الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ليبي: الضغوط المحيطة تدفعنا إلى الإبداع

9 يوليو 2006 02:43
تخوض إيطاليا اليوم سادس نهائي لكأس العالم وهو ما يعطيها الحق الكامل في السعي للحصول على لقب رابع تضيفه إلى سجلها العامر بثلاث كؤوس عالم أعوام (34 و38 و1982) ولتعود إليها ذاكرة الانتصارات الكبرى بعد 24 سنة كاملة من آخر بطولة عالمية· ومن حيث المبدأ تعاني ايطاليا من موقف صعب لأنها ستلعب اليوم في الاستاد الأولمبي وهو ما يعني أن الجماهير الألمانية التي بكت يوم خروج منتخبها الوطني ''المانشفت'' من دور الأربعة يوم الثلاثاء الماضي، ستقف كلها وراء المنتخب الفرنسي تؤازره وتشجعه على أمل أن يثأر لها ولمنتخب بلادها من هذا المنتخب الذي حرمهم من استكمال مسيرة البحث عن لقب ألماني رابع· ولكن هل يسمح الطلاينة للألمان بأن يشمتوا فيهم ويهللوا لهزيمتهم أمام منتخب الديوك الفرنسية؟ الاجابة على هذا السؤال سيعرفها العالم كله في نهاية مباراة اليوم بين المنتخبين الفرنسي والإيطالي· ورغم أن منافس الطلاينة هو منتخب فرنسا، إلا أن صحيفة الايكيب كانت موضوعية في تناولها لهذا المنتخب الإيطالي ومديره الفني مارشيللو ليبي ولاعبيه بالحديث فقالت: لقد استطاع ليبي خلال عامين أن يضيف إلى هذه المجموعة شيئاً جديداً هو العقلية الهجومية الحديثة، ونقلت عن ليبي قوله: أعتقد أن من يقولون إننا نلعب على الطريقة الإيطالية القديمة ''الكاتانتشيو'' بدفاع المنطقة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، إنما هم مبالغون· وأضاف قائلا: وأيضاً الذين يقولون إننا محظوظون يمكنهم أن يكفوا عن هذا القول لأننا خضنا هذه البطولة ونحن في ظروف بالغة الصعوبة·· فنجمنا الكبير توتي أصيب قبل 3 أشهر من المونديال وتعافى بالكاد، وجاتوزو وزامبروتا أصيبا قبل انطلاق المونديال بخمسة عشر يوماً·· ونيستا أصيب خلال البطولة نفسها· واستطرد ليبي يقول: وفوق ذلك كله فإن الكرة الإيطالية تمر بأكبر فضيحة في تاريخ أوروبا، فعل هناك حظ أكبر من هذا؟! والمتابع لمشوار ايطاليا من أول مباراة في المونديال سيلاحظ على الفور أن ليبي حاول أن يؤكد للجميع أنه فعلاً لا يلعب بنفس الأسلوب القديم، وإنما يعتمد على نظام يضم أغلبية من اللاعبين ذوي النزعة الهجومية، وهو ما جعل ايطاليا تبدع هجومياً مثلما حدث أمام المانيا مرتين الأولى في فلورنسا عندما فازوا على الألمان 9-1 ودياً والثانية في مباراتهما معاً في الدور قبل النهائي عندما فازت ايطاليا (2-صفر) ومثلما فعلتها ايطاليا أمام هولندا في مرحلة الاستعداد قبل المونديال عندما فازت عليها (3-1)· وتأكد الانطباع بأن الطلاينة يلعبون كرة هجومية وجميلة من أول مباراة في المونديال عندما فازوا على غانا (2-1) وعلى الرغم من ذلك لم يسلم ليبي ولاعبوه- على حد قول الصحيفة الفرنسية- من الانتقادات، على وجه الخصوص بعد مباراة استراليا التي فازوا بها بضربة جزاء مشكوك في صحتها في آخر ثانية من الوقت بدل الضائع· إلا أن رد اللاعبين على هذا الهجوم كان جاهزاً عندما قالوا: ربما لم نكن جيدين في هذه المباراة (أستراليا) ولكننا نتقدم إلى الأمام ونشعر بأننا أقوياء· ويضيف اللاعبون: لقد كانت هولندا قوية وتلعب جيداً، وهي الآن في بيتها·· أما نحن فروح القتال ساكنة بداخلنا حتى النهاية· ويقول بوفون حارس المرمى الإيطالي العملاق: لم أشعر من قبل أبداً بمثل هذا التلاحم والتوحد بين اللاعبين· أما صحيفة الايكيب فتعلق قائلة: هذه المجموعة من اللاعبين الإيطاليين تكونت في ظل المحنة والضرر حيث كانت تستعد لكأس العالم وسط ظروف لا يحتملها أحد حيث كانت هناك فضيحة الغش في المباريات والمراهنات السرية، التي لبدت سماء الكرة الإيطالية بالغيوم، ومست بشكل مباشر عدداً من لاعبي المنتخب بل والمدير الفني أيضاً· ظروف بالغة القسوة ومع ذلك نجح هذا الفريق ومدربه مارشيللو ليبي في أن يبتعدوا عن كل المؤثرات الخارجية ويصلوا إلى المباراة النهائية· وتعود الصحيفة إلى مارشيللو ليبي فتقول على لسانه: نحن في حاجة إلى أن نكون تحت ضغط دائماً لأننا نعرف كيف نستفيد من هذا الضغط ونستغله بشكل ايجابي، فالمعاناة والشعور بأننا وحدنا ضد الجميع هما المحركان والحافزان اللذان يدفعان الفريق إلى الأمام· وقارنت الصحيفة بين منتخب إيطاليا في عهد جيوفاني تراباتوني في كأس الأمم الأوروبية عام 2004 عندما توج توتي نجماً وقائداً للفريق فكان الفشل، وبيَّن مارشيللو ليبي الذي لا يعتمد على نجم بعينه وإنما يعتمد على قادة جدد للمجموعة، ليس بينهم نجم سوبر، وإنما هم مجموعة من الكوماندوز المقاتلين·· وجاتوزو، وبيرلو وكانافارو وبوفون وغيرهم، بينما لا مانع عنده أبداً في أن تجلس الأسماء الكبيرة الرنانة على دكة البدلاء (ديل بييرو وتوتي حيث لم يظهر أي منهما في هذه البطولة كنجم يخضع عليه الجميع) وإنما كانت النجومية في المجموعة ككل·· وهنا مكمن القوة والخطورة ايضاً· وفي ختام تعليق الصحيفة الفرنسية وتحليلها للمنتخب الإيطالي، نقلت تصريحاً لحارس المرمى بوفون قال فيه: الفوز بكأس العالم سيرسم البسمة على كل الوجوه·· وسيمسح أحزان كل الإيطاليين·· والفرصة والمناسبة التي نعيشها نادرة وقلما تتكرر، ولا يمكن لشيء أو أحد أن يفوّتها علينا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©