنسي أيضا بالحذر والسرعة في التحول للهجوم من الأطراف ويعد الطرف الأيسر الأكثر خطورة وسجل 31 محاولة للتسديد ، ويجيد المنتخب الفرنسي الاختراق من العمق وأحرز أربعة أهداف من ثمانية من هذه المنطقة لتحركات هنري وزيدان وتقدم فييرا ويبري ومالودا من الأطراف · واهتزت شباك فرنسا مرتين فقط أمام كوريا الجنوبية واسبانيا وهو ما يعني أن هناك تركيزا دفاعيا كبيرا لوجود كثافة عددية في وسط الملعب وخمسة لاعبين في حالة الدفاع· وبعيدا عن الأرقام والحسابات والتكتيك يبقى لنهائي كأس العالم حسابات أخرى تماما على أرض الواقع تحت أمطار برلين ، فهذا النهائي هو ''حلم الطفولة'' كما وصفه تورام رغم أنه يشارك للمرة الثانية في النهائي ، ليس حلم تورام فقط ولكن حلم كل لاعب كرة قدم في العالم وأيضا حلم الذين يجلسون في المدرجات وأمام شاشات التليفزيون ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©