الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مسرح الشباب» يناقش دور المرأة الفني والتقنيات الحديثة ويعرض «المنفردة»

«مسرح الشباب» يناقش دور المرأة الفني والتقنيات الحديثة ويعرض «المنفردة»
6 أكتوبر 2010 21:16
ضمن فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب المقام حالياً في مقر ندوة الثقافة والعلوم، أقيمت أمس الأول ندوة فكرية على مدى أكثر من خمس ساعات، وتضمنت ثلاثة محاور أساسية هي: المرأة في المسرح الإماراتي، والتقنيات الحديثة في المسرح الإماراتي، وتقنيات الكتابة في مسرح الشباب، واختتمت الندوة بشهادة من الفنانة موزة المزروعي عن تاريخها الفني وشهادات عنها من عدد من الفنانين. ثم تلى الندوة عرض للمسرحية المستضافة “المنفردة”. في المحور الأول تحدث كل من مرعي الحليان تحت عنوان “المرأة في المسرح الإماراتي ما لها وما عليها”، بينما تناول محمد سيدأحمد مصطفى “صورة المرأة في المسرح الإماراتي”. ورصد مرعي الحليان حضور المرأة بوصفها فنانة منذ البدايات في مجتمع محافظ كان ظهور المرأة فيه محفوفاً بالمخاطر، وتناول تجارب فنانات مثل موزة المزروعي ورزيقة طارش ومريم سلطان وغيرهن، وعلى صعيد التأليف رصد حضور كاتبات مثل باسمة يونس ومحاولات صالحة غابش وفاطمة المزروعي وأمل عيسى في مجال مسرح الطفل، وفي الإخراج أورد تجارب سعاد جواد ومنال بنت عمرو وشيخة الحوسني، وفي تصميم الأزياء هدى الخطيب، ويطرح الحليان أسئلة ومقترحات للنهوض بحضور المرأة في المسرح. محمد سيدأحمد مصطفى تناول صورة المرأة في المسرح الإماراتي من خلال بعض النماذج، فتحدث عن أن نصوص إسماعيل عبد الله من النصوص النادرة التي أشارت بإيجابية إلى دور المرأة وتقديمها في صورة إنسانة قوية تملك إرادتها، أما في نصوص سالم الحتاوي التي تستند إلى التراث وعالم الخرافة والأساطير فتظهر المرأة فيه قادمة من عالم الماضي، وبخصوص صالح كرامة ففي نصوصه تأتي صورة المرأة في سياق إنساني واسع غير محكوم بالبيئة المحلية، بينما نجد صورة إيجابية للمرأة في نصوص عمر غباش، مثل المرأة الرافضة للزواج المفروض عليها من الأهل. في المحور الثاني تناول عمر غباش تاريخ التقنيات المسرحية، عائداً إلى المفهوم اليوناني “التخني” بوصفها أداة ابتدعها الإغريق للمساهمة في توصيل أفكارهم على خشبة المسرح من خلال ابتكار طرق وأدوات تساعدهم على ذلك، ورصد غباش هذا التاريخ، وصولاً إلى التقنيات الحديثة التي شهدها المسرح خلال السنوات الخمسين الأخيرة، سواء على مستوى السينوغرافيا والمؤثرات الصوتية والإضاءة والموسيقى أو على مستوى الكتابة والرؤى الإخراجية، وتوصل غباش إلى أن الساحة المسرحية الإماراتية لم تشهد استخدام كل التقنيات الحديثة، وكل ما نشاهده اجتهادات شخصية. الكاتب نواف يونس تناول بالتحليل التطبيقي حضور التقنيات الحديثة في عدد من الأعمال المسرحية الإماراتية، بدءاً من تجربة عبد الله المناعي في “هارون الرشيد” و”شمس النهار” وغيرهما، مروراً بتجارب لإبراهيم سالم ومحمد العامري وعلاء النعيمي، ومحاولات التجرؤ والمبادرة إلى طروحات جديدة على غير صعيد، وما حققوه من نقلة نوعية فنياً وفكرياً، مشيراً