الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشارقة.. عاصمة المسرح العربي

الشارقة.. عاصمة المسرح العربي
5 يوليو 2012
مطلع الاسبوع الماضي، أعلنت الهيئة العربية للمسرح، التي وجه بتأسيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في اكتوبر2007 ، فتح باب المشاركة في المنافسة على الدورة الثانية من “جائزة الشيخ سلطان القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي للعام 2012” على أن تنتهي مهلة التقدم للمنافسة في العاشر من اكتوبر المقبل. وستشكل الهيئة لجنتين تعمل الأولى منهما على فرز الأعمال وإجراء تصفية لأفضل سبعة أعمال تتنافس في المرحلة النهائية وتحدد اللجنة الثانية العمل المستحق الجائزة من خلال معاينتها العروض السبعة حين تقدم في إطار فعاليات “مهرجان المسرح العربي” الذي تنظمه الهيئة في يناير القادم. لمناسبة إطلاق الدورة الثانية لهذه الجائزة، استطلع “الاتحاد الثقافي” عدداً من المسرحيين من مصر وسوريا والعراق وليبيا والأردن، حول وقع هذه الجائزة (مقدارها مئة ألف درهم إماراتي) على الساحة المسرحيّة العربيّة. ومن المعروف أن الدعم الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة وصل إلى سائر العواصم العربية تقريباً، بخاصة في المجال المسرحي، وقد كرم سموه العديد من رواد المسرح العربي على مدى السنوات الماضية من خلال “جائزة الشارقة للابداع المسرحي العربي” التي تمنح سنوياً لمسرحي عربي قدم عطاء متصلاً في سائر فنيات العرض المسرحي. وبحسب بعض المستطلعين هنا فقد تحولت إمارة الشارقة إلى “عاصمة دائمة للثقافة العربية” فهي تنشط على مدار العام في تنظيم الفعاليات الثقافية عبر “دائرة الثقافة والإعلام” التي تستقطب مئات الأسماء الأدبية والفنية والاعلامية العربية؛ وفي هذا السياق اطلقت الهيئة العربية للمسرح السنة الماضية مسابقة “جائزة الشيخ سلطان القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي” لتكون رافعة قوية للجهود المسرحية المبدعة والمبتكرة. صدى وصدارة وقياساً على دورة السنة الماضية فلقد كانت الجائزة سببا في ان تتعرف الساحة المسرحية العربية على اسم المخرجة والمؤلفة التونسية مريم بوسالمي وفريق عملها التونسي؛ فالفنانة الشابة ما كانت ستبرز وتشتهر في وسائل الإعلام المختلفة لولا نجاحها في تقديم عرض مسرحي مميز وهو “الزهايمر” الذي استحق تقدير لجنة التحكيم وظفر بالجائزة. بوسالمي لم تدرس المسرح في المعهد المسرحي الذي يعتبر المصدر الأساسي للمشتغلين في المسرح التونسي، لا سيما في السنوات الأخيرة، ولكنها انتسبت إلى ورش مسرحية عدة نظمها المختبر الذي يشرف عليه المخرج المعروف عز الدين قنون، وذلك بعد دراستها القانون؛ ومع فوزها بالجائزة تجاوزت بوسالمي مشكلات عديدة تعيق التجارب المسرحية الشابة في تونس بخاصة من ناحية التمويل؛ وبالنسبة لمراقبين كثر فإن الشابة التونسية ربما كانت ستنتظر طويلاً حتى تُعرف خارج تونس لولا فوزها بالجائزة، فهي من بلاد معروفة بحراكها المسرحي الكثيف والنوعي والمليء بالتجارب الرائدة المرتبطة باسماء مثل توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي ومحمد إدريس وقنون وسواهم. اذاً، انتقلت الجائزة بالمخرجة