الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تسوق اللحظة الأخيرة حُمَّى تصيب المستهلكين

تسوق اللحظة الأخيرة حُمَّى تصيب المستهلكين
24 يوليو 2014 19:05
اعتادت نجوى محمد كل عام تأجيل مشترياتها واحتياجات أسرتها إلى الأيام الأخيرة من رمضان، لتدخل مارثون التسوق وازدحام المحال التجارية والشوارع. وهو مشهد حمى الشراء قبل العيد الذي يتكرَّر كل عام. واجتاحت حمى التسوق عشية العيد، معظم فئات المجتمع، رغم أن الرواتب كانت في حساباتهم قبل العيد بأسبوع، وهرع الأهالي إلى المراكز التجارية ومراكز التسوق للتبضع وشراء ملابس ومستلزمات العيد، واندفع الجميع في عملية شراء غير مخططة، وشهد ميجا مول وكارفور والسفير ومتاجر والأسواق في الشارقة، تدفقاً هائلاً من المشترين، فيما شهدت الشوارع ازدحاماً غير مسبوق جراء مئات المركبات ، و هو مشهد لم يقتصر على مدينة أو منطقة بعينها بل يمتد ليشمل كل مناطق و إمارات الدولة كافة . تحقيق: تحرير الأمير وآمنة الكتبي تقول هبه ناصر: إنها حضرت إلى المركز لشراء الشيوكولاته، حيث تفضل الشراء على مراحل، ولكنها أخطأت في اختيار الساعات الأخيرة لشراء النواقص. وتضيف: وتأجيل التسوق للعيد لآخر لحظة دليل على نقص الوعي. ووصف يوسف خوري، هذا السلوك بالغريب، حيث لا يقوم به سوى الذين لم يتربوا على ثقافة الخطة الاقتصادية وكتابة القائمة. وقال حسام إدريس، بائع في أحد المحال التجارية المتخصصة في الملابس، إن معظم المستهلكين يفضلون التسوق عشية العيد، مما يخلق حالة من الإرباك والفوضى والضجيج في المراكز وأحياناً تضطر الأم لشراء ملابس قد لا تتناسب مع أبنائها ولكنها تريد أن تنهي مهمة «ملابس العيد» بأي شكل. وقال محمد علي «خياط»: إنهم يتذكرون العيد في آخر يوم من رمضان ويطلبون الانتهاء من تفصيل الكندورة في ساعات ظناً منهم أنهم الوحيدون في المدينة الذين يحتفلون بالعيد!! ليلة استثنائية وقال مديرو مبيعات في مراكز تجارية: إن المراكز تعيش ليلة صاخبة عشية العيد، حيث بلغت حمى الشراء لدى المتسوقين ذروتها وتجاوزت نسبة الشراء للملابس والأحذية والعطور والشيوكولاته والحلويات الـ 90%. تنفذ وزارة الاقتصاد خطة رقابية بمختلف مناطق الإمارات بالتعاون مع الدوائر الاقتصادية لمواجهة أي زيادات في أسعار السلع التي تشهد طلباً مرتفعاً خلال عيد الفطرالسعيد، كما قال الدكتور هاشم النعيمي، مدير إدارة حماية المستهلك بالوزارة. حالة مرضية وأكد الدكتور أحمد فلاح العموش، أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة، أن حمى الشراء ،أشبه بالحالة المرضية حيث يصاب الشخص بهوس التسوق وجلب المواد الضرورية وغير الضرورية من دون الالتفات إلى الحاجة إليها. وقال: رغم من حرص السلطات المختصة على توفير المستلزمات، فإن السلوك الشرائي لدى الأسرة العربية لا يتغير وهاجس الخوف من عدم توفر هذه السلعة يسيطر عليهم. وقال: إن تلك الظاهرة منطقية إلى حد كبير وهي ظاهرة ليست جديدة على المجتمع، فهي مرتبطة بالمناسبات وغالبية الأسر تنتظر راتب من يعولها بنهاية كل شهر، ولذا فإن الشراء الموسمي مرتبط بهذا الراتب وهناك جانب غير منطقي يتمثل في المغالاة