إلى ضرورة قيام جيل جديد بطرح مقترحات جديدة من دون خوف من التجريب والفشل. في المحور الثالث تحدث الدكتور عبد الإله عبد القادر عن أهمية النص المسرحي عبر تاريخ المسرح، وضرورة تجديده باستمرار ورفده بدماء جديدة وأفكار قادرة على تطويره وجعله معاصراً، بمعنى أن يحمل هموم العصر وقضاياه من دون انسلاخ عن الماضي والتراث والهوية، ولكن من دون غرق في هذه العناصر أيضاً. وهو ما أكده الدكتور هيثم الخواجة في ورقته حول واقع الكتابة المسرحية للشباب في الإمارات، حيث أشار إلى الهوية بوصفها الهاجس الأساس الذي يهيمن على نصوص المسرح المحلي، إضافة إلى سمة القلق والتجريب، وخلص إلى قلة النصوص الناضجة في المسرح وضرورة توجيه النقد الفاعل إلى هذه النصوص. في الجلسة الأخيرة قام الفنان عبد الله صالح بتقديم الفنانة موزة المزروعي لتقدم شهادتها، فأشار إلى ريادتها في حضور المرأة الإماراتية في عالم الفن والمسرح خصوصاً، أما المزروعي فتوقفت في شهادتها عند بداياتها عام 1973 في مسرحية “فرح راشد” من إخراج سيد بدران، وتحدثت عن مسيرتها بقدر من الشعور بالاعتزاز بما قدمت على الرغم من كل المعاناة والمتاعب التي تعرضت لها في البداية، وتنقلت في الحديث بين العمل في المسرح والعمل للتلفزيون، فتذكرت التجارب التي قدمتها مع المخرجين والكتاب العرب والمحليين الذين تعاملت معهم، خصوصاً في السبعينيات حيث زكي طليمات وصقر الرشود وسعد أردش وسواهم، وتحدثت عن مساهمتها في تأسيس عدد من الفرق المسرحية، أولها المسرح القومي مع ظاعن جمعة وسلطان الشاعر وعيد الفرج. حضر هذه الجلسة التكريمية عدد كبير من الفنانين الإماراتيين من أجيال متتابعة، فتحدثوا عن الفنانة بحميمية، وعلى رأسهم أحمد الجسمي الذي راح يستذكر “الزمن الجميل للمسرح” والتجربة الكبيرة التي قدمتها المزروعي، كما تحدث عمر غباش ومرعي الحليان وحميد سمبيج وعبد الله بن لندن وغيرهم. العرض المسرحي السوري الذي قدمه نوار بلبل ورامز الأسود بشكل مشترك، تأليفاً وتمثيلاً، ومن إخراج رامز الأسود، يعرض تصوراً للعلاقة بين الجلاد والسجين، يمزج من خلاله الخاص بالعام، والإنساني بالوطني والقومي، حيث يجد الاثنان نفسيهما سجينين معاً، فتقوم بينهما علاقة ثنائية الأبعاد، فالجلاد يقوم بوظيفته في التعذيب من جانب، لكنه يقيم علاقة إنسانية حميمة مع السجين، وكذلك الأمر مع السجين الذي يرفض التوقيع والخضوع فهو يتعامل مع السجان بوصفه يقوم بوظيفته، لذلك فهو في لحظات الفراغ يقوم بتدريسه تحضيراً له لدخول امتحانات يستعد لها. وفي حين يشتاق السجين إلى أبنائه ويكاد يرضخ تحت وطأة هذا الشوق، ينتظر الجلاد مولوداً من زوجته الحامل. وينتهي العرض بنجاح الجلاد في الامتحانات ووفاة ابنه المولود حديثاً، ومواجهة صامتة بينه وبين السجين تظهر مدى التقارب الذي خلقته بينهما علاقة عمرها خمس سنوات، حتى لو كانت في زنزانة “منفردة”. يعرض اليوم تعرض في الثامنة من مساء اليوم على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم مسرحية “راح ملح” لمسرح دبي الشعبي، من تأليف طلال محمود وإخراج مروان عبدالله.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©