على مدار ثماني سنوات بذل حارس المرمى الالماني ينز ليمان مجهودات ومحاولات مضنية ليصبح حارس المرمى الاساسي للمنتخب الالماني وسنحت له الفرصة أخيرا في كأس العالم ·2006 والعروض القوية التي قدمها ليمان مع المنتخب الالماني على مدار المباريات الست التي خاضها الفريق في البطولة حتى الان وضربتا الترجيح اللتان صدهما أمام المنتخب الارجنتيني ليطيح به من دور الثمانية سببا في أن يصبح حارس المرمى الالماني أحد أبرز اللاعبين في البطولة الحالية·
والان ورغم وصول ليمان إلى القمة في مسيرته مع اللعبة فإنه لم يشارك مع الفريق في مقابلة المنتخب البرتغالي أمس في مباراة تحديد المركز الثالث بكأس العالم حيث سيترك الفرصة لزميله الكبير أوليفر كان للمشاركة في البطولة من خلال هذه المباراة· وسيكون ذلك كلفتة طيبة من ليمان خاصة بعد الاشادة التي وجدها من زميله أوليفر كان في مباريات البطولة خاصة بعد التصدي لضربتي جزاء ترجيحيتين أمام المنتخب الارجنتيني في دور الثمانية للبطولة·
وقبل وقت ليس طويلا كان الصراع دائرا بين أوليفر كان وينز ليمان وكان الهدف الاساسي لكل منهما هو حراسة مرمى المنتخب الالماني وتجنب الاحتكاك بالاخر· واشتعلت حرب التصريحات بينهما على صفحات الجرائد ولكن يبدو الان أن كلا منهما قد أخفى أسلحته التي أشهرها في وجه الاخر· ومن المنتظر أن تكون البطولة الحالية هي خط النهاية لكل منهما على الاقل فيما يتعلق بالمشاركات في كأس العالم بغض النظر عن إمكانية انتهاء مسيرتهما الدولية مع المنتخب الالماني· ولكن الوفاق بينهما قد يندرج أيضا تحت شعار البطولة ''حان الوقت لعقد الصداقات''·
وقدم ليمان 36 عاما عروضا قوية ومثيرة في البطولة الحالية لتكون تتويجا لعروضه التي قدمها أيضا مع ناديه أرسنال الانجليزي على مدار الموسم الماضي والذي كان مثيرا ولكنه انتهى بخيبة أمل لعدم حصول الفريق على أي لقب محلي وهزيمته أمام برشلونة الاسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا· وكان ليمان هو النجم الاول والبطل ضمن صفوف أرسنال في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا حيث تصدى لضربة الجزاء التي سددها الارجنتيني خوان رامون ريكيلمي نجم فياريال في المباراة بين الفريقين بهذا الدور ليطيح أرسنال بفياريال من البطولة ويتأهل للنهائي·
ولكن الحال تغيرت بالنسبة لليمان في المباراة النهائية أمام برشلونة الاسباني وتعرض اللاعب للطرد في وقت مبكر من المباراة ليستكمل أرسنال اللقاء بعشرة لاعبين فقط ويمنى بالهزيمة 2/1 وبعد العروض القوية التي قدمها ليمان في بطولة كأس العالم الحالية جاءت مباراة الدور قبل النهائي لتهدم أحلامه في الفوز بلقب البطولة مع منتخب بلاده حيث تلقت شباك ليمان هدفين في آخر دقيقتين من الوقت الاضافي للمباراة والذي لجأ إليه الفريقان بعد انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل السلبي·
ورغم ذلك شهدت المباراة أداء ''خاليا من العيوب'' من ليمان طبقا لوصف حارس المرمى المخضرم أوليفر كان الذي سادت علاقته بليمان منافسة شرشة على حراسة المنتخب الالماني في الفترة الماضية· ويرى ليمان أن هذه الاشادة من منافسه الكبير تمثل تعويضا كبيرا له عن خيبة الامل التي تعرض لها بخروج الفريق من الدور قبل النهائي للبطولة· وساهمت إشادة أوليفر كان في ألا تقتصر كأس العالم 2006 بألمانيا على أنها خيبة أمل لليمان·