في الأسعار في مثل هذه المواسم والمناسبات ومحاولة التخلص من البضائع القديمة بأسعار باهظة، وهناك التخفيضات التي قد تكون وهمية. جنون شرائي وقالت راية المحرزي، عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك، رئيسة حملة التوعية والإرشاد، يصاب المجتمع بحالة من النهم والجنون الشرائي قبل المناسبات بصفة عامة، وفي ليلة العيد على وجه الخصوص، فالكل يتهافت على العروض التسويقية المضللة، التي ربما تكون أضرارها أكثر من منافعها، إلى جانب الإسراف في شراء مستلزماتنا. وأوضحت أنه يجب أن يكون لدى المرأة وعي استهلاكي واقتصادي، ويجب أن تكون قادرة على إدارة شؤون منزلها وتدبير أمورها، وأن تكون قدوة حسنة، فإذا صلحت المرأة، صلحت الأسرة، وصلح المجتمع بأكمله. مبادرات وعن مبادرات الجمعية واستعدادها في المرحلة المقبلة، قالت: لقد أطلقنا حملة توعية موسعة تشمل التجار والمستهلكين في إمارات الدولة كافة، بهدف رفع مستوى الثقافة الاستهلاكية لكل المواطنين والمقيمين، وحماية مصالح المستهلكين، باعتبارها من أهم القضايا التي تهم قطاعاً عريضاً من شرائح المجتمع، وهي حملة مكثفة، تشمل مجموعة من الزيارات الميدانية التي يتم من خلالها التعرف على آراء المستهلكين، في أسعار السلع السوقية، وملاءمتها لجودة منتجات وبضائع الأسواق والمنافذ التجارية، فضلاً عن الرقابة على الأسواق، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد. مراقبون سريون وقالت: الجديد في هذا العام الاستعانة بالمراقبين السريين المتطوعين الذين يتعاونون معنا في الجمعية من مختلف إمارات الدولة، فتزايد العروض الترويجية في المحال التجارية ومراكز التسوق يحتم علينا وعلى المستهلكين، والرقابية الانتباه لجودة السلع المعروضة، والتأكد من صلاحيتها حفاظاً على سلامة وصحة المستهلكين. وبخصوص الشكاوى التي تصل الجمعية، وكيفية التعامل معها قالت إن الشكاوى الواردة إلى الجمعية تتنوع بين ارتفاع الأسعار بطريقة مبالغ فيها سواء من أصحاب بعض الكافتيريا الصغيرة، أو محال البقالة والسوبر ماركت. إلى جانب التدليس في شراء السيارات المستعملة، وشكاوى صيانة السيارات، فضلاً عن الشكاوى المتعددة من شركات الـ «تايم شيير»، ويتم حل 80% من هذه الشكاوى بطرق ودية في مقر الجمعية، فيما تلجأ الجمعية إلى لجنة فض المنازعات بإدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد لحل باقي المشكلات التي لم تتمكن من حلها بالطرق الودية. عدم التخطيط ترى نهلة عبدالله، أن التخطيط سلوك يجهله البعض، خصوصاً في استقبال المناسبات كالأعياد، فالتخطيط المسبق يتيح للمستهلك شراء ما يريد وانتقاء الأفضل بسعر أقل. مؤكدة أن التهافت على الأسواق لشراء مستلزمات العيد من الظواهر التي نشهدها غالباً في الأيام الأخيرة، لرمضان حيث يلاحظ الإقبال على محال الخياطة، والحلويات ومراكز تسوق الملابس والأقمشة والأثاث والعطور، وغالباً ما يكون عدم التخطيط هو السبب في الاكتظاظ الذي نلاحظه في الأسواق. وذكر عاطف الرئيسي أن المشكلة تتركز في العديد من الأسر التي لا تهتم بشراء مستلزمات العيد في وقت مبكر، مما يتيح لها الخيارات الكثيرة والمتعددة، ويتيح