المسرحية المغمورة، إن جاز القول، إلى صدارة المشهد وهي مكنتها من تقديم عرضها لمرتين متتاليتين في عمان والشارقة، خلال فترة قصيرة، حصدت بعدهما أصداء صحفية ونقدية ملفتة؛ مع العلم ان الهيئة العربية للمسرح كانت تكفلت بنفقة فرقة بوسالمي في الرحلتين (الاردن والإمارات) كما تكفلت بنفقات العروض الأخرى المشاركة في المسابقة. ومما لا شك فيه ان القيمة المادية للجائزة ساعدت بوسالمي وفرقتها في الاعداد لمشاريع مسرحية مقبلة. وبحساب بسيط، يتوضح الفرق الذي تحقق بفضل حضور هذه الجائزة على المشهد المسرحي العربي؛ إذ طرحت آراء عديدة حول العروض المشاركة ولجنة التحكيم والمعايير التي اعتمدت للفرز بين المسرحيات المشاركة، كما قُرأ العمل الفائز نقدياً وطرحت تساؤلات عدة حول قيمته قياساً إلى ما تشهده البلاد العربية من تحولات؛ بالمجمل تحرّك المجال المسرحي العربي وانشغل بالاسئلة المتعلقة به، أي بما يطوره ويرتقي بامكاناته الفنية والجمالية! ويمكن الكلام عن جديد أضافته جائزة الشيخ سلطان القاسمي لافضل عرض مسرحي، جائزة الجوائز المسرحية، كما وصفها مرة اسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية، فها هي الساحة المسرحية العربية تستعيد ما فقدته في السنوات الأخيرة، وها هم أهل المسرح في المشرق والمغرب يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم حتى يصلوا بتجاربهم إلى منصة هذه الجائزة الوليدة، وفي ذلك ما يدل بالطبع على عمق رؤية الشيخ سلطان وعلى شغفه بالمسرح وايمانه به كوسيلة لنهوض المجتمع وتقدمه. ولقد نجحت الهيئة العربية للمسرح في الوصول بخبر المسابقة إلى أوسع نطاق، وهو ما تدل عليه النسبة العالية من طلبات المشاركة التي ارسلت إليها السنة الماضية إذ وصلت إلى 74 طلباً، وقد اعتمدت “الهيئة” وسائل عدة للتواصل مع اصحاب طلبات المشاركات من بينها “ الانترنت” إضافة إلى مندوبيها في العواصم العربية. المستوى أولا ولعل من اللافت في حيثيات هذه الجائزة انها لا تعتمد تمثيلاً جغرافياً في اختيارها العروض السبعة التي تصل إلى الجزء الأخير من المسابقة؛ فالفيصل هنا هو مستوى العرض المسرحي وليس نسبته لبلد ما؛ ولكن ثمة مساحة لمشاهدة عروض مسرحية أخرى غير المتنافسة على الجائزة، وهي الأخرى يتم انتخابها من لجنة تحددها الهيئة العربية للمسرح لتعرض بوصفها عروض مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة منذ خمس سنوات وهو بلا جوائز. وبمناسبة الحديث عن الجوائز لابد من الاشارة إلى ان العديد من المهرجانات المسرحية العربية المعروفة أوقفت تقليد منح الجوائز للعروض المتميزة، وبدأ الأمر مع مهرجان أيام قرطاج المسرحية الذي قرر سنة 2008 وقف العمل بهذا التقليد، وأعقبه مهرجان دمشق للفنون المسرحية، والإيقاف شمل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برمته إذ ما عاد هناك مهرجان بهذا الأسم! من هنا، باتت الشارقة هي المدينة العربية الوحيدة التي تحتفي بما يبتكره أهل المسرح وتقابل كل لمحة مبدعة منهم بجائزة مقدرة تؤكد ابداعاتهم وتزيد من حافزيتهم وفعاليتهم نحو مزيد من الإبداع. إذاً، يترقب الجميع الآن فرصة جديدة مع هذه الجائزة التي ستعلن في يناير المقبل في إطار مهرجان المسرح