الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بسكوت» الفشل

24 يوليو 2014 00:40
? هل خطر على بال أحد لماذا أغلبية أوائل الثاني عشر في الأعوام السابقة من مدارس يتكرر صدى ذكرها في كل عام؟ ولماذا هؤلاء ليسوا من الطلبة المواطنين؟، و إذا تواجدوا كانوا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة وينتسبون إلى القسم الأدبي تحديدا، أم أن هذا الموضوع من المسلمات البديهية أن الطالب الإماراتي ليست لديه القدرة على ذلك ، وإنه لا يحتاج إلى هذا الكم من التحصيل العام، على أساس أنه من السهولة جداً دخوله إلى أرقى جامعات الدولة وإلى التخصص المنشود بأيسر الطرق ، و حتى ينجح لا يحتاج سوى إلى منقذ خصوصي بآلاف الدراهم، و كلمات معسولة يدغدغ بها عنفوان البعض ممن كان في السابق يقف له تبجيلا. لا ننسى أيضا الخبرة طويلة الأمد في أساليب الغش المحكمة مع الأخذ بالاعتبار كسب ود مراقبي اللجان أو لبس سماعات أذن حديثة العهد التي بالإمكان التحدث من خلالها . ?? الإجابة عن الأسئلة في مطلع المقال هي «نعم»، بل مقترنة مع المئات من علامات التعجب و الاستفهام، ومن الأسئلة أيضا التي تدور في ذهن الطالب الذي يقال له من قبل الذين حوله «متفوق»، ما الذي أحتاجه حتى أكون من الطلبة الأوائل في الدولة، هل هي 25 ساعة؟ أم عقل بحجم أكبر؟ و في النهاية سيقول هم «دحيحه» أنا لا أستطيع أن أجاريهم، و يأتي من يصعقه بعبارة «انت ما تدرس!. سيتعب صديقنا المتفوق ويسترسل كثيرا دون جدوى إلى أن يصمت. من السهل جداً أن أعلمك العد من 1 إلى 3 طوال السنة، وأجعلك البطل المغوار الذي لا يقهر، ولكن ما هو مطلوب منك في الحقيقة العد من 4 إلى 10! فبهذه الطريقة سوف تظن بأنك تدرس و تدرس ولكن كل هذا هباء منثورا. ليس عيبا أن تستعين بمراجع خارجية، ولكن العيب والخزي أن يكون منهاجك الدراسي مجرد أوراق مملوءة بالحبر الملون المكلف في كل عام، و يأتي من يقول لا فائدة من أغلبية الكتب التي تحملها في الحقيبة التي يقدر وزنها ببضع كيلوجرامات لكونها مليئة بالحشو غير المفيد، ولك أن تتركها في منزلك دون فائدة. لا أريد سوى القول بأن المتفوقين الحقيقيين هم من بداخلهم مقتنعون بذواتهم، ولا يرضون بالأخذ من «بسكوت» الفشل الذي يخادع من هو دون مرتبة طالب العلم إذ لا يستطيع الحديث أثناء أكله ويفرح عند الانتهاء منه، وأعني بذلك السكوت الإجباري عن الحق العلمي أو الاستمرارية في نفاق مذل حتى يمر العام الأخير. ما من سبيل للرجوع للخلف سوى محاولة منع تكرار إنتاج هذا النوع من «البسكوت» حتى وان انتهى الميل الأول فقط من الألف ميل فيجب أن يكون الطالب الناطق، وليس السلعة الصامتة التي تفرض عليه. محمد العيدروس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©