الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيطاليا بطل المونديال

إيطاليا بطل المونديال
10 يوليو 2006 02:27
رسالة برلين ـ أكرم يوسف: لم تنجح الديوك الفرنسية في إطلاق الصيحة الأخيرة وسقطوا 6-4 بضربات الترجيح أمس أمام المنتخب الإيطالي في ختام كأس العالم لكرة القدم على استاد برلين الدولي انتهى الوقتان الأصلي والاضافي للقاء المثير بالتعادل 1-··1 تقدم زين الدين زيدان بهدف السبق من ضربة جزاء لمنتخب فرنسا في الدقيقة السابعة وتعادل المدافع المتألق ماتيراتزي لمنتخب ايطاليا في الدقيقة 19 وبادر الفرنسيون بهجوم ضاغط مع بداية الشوط الثاني وكانوا الأكثر مبادرة وضغطاً وصنعوا معزوفة هجومية رائعة لم يظاهرها التوفيق وتحيزت الكأس إلى أصحاب النزعات الدفاعية! قدم النهائي لفتة غريبة وكأنه يعلن عن أبطال الحدث الأخير في المونديال الألماني فألقى على نفس الثنائي الذي أحرز الهدفين مزيداً من الضوء عندما تسبب ماتيراتزي في طرد زين الدين زيدان بعد منتصف الشوط الرابع عقوبة الضرب بدون كرة وخرج القائد الاسطوري مطروداً وهو على بعد دقائق من خط النهاية واعتزال اللعب الدولي!· حصيلة الأداء انحازت تماماً للديوك الفرنسية التي تعالت صيحاتها الهجومية أغلب الفترات وسيطر على اللقاء وضغط وهاجم ثم انحازت نتيجة المباراة ''للآزوري'' الإيطالي فاصطاد اللقب الرابع في تاريخه تاركاً للفرنسيين لقباً واحداً يتيماً· بدأت المباراة كالمتوقع تكتيكية محافظة متوازنة خاضها الفريقان بنفس الطريقة 4/2/3/1 مع حرص على التوازن الكامل دفاعاً وهجوماً، ولجأ كل فريق إلى تكثيف أكبر عدد من لاعبيه في الوسط كحائط دفاع مبكر للتأمين ومنصة لاطلاق الهجمات لكن الجانب الدفاعي ظل صاحب الكلمة العليا وغابت الاثارة أمام المرميين حتى بعد المبادرة الفرنسية المبكرة في الدقيقة السابعة عندما قام زين الدين زيدان قائد الكتيبة الفرنسية ونجم نجوم العالم بالتوقيع عليها في عمق الشباك الإيطالية معلنا تقدم فريقه بهدف السبق من ضربة جزاء لم يتردد الحكم في احتسابها عندما تعرض مالودا الجناح الأيسر لفرنسا لاعاقة داخل المنطقة من ثنائي الدفاع الايطالي كانافاروا وماتيراتزي· ضاقت المساحات أمام الفريقين مع رغبة كل فريق في تضييق الخناق والضغط الدفاعي في كل المساحات ولعبت محاور الارتكاز في الفريقين دوراً بارزاً حيث تحرك بيرلو إيطاليا في كل اتجاه مركزاً على الخلف أمام رباعي الدفاع وتقدم من الوسط في كل الاتجاهات يميناً ويساراً وفي العمق وان ظل تركيزه الأكبر ناحية اليمين مصدر الخطورة الايطالية بفضل التعاون والانسجام الواضح بين كامورانيزي ومن خلفه زامبروتا مع معاونات بيرلو وهروب توتي أحياناً من الرقابة فيما ظل المهاجم الأوحد لوكاتوني في الأمام لاصطياد أي كرة شاردة· على الطرف الآخر برز دور فييرا قائد الميدان الفرنسي كما برز دور الجبهة اليسرى عن طريق مالودا ومن خلفه ابيدال مع هروب تيري هنري المهاجم الوحيد المتقدم إلى الجبهة اليسرى فيما ظل زيدان في مواقعه المفضلة على مقربة من مناطق الخطورة في كل مكان حول منطقة المرمى الايطالية وإن مال أيضاً ناحية اليسار منطقة النفوذ الفرنسية التي ترجمت سطوتها إلى هدف مبكر· لم يمض وقت طويل حتى ترجمت إيطاليا هي الأخرى نفوذها في الجبهة الهجومية اليمنى بتقدم سريع انتهى إلى كرة ركنية في الدقيقة 19 تصدى لها كامورانيزي النشط ولعبها عرضية جميلة ارتقى لها قلب الدفاع المتألق صاحب ضربات الرأس القاتلة ماتراتزي وحولها صاروخية في قلب المرمى الفرنسي محرزاً هدف التعادل لفريقه ومعوضاً ضربة الجزاء التي ساهم فيها ضد فريقه· بعد قليل من الهدف وبالتدريج