العربي، ولكن كيف كان وقع الدورة الأولى وما الذي ينتظره المسرحي العربي في الدورة الثانية، وهل من اقتراحات أو ملاحظات.. هذه هي الاسئلة التي توجهنا بها إلى المسرحيين العرب فجاءت افاداتهم كما يلي: الفلاح: تراكمات وتقاليد يقول الكاتب والمخرج والناشر المسرحي الليبي علي الفلاح: لا يختلف اثنان على الجهد المهم والمتميز الذي يبذله الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في سبيل النهوض بالمسرح العربي، والسعي الدؤوب من أجل تعميق الوعي بأهمية المسرح كمنتج رئيس في الحياة الثقافية العربية التي تمر في المرحلة الراهنة بمنعرجات معقدة قد تفضي إلى مواجهات على أكثر من صعيد فكري وعقائدي وجمالي في خضم المتغيرات الناجمة عما يتمخض عنه الصراع فيما بات يعرف بـ(الربيع العربي)، هذا الربيع الذي بدأ يفرض واقعا (سياسيا، اجتماعيا، ثقافيا) محملا بالأسئلة حول الوجود المسرحي ودوره. ويضيف: الجائزة تكتسب أهميتها من كونها جائزة تنصب في جوهرها على تكامل الصنعة المسرحية (العرض). كما إن استحقاقها يأتي في إطار التجويد المسرحي بمرجعيات مسرحية خالصة، بعيدا عن الاتكاء على المرجعيات الخارجة عن متون الصنعة المسرحية. أما عن أثر هذه الجائزة في ظل الضعف “الذاكري” المسرحي العربي وغياب التقاليد المسرحية الرصينة، فمن الانصاف مراعاة أن هذا الأثر لا يتعين إلا بعد تواصل منح هذه الجائزة بمعاييرها المسرحية المستمدة من تنويعات المشهد المسرحي العربي على اختلاف مشاربه ومناهجه وبيئته، مما يجعل لها تراكما يخلق تقاليدها مع الزمن ويشغل حيزا في الذاكرة المسرحية العربية ويحدد بالتالي آليات عملها كأثر مسرحي عربي موسمي يحفز على الإبداع والابتكار، وكمحطة دالة على لحظات متميزة في الحراك المسرحي العربي. عليان: إعادة بناء ويقول مدير مهرجان المسرح الحر في الاردن علي عليان: في واقع الأمر من الصعب الحكم على نجاح الفكرة في سنتها الأولى، فالتجارب تحتاج إلى عدد من المرات حتى تأخذ مداها وتتطور وتتعلم من الأخطاء لتكون حالة متكاملة كقيمة معنوية تحمل نبل الفكرة وأهميتها، كونها تحمل اسما كبيرا وعلما مثقفا عربيا واعيا لأهمية دور المسرح في بناء المجتمع والإنسان، وهو على رأس هرم السلطة وهذه مسألة متفردة تماما. ويتابع: ان العروض المسرحية العربية المتنافسة للحصول على الجائزة تخضع إلى “فلترة” لتعرض ضمن مهرجان الهيئة العربية للمسرح، ومن ثم يتم التنافس داخل المهرجان للحصول على الجائزة وهذا يؤدي إلى الإرباك والى الاجهاد في آلية الاختيار حسب معايير قد تكون غير مرضية للجميع، لهذا أرى أن الجائزة هي قيمة بحد ذاتها فينبغي فصلها عن مهرجان الهيئة لتكون مشروعا قائما متفردا لإعطاء السمة حقها لما تحمله من فكر متنور يجول اقطار العالم العربي، وإلا لما اختلف مهرجان الهيئة عن المهرجانات الرسمية العربية سوى بمنحه جائزة واحدة وان كان المهرجان ايضا بحاجة الى اعادة بناء ليكون مختلفا عن المهرجانات الأخرى، اما اهمية الجائزة فانها تنبع من أهمية مانحها كقيمة معرفية غطت مساحة الوطن العربي منجزا ابداعيا حقيقيا خلاقا جابت نواحي الناس المقهورين وانعكست ايجابا على الدعم المسرحي لهؤلاء الناس كون المسرح للناس. السيد: مهرجان للجائزة ويقترح