الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موعد مع الفرح

10 يوليو 2006 02:51
ترى هل يختار الحزن أصدقاءه؟ هل ينتقيهم من البشر بعناية فائقة ليتخذ من قلوبهم مقراً رئيسياً له؟ هل يبحث عن أرض خصبة ليبني عليها مدائنه وقصوره ويصبح هو الحاكم الأول بلا منازع؟ لماذا يخيم الحزن على القلوب الصغيرة الغضة دون استئذان مسبق؟ لماذا يجلس فيها قابعاً يأبى الخروج؟ لماذا يسارع الى إغلاق الأبواب أمام نسمة فرح قد تنعش ذلك القلب المنهك؟ لماذا يقف متصدياً لوميض أمل قد يلوح فيخفف من معاناة القلب الذي شاخ وهرِم قبل أوانه؟ لماذا يتغلب الحزن على فريسته دون أدنى مقاومة منها فيوقعها بسهولة بين مخالبه ويجد متعته عندما يراها تتلوى حزناً وألماً بين فكيه؟ آهٍ منك أيها الحزن، ترى كم من القلوب أتعبت؟ وكم من الآمال قتلت؟ وكم من الآلام غرست وأعطيت؟ أيها الحزن·· قد لا تدرك مدى تعذيبك وسيطرتك على قلوبنا إلا عندما تجرب بنفسك، لكن كيف ذلك وما من أحد يستطيع فعل ما تفعله بنا، إلا أنت! أيها الحزن·· لم لا تغادر قلوبنا وأرواحنا وأيامنا وترحل بعيداً؟ لم لا تترك قلوبنا التي أشبعتها حزناً وهماً؟ لم لا تتركنا نعيش في الفرح باقي عمرنا؟ نتنفس الأمل، نمشي على أرض التفاؤل·· نركض خلف فراشات السعادة·· يداعب مسامعنا تغريد عصافير الحرية·· حرية التخلص منك·· من ظلمك لنا·· من قيودك·· من أحزانك وهمومك·· حرية القرار·· كي لا يكون قرار قلوبنا بأيدينا لا بيدك أنت أيها الحزن الكئيب· منذ هذه اللحظة لن نسلمك مفاتيح قلوبنا طوعاً·· لن نصغي لأوامرك التعيسة·· لن نسمع لك بالدخول في حياتنا عنوة·· منذ هذه اللحظة·· لا مكان لك بيننا·· فقد أتعبتنا كثيراً·· وأبكيتنا أكثر·· وكنا نراك كبيراً، لكن اليوم إيماننا وإرادتنا أكبر، فاذهب بعيداً وارحل·· يكفيك ما فعلت بنا·· فلا وقت نضيعه لأجلك·· لأننا منذ الآن على موعد مع الفرح· مريم مبارك الظاهري- أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©