لها التجول في الأسواق، وفرصة التسوق الذكي، والاختيار المناسب والحصول على الأسعار المناسبة، وزبائن اللحظة الأخيرة هم السبب الرئيس الذي يدفع التجار لرفع الأسعار. وقال عمر بوست، إن توجه العديد من الأسر للشراء في آخر أيام رمضان يزيد من معاناة الأسرة، وسوء حالتها الاقتصادية بسبب شرائها لسلع قد تكون غالية الثمن، أو غير مناسبة لسد الحاجة، ووصف هذه اللحظات بالوقت الضائع، مؤكدا أن مثل هذه المناسبات تتطلب دراسة ميزانية الأسرة وتحقيق معادلة التخطيط الجيد. نصائح قبل التسوق قبل الذهاب للتسوق قم بعمل قائمة بما تحتاج إليه خصوصاً المواد الغذائية. ? عندما تفكر في شراء منتج، اسأل نفسك هل أنت حقاً بحاجة إليه ، ستوفر المال إذا كنت صارماً، وتشترى فقط ما تحتاج إليه. ? تسوق في نهاية موسم المبيعات وبشكل خاص عند شراء الملابس ، ففي نهاية الموسم تخفض المتاجر أسعار بضائعها لإفساح المجال أمام بضائع جديدة، وإذا رأيت منتجاً يعجبك في متجر، تحقق من الأسعار أولاً. وإذا كانت تكلف أكثر مما تسمح به ميزانيتك، أو إذا كنت تتصور ألا تكون جيدة القيمة، فانتظر حتى نهاية موسم المبيعات قبل شرائها. ? يمكنك التسوق من منافذ المخازن والتي تحوي عموما مخزون للسلع «خارج الموسم» بسعر أقل بكثير مما كنت سوف تجده عادة. ? دائماً تكون فكرة جيدة أن تتسوق للحصول على أفضل الأسعار قبل الشراء، سواءً أكان تسوقك كبيراً أو صغيراً، والعديد من المتاجر تبيع المنتج نفسه بسعر مرتفع، في الوقت الذي يباع فيه بسعر منخفض في مكان آخر. ? تجنب الشراء بقوة الدفع.. فهل سبق لك من قبل أن مررت بأحد المتاجر ورأيت شيئاً رغبت بشرائه؟ ودون التفكير تذهب وتشتريه؟ هذا هو المعروف باسم قوة دفع الشراء. أنت لا تفكر فيما إذا كنت في حاجة إلى هذا الشيء أم لا، أو ما هي كلفته، فقط قررت على الفور شرائه. ليس من الحكمة الشراء بقوة الدفع بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في توفير المال أو أولئك الذين يرغبون في التمسك الصارم بالميزانية. عدم الشراء بالبطاقة الائتمانية أوصت راية المحرزي المستهلكين تجنب الشراء بالبطاقة الائتمانية بقدر المستطاع حيث إنها من الأدوات التي تجعل الفرد يستهلك أكثر من احتياجاته وتتراكم الديون عليه بعد ذلك. ويأتي في المقام الثاني ضرورة تحديد قائمة وإعداد مخطط بالمشتريات يتم من خلالها تحديد أساسيات الإنفاق الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها من ميزانية الأسرة، كالطعام اليومي والدواء ومصروفات التعليم، فضلاً عن التعامل مع هذه الاحتياجات بوسطية، بعيداً عن البخل والتبذير، فقد يحدث في أغلب الأحيان أن يقوم المستهلك بشراء كميات كبيرة من منتجات معينة، ويكتشف بعد عودته إلى منزله أنه ليس في حاجه إليها، أو أنها متوفرة لديه بالفعل. إلى جانب أنها سرعان ما تفسد إما لخطوات التخزين الخاطئة، أو لقرب انتهاء تاريخ صلاحيتها. ثم بعد ذلك يجب على المستهلك قراءة فاتورة الشراء بدقة، تجنباً للكثير من الأخطاء التي تحدث دائماً، كإضافة سعر سلعة واحدة مرتين، وغيرها من الأخطاء المتعددة. الثقافة الاستهلاكية المتوازنة قالت راية المحرزي: يتمثل