سباعي السيد مدير موقع “المسرح دوت كوم” في مصر إنشاء مهرجان مسرحي تحت مسمى مهرجان جائزة سلطان القاسمي للإبداع المسرحي تُقدم خلاله أفضل العروض المرشحة للجائزة، مما يكسب الجائزة زخماً أكبر، ويُكسب الشارقة مهرجاناً مسرحياً عربياً، يضاف إلى ما تحفل به فعلاً من تظاهرات ثقافية ومسرحية، ويتشكل من أفضل العروض التي قدمت خلال العام المنصرم. ويقول: لعلي لا أضيف الكثير هنا إذا تحدثت عن الدعم الكبير والرعاية التي يوليها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة للمسرح، فقد تحولت الشارقة بفضل إيمانه بالمسرح ودوره، وما منحه إياه من الرعاية والدعم إلى مركز إشعاع مسرحي، بما تحفل به من مهرجانات ومؤتمرات ومسابقات مسرحية، واحتضانها للهيئة العربية للمسرح التي يعلق عليها المسرحيون العرب آمالا كبيرة في دعم المسرح العربي وتعزيز دوره في الحياة الثقافية العربية. وفي هذا السياق تأتي الجائزة تتويجاً لهذه الجهود المحمودة، بما تمثله من تشجيع للمسرحيين العرب على الاستمرار في تقديم إبداعاتهم، والارتقاء بأعمالهم المسرحية، مما نأمل أن يكون له أثره الإيجابي على الحياة المسرحية. الحايك: عاصمة المسرح ويعتبر الكاتب المسرحي السعودي عباس الحايك، أنه لأي جائزة مخصصة لاختيار أفضل عمل إبداعي في أي مجال قيمتها، فهي بطبيعتها مكافأة تشجيعية للانجاز وتواصل الإبداع والتنافس بين المبدعين، والشارقة مدينة دائمة للثقافة العربية وهبها الله حاكما مثقفا يعي أهمية الثقافة في تربية الشعوب وتحضرهم، فاستثمر هذه الخصوصية ليطلق جوائز ثقافية في شتى المجالات الثقافية، ومنها المسرح، وأهم هذه الجوائز جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي، التي تعد متنفسا مهما للمسرحيين العرب للتنافس والابتكار وتقديم عروض إبداعية لما للجائزة من مكانة ومن قيمة نوعية ومادية، فالعرض المتحصل على الجائزة ستكون له جواز مرور للعرض في مهرجان بمكانة مهرجان الشارقة المسرحي الذي لم يتنازل حتى الآن عن النوعية في العروض وفي ندواته الفكرية التي تتناول قضايا المسرح. ويضيف: أجزم بأن كل فرقة مسرحية عربية تتطلع للحصول على هذه الجائزة، التي سيكون من أهم منجزاتها أنها ستكشف عن مواهب وإمكانات وتجارب مسرحية بعيدة عن ضوء الاعلام وعن فرص المشاركات في مهرجانات خارج نطاق محلية هذه الفرق، خاصة تلك التجارب الشبابية التي لم تحظ بفرص، إضافة إلى أن الانشغال بالتجديد في المسرح سيكون هو الهاجس الأول للمسرحيين العرب، وهذا ما سيجعل عجلة المسرح في دوران دائم لا تستكين ولا تتوقف، ما دامت ثمة مكافآت تنتظر المبدعين. الشارقة بكل ما تقدمه للمسرحيين عمدت ذاتها عاصمة للمسرح العربي، وعاصمة المسرحيين ومآل الابداع المسرحي. علي: شبيهة بـ «البوكر» ويقول الناقد المسرحي العراقي عواد علي: جاءت جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي تتويجاً لجملة من المبادرات والرعاية الكريمة التي شمل بها هذا الحاكم المستنير، المحب للمسرح والمنغمس فيه، المسرحيين العرب. وأرى أن الجائزة لا تكمن أهميتها في قيمتها المادية بقدر ما تكمن في جانبها المعنوي، فإذا نظرنا إلى المعايير والشروط التي تُمنح الجائزة بموجبها نجد أنها سيكون لها