(عواصم) - باشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، وضع علامات في أراضي قرية الولجة شمال غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لتحديد مسار جدار الفصل العنصري الإسرائيلي هناك وأشجار الزيتون التي ستقتلعها من أجل بدء إقامته.
وذكر نائب رئيس مجلس الولجة أن مقطع الجدار قبالة القرية سيلتهم 500 دونم من أراضيها، ويعزل 1985 دونماً آخر، ومن ضمنها قطعة أرض فيها “زيتونة البدوي” المشهورة المقدَّر عمرها بنحو 1500 عام.
في غضون ذلك، أصيب 5 فلسطينيين بجروح واعتقلت قوات الاحتلال 3 آخرين، خلال قمعها مسيرة سلمية في قرية النبي صالح غرب رام الله، بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لصدور فتوى محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدم شرعية الجدار.
وقال منسق “اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان” في القرية عبدالله أبو رحمة إن متضامنين أجانب، تمكنوا من الوصول إلى الضفة عبر مطار بن جوريون قُرب تل أبيب شمالي فلسطين، شاركوا في المسيرة، ثم توجه الفلسطينيون والمتضامنون إلى الحاجز العسكري الإسرائيلي في قلنديا بين القدس ورام الله وشاركوا في مسيرة مماثلة هناك.
وأصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب في مسيرة قلنديا بحالات اختناق شديد، كما أُصيب شاب بجروح في رجله بعد إطلاق الجنود الإسرائيليين قنابل الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل الحارق والقنابل الصوتية، وأعيرة نارية مغلفة بالمطاط عليهم.
كما قمعت قوات الاحتلال بالطريقة ذاتها مسيرة ضد الجدار في قرية التواني قُرب الخليل جنوبي الضفة الغربية، حيث أصيب الصحفي الفلسطيني حازم بدر بجروح في ساقه جراء ارتطام قنبلة صوتية بها.
وحاصرت قوات إسرائيلية بلدة عراق بورين جنوب نابلس شمالي الضفة وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت تنظيم المسيرة الأسبوعية فيها ضد الجدار والتوسع الاستيطاني.
وبمناسبة ذكرى فتوى لاهاي، دعت السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي إلى إلزام اسرائيل بوقف بناء الجدار، وهدم ما تم بناؤه منه وتعويض الأفراد الفلسطينيين والهيئات والإدارات الفلسطينية عن الأضرار الناجمة عن إقامته.
وقال وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان الفلسطيني ماهر غنيم إن أكثر من 92% من الجدار مبني داخل الأرض الفلسطينية، وإن المستوطنات الإسرائيلية تسيطر على 85% من المياه الجوفية الفلسطينية. وأضاف أن المقاومة السلمية أصبحت رمزاً للإرادة الفلسطينية الرسمية والشعبية الرافضة لبناء الجدار العنصري.
وقال رئيس “اللجنة الوطنية الفلسطينية لسجل أضرار الجدار”، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد إن إعلان سلطات الاحتلال مؤخراً مصادرتها نحو 400 دونم من أراضي قرية عزون عتمة جنوب قلقيلية شمالي الضفة لإقامة مقطع الجدار هناك، يؤكد الحاجة إلى موقف دولي يلزم إسرائيل باحترام قرارات الشرعية الدولية.
وبدأت “لجان مقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية” وحركة “المبادرة الوطنية الفلسطينية” أمس الأول مسيرات لمدة أسبوع في أنحاء الضفة للمطالبة بإزالة الجدار ووقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية، انطلاقاً من قرية بلعين غرب رام الله بمشاركة متضامنين أوروبيين وأميركيين في سياق حملة “أهلاً وسهلاً في فلسطين”.
وقال القيادي في “المبادرة الوطنية الفلسطينية” صلاح الخواجا إن نحو 100 متضامن تمكنوا من الوصول إلى الضفة من بين مئات منعتهم سلطات الاحتلال من دخول فلسطين، أو احتجزتهم في مطار اللد (بن جوريون) منذ صباح أمس الأول.
في السياق نفسه، ذكرت المتحدثة باسم هيئة الهجرة الإسرائيلية سابين حداد أن 124 متضامناً مع القضية الفلسطينية (76 امرأة وفتاة و48 رجلاً وشاباً) وصلوا من أوروبا إلى مطار بن جويون ومُنعوا من دخول فلسطين، تم اعتقالهم في سجنين إسرائيليين بانتظار ترحيلهم. وأوضحت أن أكثر المتضامنين فرنسيون وأما الآخرون أميركيون وبلجيكيون وبلغار وإسبان وهولنديون . وقالت “إن إسرائيل تعتبر أنهم موجودون بطريقة قانونية على أراضيها وقد نقلوا إلى السجنين لعدم توافر أماكن احتجاز في سجن مطار بن جوريون الدولي الذي يتسع لستين 60 شخصاً فقط”.
وقالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمان إن 85 متضامناً معتقلاً داخل سجن جيفون في الرملة قُرب تل أبيب والباقون محتجزون داخل سجن ايلا في بئر السبع جنوبي فلسطين. وذكر متضامن ألماني أن 15 ناشطاً ألمانياً تم احتجازهم في سجن الترحيلات في المطار.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد “نحن في حالة استنفار في بن جوريون، حيث ما زالت تنتشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة، لأن وصول الطائرات مستمر ومن الضروري التحقق بعناية شديدة من هويات المسافرين”.
وأضاف أن مئات الركاب القادمين استجوبوا لدى وصولهم إلى المطار وسمح لهم بالبقاء، وسيتم ترحيل المعتقلين في غضون 48 ساعة.
عدد اليوم