الدور الرئيسي لجمعية الإمارات لحماية المستهلك في رفع مستوى الثقافة الاستهلاكية الصحيحة، بما يخدم مصلحة المجتمع والفرد، وحماية حقوقه ومصالحه، فضلاً عن بناء قاعدة وركيزة أساسية لثقافة استهلاكية واعية ومتوازنة. وأكدت سعي الجمعية إلى توعية المستهلك بأهم الحقوق التي كفلها له القانون، والتي تتجسد في حق الأمان، والحياة في بيئة صحية، وإشباع الاحتياجات الأساسية، إلى جانب حقه في التثقيف والمعرفة والاستماع إليه، فضلاً عن حق المستهلك في الاختيار والتعويض، إضافة إلى توعية المستهلك بما عليه من واجبات. وقالت: تحرص جمعية الإمارات لحماية المستهلك على تحقيق مجموعة من الأهداف في مقدمتها خلق الوعي العام لدى المستهلك حول السلع والخدمات وعلاقتها بصحته وسلامته، إضافة إلى إرشاد المستهلك لسبل التأكد من ملاءمة المواد الاستهلاكية، خصوصاً الأغذية والأدوية، والتيقن من أنها غير ممنوعة من التداول في بلد المنشأ لسبب يتعلق بصحة المستهلك وسلامته، فضلاً عن توعية المستهلك بمضار الدعايات والإعلانات التجارية المضللة، إضافة إلى أساليب الغش والتحايل أينما وحيثما وجدت. ويُضاف إلى سجل إنجازات جمعية الإمارات لحماية المستهلك إطلاقها حملة «صوت المستهلك»، والتي تسعى من خلالها إلى لقاء المستهلكين عبر مجموعة من الزيارات الميدانية، والتعرف على أهم المشكلات الاستهلاكية التي تؤرقهم، فضلاً عن طرق حل هذه المشكلات من منظور جمهور المستهلكين عبر مبادرة بعنوان «رأيك»، في محاولة لإكساب المستهلك أحد أهم حقوقه، وهو «حق الاستماع إليه». ارتفاع أسعار الصيانة قالت هدى سعيد: إن ظاهرة زبائن اللحظة الأخيرة أصبحت مشكلة تهدد المستهلك وتجعله يرضى بالقليل مقابل ضيق الوقت والازدحام والتهافت على الشراء لا يقتصر فقط على محال الملابس والأحذية والصالونات، بل يصل إلى مواد البناء وأعمال الصيانة فأصبح التجار يبالغون في أسعار صيانة المنازل مثل الديكور والطلاء مستغلين حاجة الناس وضيق الوقت. وأضافت أن زبائن اللحظات الأخيرة لا يحصلون على ما يريدون من البضائع والمستلزمات، ويتسببون في تكدس الأسواق والشوارع والأزمات المرورية، وقد يضطرون إلى شراء سلع غالية الثمن، نظراً للحاجة الملحة. غياب الخطة الاستهلاكية وقال صلاح الجيماز استشاري السلوك الاستهلاكي وميزانية الأسرة إن سبب ظاهرة زبائن اللحظة الأخيرة، هو عدم الاستعداد وعشوائية السلوك الشرائي عند الكثير من الأشخاص والاضطرار دائماً لشراء المنتجات بالثمن المعروض والجودة القليلة. ويجب على المستهلك أن يكون لديه خطة مالية وطموح مستقل وهدف يعمل له، وان يكون لديه استعداد نفسي من خلال التمتع بالثقة العالية في نجاحه. تنظيم الوقت أشارت مريم عبد الله إلى ان المشكلة تكمن في عدم تنظيم الوقت وعدم وضع أولويات للأسرة وتدوين الاحتياجات حتى لا يقع المستهلك في شباك الاختيارات السريعة والعشوائية، ناهيك عن متطلبات السفر والتخطيط لقضاء إجازة العيد والإجازة الصيفية والحجوزات والإقبال على رحلات وتأمين حجوزات في دقائق معدودة، مشيره إلى أهمية التخطيط المسبق ووضع الميزانية، وهذا نفتقده اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©