أثر كبير في تحفيز المشتغلين في المسرح العربي على إنتاج أعمال مسرحية ذات مستوى إبداعي متقدم جمالياً وفكرياً من ناحية، وتحمل مقاربةً دراميةً لقضايا الإنسان العربي وهمومه وأحلامه، وتتوافر على تكامل وابتكار في العرض المسرحي تأليفاً وإخراجاً وأداءً وعناصر فنية أخرى. وقد تأكدت هذه المعايير في الدورة الأولى للمسابقة حين منحت لجنة التحكيم الجائزة للعرض التونسي “مرض زهايمر”، الذي لم يختلف اثنان على تميزه إبداعياً، ومقاربته لقضية جوهرية يعاني منها ملايين العرب هي التهميش المتعمد الذي تمارسه السلطة العقيمة. ويعتقد علي بأن هذه الجائزة سيكون لها في الدورات المقبلة أثر شبيه بأثر جائزة البوكر للرواية العربية، التي حفّزت الكثير من الروائيين العرب على كتابة رواياتٍ متطورةً، وزادت من اهتمام القراء والناشرين بهذا الجنس الأدبي. خميس: التطور والتنافس ويعتبر رئيس اللجنة العليا للنصوص بالبيت الفنى للمسرح في مصر احمد خميس، إن مبادرة الشيخ سلطان القاسمي لاقامة مسابقة مسرحية بين العروض العربية لاختيار افضل عرض، تعد مبادرة جادة وداعمة، في اتجاهي التطور والتنافس. واظن ان مبدعي المسرح العربى ينظرون اليها الآن باعتبارها طوق نجاة لأعمالهم التى يريدون لها ان تكتسب حيوات جديدة. ولما كانت المهرجانات العربية الكبيرة قد اهملت من قبل الدول العربية ومؤسساتها المعنية بفن المسرح، فإن الدور الذى يقوم به الشيخ الدكتور سلطان القاسمي انما هو دور عبقري يحاول ان ينهض بتلك العروض ويعطيها قبلة الحياة التي تستحقها. ويتمنى خميس ان تدعم مجلة المسرح التي تصدر من الامارات هذه العروض، بطبع اسطوانات توزع مع عدد المجلة الصادر بعد مهرجان أيام الشارقة المسرحية لتوسع من نطاق مشاهدتها. جان: مكانة هامة ويقول جوان جان رئيس تحرير مجلة” الحياة المسرحية” السورية: في العنوان العريض للموضوع تبدو الجوائز التشجيعية والتقديرية التي تمنحها جهات عامة وخاصة في بلدان عربية عاملاً محرّضاً ومشجعاً للمسرحيين تحديداً، ولكل العاملين في مجال الإبداع الفني والأدبي عامةً على تقديم المزيد من الجهد المبدع لتطوير ذواتهم وأدواتهم والأخذ بيدهم لتجاوز كافة الصعوبات التي قد تعترض طريقهم، سواء كانت هذه الصعوبات ذاتية أم موضوعية. وباعتبار أن الشارقة كانت قد احتلت في السنوات الأخيرة مكانة هامة على صعيد الثقافة العربية ونشر الوعي وتنمية الذائقة الجمالية عند المواطن العربي فإن الجوائز التي تمنحها تكتسب زخماً إضافياً ناتجاً عن القيم المعنوية لهذه الجوائز التي إن دلّت على شيء فإنما تدل على ما تحتله الثقافة عامة، والمسرح خاصة من اهتمام على أعلى المستويات، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على مجمل الحياة الثقافية الخليجية والعربية. ويضيف: إن الجائزة المخصصة للعرض المسرحي العربي الأفضل تبدو على غاية من الأهمية في ظل تدهور الحركة المسرحية العربية، وخاصة بعد الفوضى التي شهدتها بعض البلدان العربية في السنتين الأخيرتين، هذه الفوضى التي أثّرت أول ما أثّرت على الحركة الثقافية في هذه البلدان فهمّشتها وجعلت مبدعيها في مرمى الخطر المباشر فيما إذا عبّروا عن رأيهم صراحةً تجاه هذه الفوضى. الناجي: ليست يتيمة ويقول الناقد