ورغم أن ليمان ما زال يعاني من حسرة الخروج أمام إيطاليا في الدور قبل النهائي للبطولة بدأ اللاعب يدرك أن البطولة كانت تجربة العمر بالنسبة له·
وكان ذوبان الجليد في العلاقة بين أوليفر كان وينز ليمان من النقاط الايجابية التي خرج بها ليمان من هذه البطولة قبل أن يعود في الفترة المقبلة إلى صفوف أرسنال الانجليزي· وقال ليمان ''الهزيمة أمام إيطاليا أصبحت جارحة الان أكثر مما كانت عقب انتهاء المباراة مباشرة· وبعد أن شاهدنا المباراة الثانية في الدور قبل النهائي بين المنتخبين الفرنسي والبرتغالي أدركت بشكل أكبر الفرصة التي أهدرناها· '' وقال ليمان ''كنت قريبا من الفوز بلقب مرتين في الموسم الحالي·
في إشارة إلى اقترابه مع أرسنال للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ثم اقترابه مع المنتخب الالماني إلى الفوز بكأس العالم· وأضاف ''اقتربنا كفريق من الوصول إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي كان من الممكن أن نحسمها لصالحنا· ولكن بعد الهزيمة بهدفين في آخر دقيقتين بدأنا نسأل أنفسنا : لماذا ؟''· وأوضح ليمان ''لا أعرف الاجابة وقد أحتاج لبعض الوقت لاجدها· ولكن في عالم كرة القدم يكون الامل قائما دائما في أن تتحسن الاوضاع· وخاصة في أرسنال حيث نملك فريقا جيدا وهدفنا المباشر هو الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا مرة ثانية·
ويمتد عقد ليمان مع أرسنال حتى عام 2007 لكن اللاعب الالماني لا أي شيء عن مستقبله مع المنتخب الالماني بعد هذه البطولة وما إذا كان كلينسمان سيبقي عليه في حالة استمراره مديرا فنيا للفريق أم أنه سيلجأ للاستعانة بحارس مرمى شاب خلال الفترة المقبلة استعدادا لبطولة كأس الامم الاوروبية 2008 في سويسرا والنمسا·
ورغم هذه الشكوك وافتقاد ليمان للالقاب يستطيع ليمان استعادة ذكريات موسمه الرائع مع أرسنال في الموسم الماضي حيث يتمتع ليمان حاليا بشهرة واحترام لم يشعر بها سابقا في ألمانيا حتى عندما كان حارسا لمرمى بوروسيا دورتموند وشالكه الالمانيين·
وظل ليمان في الظل لمدة ثماني سنوات حيث كان الحارس الاحتياطي لاوليفر كان بل إنه كان الحارس الثالث للفريق في كأس العالم 1998 التي حرس فيها مرمى الفريق الالماني أندرياس كوبكه بينما كان أوليفر كان هو الحارس الثاني قبل أن يصبح أوليفر كان الحارس الاساسي للمنتخب الالماني في كأس الامم الاوروبية 2000 وكأس العالم 2002 ثم كأس الامم الاوروبية 2004 بالبرتغال· وجاءت كأس العالم 2006 بألمانيا لتؤكد على وجود ليمان كحارس أساسي للمنتخب الالماني·
وقال ليمان إن البطولة كانت القمة في مسيرته الكروية الطويلة· وأوضح ''لم ألعب في ألمانيا خلال السنوات الثلاث الماضية واندهشت من المشاعر والاحاسيس الصادقة والمرحبة من الجماهير تجاهي· إنها بطولة لا تنسى بالنسبة لي· '' وأضاف ''هذه المشاعر لم أواجهها من قبل وأنا فخور للغاية أنني مررت بهذه التجربة·
'' وما زالت هناك فرصة جديدة رغم غياب ليمان عن التشكيل الاساسي في مباراة البرتغال أمس لمواجهة هذه المشاعر من المشجعين مجددا حيث سيظهر الفريق الالماني أمام مئات الالاف من مشجعيه في العاصمة برلين للتعبير عن امتنانه بعد المساندة الحارة التي وجدها من المشجعين خلال البطولة·
عدد اليوم
