يلتقي السويسري روجيه فيدرر والاسباني رافايل نادال المصنفان اول وثانيا في العالم وجها لوجه للمرة السابعة اليوم في المباراة النهائية من بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الاربع الكبرى لكرة المضرب· واذا كان القاسم المشترك بينهما واحدا وهو الفوز باللقب الغالي، فان الدوافع والاسباب لا شك مختلفة او بالاحرى تقف على طرفي نقيض في المواجهة السابعة بين اللاعبين ضمنا في وقت مبكر مركزيهما في بطولة الماسترز التي تختتم الموسم الحالي والتي ستقام للعام الثاني على التوالي في مدينة شنغهاي الصينية من 12 الى 19 نوفمبر·
ويهتم فيدرر (25 عاما) الذي حقق امس فوزه السابع والاربعين على التوالي على الملاعب العشبية وهو (رقم قياسي) على حساب السويدي يوناش بيوركان 6-2 و6-صفر و6-2 وكان الاسرع والاسهل له في البطولة الحالية (17ر1 ساعة)، بان يعيد الاعتبار لنفسه بعد الهزائم المتكررة امام الشاب الاسباني (20 عاما) الذي يسعى بدوره الى تأكيد تفوقه على منافسه· ويهم فيدرر المتوج بخمسة القاب منذ بداية الموسم الحالي، ايضا ان يصبح ثالث لاعب يظفر بلقب هذه البطولة للمرة الرابعة على التوالي بعد الاسطورة الاميركي بيت سامبراس (1997-2000) والسويدي بيورن بورغ (1976-1980) الذي حطم السويسري رقمه القياسي (41) في عدد الانتصارات المتتالية على الملاعب العشبية·
ويهم فيدرر كذلك ان يرد الصاع صاعين على الملاعب المفضلة لديه لنادال الذي فاز عليه في نهائي رولان جاروس وحرمه بالتالي قبل نحو شهر من ان يصبح اول لاعب يحرز البطولات الاربع الكبرى خلال عام (12 شهرا) منذ 1969 حين توج بها جميعا الاسترالي رود لايفر للمرة الثانية بعد عام 1962 ويشاركه بهذا الانجاز الاميركي دونالد بادج (1938)· ويسعى فيدرر الى رفع رصيده الى 39 لقبا واضافة لقب كبير ثامن الى خزائنه التي تحتوي 7 كؤوس في البطولات الكبرى هي ويمبلدون (اعوام 2003 و2004 و2005) وملبورن الاسترالية (2004 و2006) وفلاشينج ميدوز الاميركية (2004 و2005)· والهم الاكبر لدى فيدرر هو ان يظهر للاسباني حجمه الطبيعي على الملاعب العشبية وان يؤكد له ان الانتصارات الستة التي حققها الاخير في المواجهات السبع المباشرة بينهما (4 منها هذا العام) غير قابلة للزيادة على هذه النوعية من الملاعب وان بلوغه النهائي الحالي قد يكون مجرد صدفة ليس اكثر·
في المقابل سيحاول نادال الذي بات اصغر لاعب يتأهل الى نهائي ويمبلدون بعد 20 عاما بعد الالماني بوريس بيكر عام 1986 واول اسباني منذ 40 عاما بعد مانولو سانتانا عام 1966 ان يؤكد تطور مستواه على الارض العشبية والذي ظهر واضحا من مباراة الى اخرى بعد ان كان على وشك الخروج من الدور الثاني قبل ان يفوز على الاميركي المغمور روبرت كيندريك بصعوبة بالغة 6-7 (4-7) و3-6 و7-6 (7-2) و7-5 و6-4 واذا كان فيدرر على بعد فوز واحد من دخول التاريخ كثالث لاعب يحرز اللقب للمرة الرابعة، فان الوضع مشابه بالنسبة لنادال الذي هو ايضا على بعد فوز من تسجيل اسمه كاول لاعب يحقق الثنائية رولان جاروس وويمبلدون منذ 26 عاما حين احرزها السويدي بيورن بورج عام ·1980 وتجدر الاشارة الى ان تاريخ البطولات الكبرى المفتوحة منذ اعتمادها في العام 1968 لم يسجل ابدا قبل هذا العام ان التقى لاعبان في نهائي بطولة رولان جاروس ثم تواجها ايضا في نهائي ويمبلدون، ما يؤكد قوة اللاعبين وسيطرتهما على منافسات الكرة الصفراء·
لكن الترشيحات تصب هذه المرة في خانة السويسري الذي بلغ الدور النهائي لخامس بطولة كبرى على التوالي في انجاز هو الاول من نوعه لم يسبقه اليه احد منذ اعتماد نظام البطولات المفتوحة (1968)، وبلغ النهائي السادس عشر في البطولات والدورات الـ16 الاخيرة التي شارك فيها· وتعكس تصريحات اللاعبين هذه التوقعات حيث اكد نادال بعد فوزه على القبرصي ماركوس بجداديس المصنف في المركز الثامن عشر 6-1 و7-5 و6-3 في نصف النهائي امس في ساعتين ونصف الساعة، ان فيدرر ملك الملاعب العشبية وقال: ''فوجئت ببلوغي النهائي لكنها نتيجة طيبة بالنسبة الي وانه من اجل الفوز على روجيه يجب ان العب افضل مباراة في حياتي ويجب ان يصاب هو بالتوتر، واذا لم يتحقق ذلك فسأكتفي بالصحن (الذي يمنح للوصيف) وستكون الكأس من نصيبه''· وتابع ''انا اخاف دائما من فيدرر على جميع الملاعب فهو الافضل في العالم واعرف اني ادنى منه مستوى· وان بلوغي النهائي هنا هو اصعب بالنسبة الي من احرازي لقب بطل رولان جاروس، وهذا يدل على تحسن مستوى اللاعبين الاسبان على الملاعب العشبية''·
من جانبه، قال فيدرر بعد تأهله ''كنت اود ان العب مع بجداديس الذي قدمت معه مباراة قوية وكبيرة في نهائي بطولة استراليا المفتوحة، لكن بالتأكيد لدي رغبة جامحة بلقاء نادال بعد الهزائم المتتالية امامه في الاشهر الاخيرة في النهائي، لا اتوقع مباراة دون مشاكل ودون كسر ارسال الضغط سيكون اكبر وانا متأكد ان علي ان ابذل جهدا كبيرا وان اقاتل اكثر على كل كرة من اجل تحقيق الفوز''·
عدد اليوم