والكاتب المسرحي المغربي سعيد الناجي: بإطلاقه جائزة أفضل عرض مسرحي للموسم في العالم العربي يمكننا القول بكل اطمئنان إن الشيخ الدكتور سلطان القاسمي قد أصبح المحرك الأكثر فعالية للبركة الآسنة للمسرح العربي، ودافعا له لكي يخوض غمار التنافس على امتداد الوطن العربي، وهو ما فشلت في تحقيقه عدد من المؤسسات التي انشغلت بدعم الفنون ومن بينها المسرح. وطبعا فالجائزة ليست يتيمة، ولا يمكن النظر إليها دون البرامج الأخرى التي تهدف إلى إثراء الحركة المسرحية العربية، سواء من خلال دائرة الثقافة والإعلام التي تنظم أيام الشارقة المسرحية، والتي أصبحت محطة أساسية من محطات التبادل المسرحي العربي، إضافة إلى الفعاليات والملتقيات والندوات التي تنظمها، أو من خلال الهيئة العربية للمسرح التي تعمل في اتجاه تأهيل الممارسة العربية للمسرح، ويمتد أثرها في الجسد المسرحي العربي. ويضيف: للجائزة معنى خاص، وأثر مباشر ينعكس على الفرقة الفائزة، وتقدم إشارة قوية على العمل المسرحي المبدع، خاصة وأننا نعيش فقرا رهيبا على صعيد مكافأة المبدعين على عملهم المسرحي في العالم العربي. وفي العمق، تربط الجائزة بين المسرحيين العرب وخاصة بين الفرق والمخرجين والممثلين، هؤلاء الذين يعملون في جزر صغيرة لا يعرف أحدهم طبيعة اشتغال الآخرين. وإذن فالجائزة تملك أبعادا متعددة، من دعم المسرح العربي إلى تحقيق تواصل بين المسرحيين العرب، ولكن في النهاية، فهي تدخل في حيز الاعتراف بما يقوم به المبدع المسرحي في العالم العربي، ولكم نحن في الحاجة إلى هذا الاعتراف. صبري: اهتمام وهواجس ويقول المخرج المسرحي العراقي فاروق صبري: دائماً يجري الحديث حول معادلة أو علاقة السياسي بالثقافي وما بينهما من تصادم وتنافر وبل الاعتداء من قبل الأول ضد الثاني. وطرحت البحوث العديدة المختلفة وقدمت المعالجات المتنوعة حول هذه المعادلة أو العلاقة لكن التناحر بقي متصاعداً بين الطرفين ولم تستطع الحلول التوفيقية أو الأراء الخجولة من حل الاشكال السرمدي بين المثقف والسياسي... لماذا؟ هل السبب في تصلب السياسي في اعتبار المثقف “برغي” من براغي ماكينته الاعلامية؟ أم في موقف المثقف النرجسي الذي ينظر إلى السياسي كونه عصا غليظة مشرّعة أمام حرية التعبير؟ واذا كان المثقف وهو يملك الرؤية والقلم يستطيع المساهمة في توضيح او تغيير العلاقة المربكة والمتنافرة بين السياسي والثقافي وان بشكل طفيف، إلا أن السياسي لو امتلك فكراً نيراً وبصيرة معرفية يجعل علاقته مع المشهد الثقافي ليس عبر عصاه الغليظة وأنما بالعكس من ذلك عبر تفاعله الخلّاق مع المعرفة كونها أيضا الأرضية الأفضل في قيادة المجتمع وفي ادارة الدولة. مثل هذا السياسي من النادر وجوده ولكن ليس من المستحيل وهو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وقد رأيت وعايشت منجزاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعمرانية والثقافية المتمثلة بهذا الزخم من الفعل المسرحي الذي صار يتطور مع مرور الأيام وخاصة أيام الشارقة المسرحية التي تشرفت بحضوري دورتها الأخيرة. وما يميّز هذا السياسي المعرفي الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ليس اهتمامه بالمشهد الثقافي ومنه