تحولت دفة المباراة كيفما أرادت الرياح الإيطالية التي بدأت هبوبها بنجاح صوب المرمى الفرنسي في مجموعات هجومية مؤثرة استطاعت اختراق دفاع فرنسا بتمريرات سريعة قصيرة من العمق وعلى الاطراف خاصة في اليمين وظلت الركنيات الايطالية مصدر خطورة داهمة بعد أن مرت الأولى بسلام في الدقيقة 13 واثمرت الثانية هدف التعادل وكادت الثالثة تسفر عن هدف مكرر نسخة طبق الأصل في الدقيقة 27 من اليمين وبنفس رأس المدافع المتألق ماتيراتزي لولا حولها الدفاع من على خط المرمى· اكتسب المنتخب الايطالي مزيداً من الثقة وتراجع الأداء الفرنسي واقتصر تدريجياً على الدفاع رغم الرقابة اللصيقة للمفاتيح الإيطالية حيث راقب ماكاليلي الايطالي الخطير توتي وحال دون ظهوره بلمساته الخاطفة فيما تولى جالاس وتورام تبادل الرقابة على لوكاتوني لكن الأخير استطاع الافلات مرتين الأولى في الدقيقة 34 بعد سلسلة تمريرات خاطفة قصيرة فانفرد وسدد لكن تورام انقذ الموقف وتصدى للكرة لحظة التسديد ·· بعدها بدقيقة واحدة ومن عرضية من ناحية اليمين استطاع لوكاتوني تحويل الكرة برأسه صاروخاً رفضته العارضة لتنقذ المنتخب الفرنسي من هدف مؤكد· مرت الدقائق العشر الأخيرة دون إثارة كبيرة بعد فاصل الهجوم الإيطالي وتماسك الدفاع والوسط الفرنسي فيما لم يقدم الفريق الشق الهجومي بصورة تناسب الطموح الفرنسي في اللقب وتعرض زيدان لرقابة لصيقة في كل المساحات سواء من بيرلو قرب الوسط أو زامبروتا على الطرف الأيسر لفرنسا أو كانافارو في العمق وبالمثل تعرض هنري لرقابة مماثلة وانقطع عنه التمويل حتى نهاية الشوط الأول· الشوط الثاني تحول منحنى المباراة بصورة مفاجئة في الشوط الثاني إلى أداء هجومي مفتوح من الجانبين وحفلت الربع ساعة الأولى بإثارة بالغة بدأت بهجوم فرنسي عنتري حيث تقدم تييري هنري من قرب وسط الملعب مراوغاً كل من يقابله حتى انفرد تقريباً لكنه فقد توازنه داخل المنطقة لحظة التسديد!· رد الهجوم الإيطالي بعرضية وضربة رأس من توتي ارتبك معها الدفاع الفرنسي وارتدت منه الكرة إلى الهجوم الايطالي المتحفز لكنه ارتبك ولم يستثمر الفرصة· تدفق طوفان الهجوم الفرنسي في صورة جديدة تماماً عندما تحرك ببراعة الثالوث زين الدين زيدان ومالودا أحد أهم مفاتيح الهجوم الفرنسي على اليسار وفي العمق وتييري هنري الذي بدأ وكأنما أفاق من غيبوبة وعاد للألعاب العنترية على طريق ''رامبو'' وراوغ في الدقيقة الخامسة ثلاثة لاعبين ثم مررها سيئة إلى ''لاشيء'' بدلاً من التسديد صوب المرمى القريب!! تلاحقت الهجمات سريعة وبعد دقيقة واحدة مارس مالودا تألقه في الناحية اليسرى واخترق طويلاً ثم مرر الى تييري هنري المتحفز راوغ أول مدافع وتباطأ حتى ضاعت الكرة ·· وفي الدقيقة الثامنة ومن مرتدة سريعة تلقى زيدان الكرة ومرر إلى مالودا الذي سقط في العمق فتدخل الدفاع وأعاقه داخل المنطقة وطالب زيدان بضربة جزاء ربما كانت مستحقة لكن الحكم أشار باستمرار اللعب! بعد دقائق عاد مالودا للاختراق من اليسار ومرر عرضية إلى ريبيريه المتحفز تخطته إلى الداخل· في غمرة احتياج الفريق الايطالي إلى العودة للمباراة وتنظيم دفاعاته التي تبعثرت لجأ الجهاز الفني إلى اجراء تغييرين دفعة واحدة فخرج بيروتا الذي لم تظهر له بصمة في الناحية اليمنى لا دفاعاً ولا هجوماً وحل محله بيروس كما خرج توتي الذي استسلم لقيود ماكاليلي وحل محله كوينتا· في نفس الوقت أصيب المنتخب الفرنسي بضربة موجعة فخرج فييرا همزة الوصل وقائد الوسط مصاباً وحل محله ديارا واستمر الفريق على نشاطه الهجومي الضاغط· اعتمد الفريق الايطالي الذي اضطر للتراجع امتصاصاً للنشاط الهجومي الفرنسي