تصاعدت المعارك العنيفة بين الميليشيات الليبية حول مطار طرابلس الدولي وفي بنغازي أمس مع تحديد المؤتمر الوطني العام الرابع من أغسطس موعدا لتسليم السلطة إلى البرلمان الجديد الذي انتخب في 25 يونيو الماضي.
وقالت مصادر أمنية «إنه على الرغم من النداء العاجل الذي وجهته الحكومة الانتقالية من اجل وقف فوري للمعارك ليتاح للسلطات مساعدة المدنيين في طرابلس، إلا أن المواجهات تكثفت بين الميليشيات المدعومة من كتائب مصراتة وكتائب الزنتان التي تسيطر على المطار.
وقال شهود عيان «إن دوي انفجارات سمع من وسط العاصمة بينما ارتفعت أعمدة من الدخان».
وأصيبت خزانات تزود طرابلس بالوقود بقذيفة في الاشتباكات مما أسفر عن اندلاع حريق هائل قرب المطار.
وقد تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على ألسنة النيران المتصاعدة من الخزانات.
وقال محمد فرحات احد سكان المنطقة «إن صواريخ سقطت على مساكن وعددا كبيرا من العائلات تهرب من المعارك»، وأضاف أن منزله الواقع على طريق المطار أصيب بصاروخ.
وتسببت المواجهات بسقوط 47 قتيلا على الأقل و120 جريحا منذ اندلاعها في 13 يوليو، إضافة إلى اضرار في المطار وفي 12 طائرة لشركات طيران ليبية بينها ثلاث دمرتها النيران.
وقال مصدر ملاحي «إن الخسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات».
وفي بنغازي حيث قتل 43 شخصا على الأقل، في تصعيد لأعمال العنف هذا الأسبوع، قتل 5 جنود على الأقل في هجوم انتحاري مزدوج استهدف قاعدة عسكرية للجيش الليبي في بنغازي، وقال مسؤول عسكري رافضا كشف هويته «إن الهجوم نفذه انتحاريان واستهدف ثكنة للقوات الخاصة في الجيش الليبي في حي بواتني».
إلى ذلك، اعلن المؤتمر الوطني العام على موقعه الإلكتروني انه حدد الرابع من أغسطس موعدا لتسليم السلطة إلى البرلمان الجديد الذي انتخب في 25 يونيو.
وقال القرار الذي وقعه رئيس المؤتمر نوري ابو سهمين «يحدد يوم الاثنين 4 أغسطس موعدا للتسلم والتسليم بين المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب المنتخب للمرحلة الانتقالية».
وسيقرر مكان المراسم وتاريخ الجلسة الأولى للبرلمان في وقت لاحق.
وسيكون مقر المؤتمر الوطني العام الجديد في بنغازي، وفق قانون تبناه البرلمان السابق في طرابلس.
من جهتها، دعت الحكومة المؤقتة جميع الأطراف المتقاتلة في طرابلس حول المطار وعدة أماكن من المدينة إلى وقف فوري لإطلاق النار حفاظا على سلامة المدنيين ومقدرات الشعب الليبي، بما يفسح المجال لعمل اللجنة المكلفة من الحكومة بإيصال الخدمات والمساعدات لأهالي منطقة قصر بن غشير وتسريع عمليات التزود بالوقود للمحطات بطرابلس.
وأوضحت في بيان أن وقف إطلاق النار سيفتح جهود التواصل والفرصة لنجاح التوفيق بين كل الأطراف لإنهاء الأزمة وحقن دماء شباب ليبيا في هذه الأيام.
وأكدت أن الكل سيتحمل مسؤوليته أمام القانون والشعب والتاريخ في استمرار هذا الاقتتال وما سيجره على البلاد والعباد من مآس واضطراب، وأن كل من يتمادى ويستمر في هذا الاقتتال والدمار سوف يكون عرضة للاتهام والمساءلة ويتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية».
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في طرابلس بالاعلان عن النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب في ليبيا ودعت إلى تكثيف الجهود والاتفاق على حل سياسي للازمة.
وثمنت الدور الوطني المهم الذي لعبته المفوضية خلال الانتخابات، معربة عن تقديرها للعمل المهني الذي قامت به في ظروف بالغة الصعوبة.
وأشارت إلى تطلعها لالتئام البرلمان الجديد في أقرب فرصة ممكنة، داعية إلى ضمان أفضل الشروط لانتقال السلطة إليه من المؤتمر الوطني العام.
وذكرت ببيان مجلس الأمن الأخير الذي أكد ضرورة مواصلة العملية السياسية الانتقالية والوقف الفوري للأعمال العسكرية والى تكثيف الجهود في سبيل الاتفاق إلى حل سياسي للازمة الراهنة وتجنيب ليبيا المزيد من الخسائر والعنف والفوضى.
(طرابلس - وكالات)
عدد اليوم
