الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا.. والأدوار العسكرية الفرنسية

أفريقيا.. والأدوار العسكرية الفرنسية
24 يوليو 2014 01:51
اصطف عازفو الموسيقى والنساء اللائي رددن الأغنيات على امتداد طريق طوله عشرة كيلومترات من مطار نيامي في استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في زياراته للنيجر يوم 18 يوليو الماضي. لكن الجيش الفرنسي احتفل بقدوم الرئيس بطريقته الخاصة حيث أطلق طائرة من دون طيار فوق موكبه. والطائرات التي بلا طيار وطائرات ميراج في القاعدة الجوية في النيجر من العناصر الرئيسية في إعادة هيكلة القوات الفرنسية عبر المنطقة المضطربة في الحافة الجنوبية للصحراء، التي يهدد فيها إسلاميون متشددون الحكومات المحلية والمصالح الاقتصادية الفرنسية. وقال «أولاند» للجنود الفرنسيين في تشاد في اليوم التالي: «عندما يتعرض الساحل لتهديد تتعرض أوروبا وفرنسا لتهديد. . هناك الكثير من التهديدات في جميع الاتجاهات» في إشارة إلى الجماعات التي تتبنى نهج «القاعدة» في مالي وبوكو حرام في نيجيريا والجماعات المختلفة التي تنتهز فرصة انعدام القانون في الصحراء في جنوب ليبيا. وبالإضافة إلى تعزيز التجارة الفرنسية، استغل الرئيس رحلته التي استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي في ساحل العاج والنيجر وتشاد كي يدعم الروابط بهذه الدول. وبدءاً من الأول من أغسطس ستنظم قوات الجيش الفرنسي التي تستضيفها هذه الدول الثلاث في مهمة جديدة وهي «عملية البرخان». والبرخان هو كثيب رملي يأخذ شكل الهلال. وأخدت القوات الفرنسية قواعدها في تشاد منذ عام 1986 لتساعد الحكومة في قتال المتمردين في الشمال الذين كانوا في ذاك الوقت يتلقون دعما من ليبيا. وأرسلت فرنسا قوات إلى مالي في يناير عام 2013 لدحر متشددين إسلاميين وإلى جمهورية أفريقيا الوسطى في ديسمبر للتصدي للعنف الطائفي. وجميعها مستعمرات فرنسية سابقة نالت استقلالها في ستينيات القرن الماضي. ويعتقد «بنيامين عوجه»، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ومقره باريس أن «لا أحد آخر يستطيع التدخل في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى لأن لا أحد آخر لديه مثل هذا الكم من الخبرة في هذه الدول». وفي الأول من أغسطس المقبل سيتولى الجنرال «جان بيار بالاسيه» الذي كان يقود العمليات الفرنسية في ساحل العاج وأفغانستان، القيادة في عملية «البرخان» ليجمع تحت إمرته المهام المحددة سابقاً في تشاد ومالي. وستدار العملية التي سيشارك فيها ثلاثة آلاف عسكري من قاعدة فرنسية خارج إنجامينا، عاصمة تشاد، التي يوجد بها فيما يعتقد أفضل القوات العسكرية فعالية في المنطقة. وستطلق قاعدة خارج نيامي طائرتين من دون طيار من طراز «جنرال آتومك ريبر» وطائرة «هارفونج» إسرائيلية الصنع لتوفير المراقبة. وستتخذ ثلاث طائرات مقاتلة من طراز «رافال» قاعدة في تشاد. وستتخذ ثلاث طائرات أخرى من طراز «ميراج» قاعدة في النيجر. ومازال هناك 1700 جندي فرنسي آخرين في مالي وهم القوة المتبقية من عدد بلغ ذروته عند 4500 جندي . وهناك أيضاً قاعدة للقوات الخاصة في «بوركينافاسو» لم يقدم عنها الجيش الفرنسي تفاصيل. وسيكون لعملية «البرخان» قواعد عمليات متقدمة في شمال مالي والنيجر وتشاد. وذكر أولاند «بدلا من وجود قواعد كبيرة من الصعب إداراتها في أوقات الأزمة نفضل المنصات التي يمكن استخدامها بسرعة وبكفاءة». وهناك ألفا جندي فرنسي في جمهورية أفريقيا الوسطى يمارسون مهمة إنسانية ولا يشاركون في عملية لمكافحة الإرهاب ولن يشاركوا في عملية «البرخان»، ولن يشارك في العملية أيضاً 450 جندياً في ساحل العاج سيديرون قاعدة دعم في العاصمة أبيدجان. وذكر تقرير صادر في الرابع من فبراير من معهد أميركان انتربرايز، الذي يتخذ من واشنطن مقرا أنه منذ عام 1990 شاركت القوات المسلحة الفرنسية في أكثر من 20 عملية أفريقية تضمنت رواندا والصومال والكونغو الديمقراطية وجزر القمر والكاميرون. وساعدت الولايات المتحدة في نقل القوات الفرنسية جوا إلى مالي وهي تدعم تواجدها الأفريقي. فهناك طائرات أميركية بلا طيار تخرج من النيجر وبوركينافاسو والولايات المتحدة تدرب أفراد الجيش في مالي وموريتانيا والنيجر. وزار وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان واشنطن في يناير ليعرض الانتشار الفرنسي المزمع في أفريقيا، كما أن للجيش الأميركي ضباط اتصال في القواعد الفرنسية في أفريقيا. ولفرنسا مصالح اقتصادية في المنطقة. ووقعت شركة أريفا أكبر شركة لبناء المفاعلات النووية في مايو اتفاقاً جديداً مع النيجر لمواصلة إدارة مناجم اليورانيوم. وتحصل فرنسا على نحو 75 في المئة من حاجتها إلى الكهرباء من الطاقة النووية. والنيجر هي رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم. على صعيد آخر، فإن شركة «بولورا أفريقيا لوجيستكس» التابعة لمجموعة «بولور» الفرنسية القابضة، تدشن خط سكة حديد بطول 2500 كيلومتر يربط بين النيجر وبوركينافاسو، ويصل ميناء في أبيدجان. وقال «أولاند» إن عملية «البرخان» ستعمل عن كثب مع القوات الأفريقية المحلية كما فعلت في تدخلها في مالي، حيث قاتلت القوات الفرنسية إلى جانب قوات من النيجر ومالي. ويقول الجيش الفرنسي إن البلدات والطرق الرئيسية في مالي خاضعة للسيطرة حالياً رغم استمرار نشاط المتشددين في الشمال. وقال «أولاند» في مؤتمر صحفي عقد يوم 19 يوليو مع الرئيس التشادي أدريس ديبي «دون دعم الجيش التشادي في مالي ما كان لنا أن نحقق ما أحرزناه من نتائج». وفقدت تشاد 36 جندياً في مالي، وفقدت فرنسا تسعة جنود. وقال «أولاند» إن زعماء النيجر وتشاد عبروا عن بالغ قلقهم من الفراغ في السلطة في جنوب ليبيا التي وجد فيها إسلاميون مسلحون وتجار مخدرات ملاذاً. قال «أولاند» في تشاد «هناك قلق خاص بشأن ما يحدث في جنوب ليبيا مع الأخذ في الاعتبار كل ما نعرفه عن عدم الاستقرار وضعف الدولة هناك». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©