المباغت والمكثف وكاد في الدقيقة 16 يستثمر مرتدة سريعة تحولت أمامية وانتهت بضربة رأس داخل المرمى لكن الحكم وحامل الراية أشارا بالغاء الهدف للتسلل وكان هو اللمحة الهجومية الأكثر خطورة للفريق الإيطالي· تعاون هنري ومالودا في تبادل المراكز في العمق وعلى اليسار وكانا مصدر ازعاج دائم فتلقى هنري الكرة داخل المنطقة وسدد قذيفة أرضية أنقذها الحارس الايطالي بوفون في الدقيقة 17 ثم اخترق مالودا بعد دقيقتين في العمق وارسل صاروخاً بجوار القائم وبين الفرصتين تبادلت إيطاليا الهجوم وسدد لوكاتوني من على حدود المنطقة الفرنسية أنقذها الدفاع وفي الدقيقة 31 ومن ضربة حرة أرسل بيرلو قذيفة بجوار قائم الحارس الفرنسي بارتيز الذي لم يتعرض لاختبارات كبرى· كاد الفريق الفرنسي بعد خروج قائد الوسط فييرا أن يصاب بطعنة نافذة عندما سقط القائد الأكبر زين الدين زيدان في الدقيقة 36 بعد خشونة واضحة من المدافع الايطالي كانافرو وشعر بألم في الكتف لكنه عولج داخل الملعب واستمر وسط تصفيق مشجعي الفريقين! أجرى المنتخب الإيطالي تغييره الأخير قبل النهاية بخمس دقائق في محاولة لاصطياد هنري قاتل بمهارة فردية فشارك دل بييرو بدلاً من كامورانيزي وبعد دقيقة مارس الايطاليون مرتداتهم بكرة امامية إلى البديل لاكونتيا لكن دفاع فرنسا كان يقظا ·· واستمرت الدقائق الأخيرة حذرة حتى صافرة نهاية الوقت الأصلي للمباراة· سيطر الهدوء على بداية الشوط الأول الإضافي وظهر الاجهاد على الفريقين خاصة فرنسا التي بذل لاعبوها جهداً وفيراً في الشوط الثاني وعاد كل فريق للتوازن وتجنب المغامرات الهجومية مع التركيز على الاحتفاظ بالكرة أطول فترة ممكنة والتمرير القصير خشية فقدان الكرة· انتفضت الاثارة في الدقيقة التاسعة عندما مرر تييري هنري الكرة إلى ريبيريه في منطقة خطرة سددها أرضية خطيرة بجوار القائم مباشرة لتكون آخر لمساته ويخرج بعدها ويحل محله المخضرم تريزيجيه لتجديد الدماء وتحقيق نوع من التنشيط الهجومي في الزمن القاتل للمباراة· الشوط الرابع مع بداية الشوط الرابع والأخير خرج تييري هنري الذي انتفض في بدايات الشوط الثاني وعاد مجدداً للهدوء وحل محله ديلتورد وظل الفرنسيون أصحاب المبادرات الهجومية مقابل الدفاع الايطالي الشهير بانتظار ''لدغة مرتدة'' قاتلة· تلقى زين الدين زيدان رصاصة مستحقة في مشهد غريب على اللاعب الأفضل في العالم والذي كان يستعد للتويج ثم الاعتزال حيث ارتكب واحداً من الأخطاء الفادحة عندما وجه إلى المدافع الايطالي ماتيراتزي صاحب هدف التعادل ضربة رأس في صدره بدون كرة وتوقف اللعب وبعد مداولات أشهر له الحكم الكارت الأحمر· ورغم النقص ظل الفريق الفرنسي بعشرة لاعبين وبدون الثنائي الأخطر تييري هنري وزين الدين زيدان هو الأكثر سيطرة وهجوماً وان تلاشت الخطورة كثيراً لكنه احتفظ بشرف المحاولة وانتقل مالودا إلى الناحية اليمنى هروباً من الرقابة واصابه الاجهاد فلم يقدم ''طلعاته'' الجوية الطويلة المعتادة وان مرر كرة طولية إلى ديلتورد داخل المنطقة فلم يحسن استثمارها قبل دقائق من صافرة النهاية ايذاناً ببدء ضربات الترجيح· ضربات الترجيح بدأ الفريق الايطالي التسديد ونال العلامة الكاملة حيث احرز خمسة أهداف من خمس ضربات تصدى لها على التوالي بيرلو وماتيرارتزي ودي روس ودل بييرو وجروس·· فيما أخفق الفريق الفرنسي في الضربة الثانية وأهدرها تريزيجيه مسدداً الكرة في العارضة فيما أحرز لفرنسا وليتورد وأبيدال وسانيول ولم تلعب الضربة الأخيرة حيث صارت تحصيل حاصل لا يغير من فوز إيطاليا في ضربات الترجيح 5-3 وانتزاع اللقب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©