المسرحي وانما ايضا هواجسه النبيلة لتطوير هذا المشهد وتفعيله بصورة حيوية تصبو نحو التجديد والتفرد ولعل توجيهه باطلاق جائزة لأفضل عرض مسرحي عربي يشكل علامة من معالم التحريض للمسرحيين كي يتنافسوا بشكل خلّاق في انتاج العروض المسرحية، نهوضاً بالوطن العربي ومواطنيه. يوسف: عرض متكامل ويعتبر المخرج والناقد السوداني ربيع يوسف أن من مشكلات العرض المسرحي العربي انه لا يتوافر على المناسبات الجادة والمنتظمة سيما في المشهد المحلي بالنسبة للأقطار العربية، بجانب غياب المحفز المادي الذي من شأنه دفع الفرق أو المخرجين للعمل والتجويد. هذه المسألة تأخذ اهميتها من احساس الكثير من المسرحيين بان جهودهم غير مقدرة من قبل السلطات وبعض قطاعات المجتمع. ومن هنا، يتابع، ان لـ”جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لأفضل عرض عربي” دورا كبيرا في تطوير العرض المسرحي العربي بخاصة وان الجائزة من خلال ديباجتها وشروطها تحرص على عملية التطوير، فهي تعمل على توفر عرض متكامل العناصر وذلك من خلال منحها الجائزة للعرض في كليته لا في عناصره منفردة أيضا اشتراط الكتابة بالفصحى أرى فيه تحريض على الاحتفاء باللغة العربية فى ذاتها أولا ثم احتفاء بقيمة التواصل ثانيا هذا مع الاعتراف بان اللغة أحد عناصر العمل المسرحية ولا تعمل وحدها في عملية التواصل. ويؤكد أن عرض العمل في مهرجان الشارقة يعتبر قيمة اضافية وذلك لما سيوفره هذا المهرجان من فضاء نقدي وتقييمي وتواصلي وإعلامي لا للعرض الفائز فقط وانما لجميع العروض المسرحية، فنظريا وفعلياً سيعمل المسرحيون طيلة العام للوصول إلى هذه الجائزة ونيلها وبالتالي سيكون سقفهم المعرفي والجمالي هو هذا الفضاء النوعي أي المهرجان. سالم: رافد جديد ويقول المخرج والممثل الإماراتي ابراهيم سالم: يصعب عليّ ان اجد الكلمات المعبرة عن اعتزازي الكبير بما يقدمه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدعم المسرح والمسرحيين في كل الوطن العربي، ولا شك ان الجائزة التي تحمل اسم سموه هي الأعز والأكبر لكل مسرحيي الإمارات، وجائزة “الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي” هي الرافد الجديد والحافز القوي لتحريك المسرح في الوطن العربي وهي احياء وتذكير واحتفاء بما قدمه الرواد.. اي ان جهدهم المقدر في ترسيخ المسرح في تربة الثقافة العربية لم يذهب هباء بل ها هو يسطع بالتجارب والاسماء الحديثة، والجائزة هي ايضا ابراز للطاقات الشابة الجديدة وصقل لقدراتهم. ويتابع: إذاً، الدور الان على المسرحيين العرب فعليهم ان يقدموا ما يليق بتاريخ الاسم الذي تحمله هذه الجائزة، اسم صاحب السمو حاكم الشارقة. لقد مرت الدورة الأولى ولا شك انها لم تسلم من اخطاء البدايات ولكن بكل تأكيد ستتطور سواء في آلياتها أو في اختياراتها أو عروضها ولكن الجزء الاكبر من المسؤولية في ذلك يقع على المسرحيين العرب فبقدر ما يبدعوا ستأتي الدورات المقبلة قوية وجميلة. لقد اكملنا وقتنا في التنظير علينا ان نعمل الآن، علينا ان نصنع العرض المسرحي المتكامل بلا استغراق في التنظيرات والمقولات. العرض هو الذي يشاهده الجمهور ويأتي لاجله إلى المسرح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©