الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استقالة فاروفاكيس.. إشارة تهدئة للدائنين

استقالة فاروفاكيس.. إشارة تهدئة للدائنين
7 يوليو 2015 01:18
أثينا (أ ف ب) استقال وزير المالية اليوناني أمس، في خطوة بدت بمثابة تنازل من رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس للجهات الدائنة بعد فوزه الكبير في استفتاء تاريخ حول مقترحات الدائنين من أجل مواصلة مساعدة أثينا. وجاء الإعلان المفاجئ في وقت كان القادة الأوروبيون يبحثون عن رد، بعد رفض اليونانيين المدوي بنسبة 61,31% لتدابير التقشف الإضافية، التي كان الدائنون (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) يطالبون بها لقاء منح يريدون فرضها على اليونان لقاء مواصلة مساعدتها. وكتب وزير المالية يانيس فاروفاكيس، على مدونته الإلكترونية، «بعد إعلان نتائج الاستفتاء تبلغت بأن بعض أعضاء مجموعة اليورو والشركاء يفضلون غيابي عن الاجتماعات». وتابع فاروفاكيس، الذي سبق أن دخل مراراً في مواجهات مع الدائنين أثناء المفاوضات، «إنها فكرة رأى رئيس الوزراء (الكسيس تسيبراس) إنها قد تكون مفيدة من أجل التوصل إلى اتفاق. ولهذا السبب أغادر وزارة المالية اليوم». وعلى أثر هذا الإعلان، ارتفع سعر اليورو متأثراً بعودة الآمال بأن تؤدي استقالة الوزير إلى إقناع الجهات الدائنة بالعودة إلى طاولة المفاوضات، رغم رفض البلاد الواضح للإجراءات، التي كانت تطالب بها لقاء منحها الشريحة الأخيرة من خطة المساعدة المتفق عليها. وتلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، في باريس من ضمن لقاءات ومشاورات كثيرة تجري اعتباراً من أمس، بهدف الحد من تداعيات نتيجة الاستفتاء اليوناني. وإن كان فوز «لا» في الاستفتاء شكل انتصارا لتسيبراس، إلا أن رئيس الوزراء حرص على التاكيد على أن هذه النتيجة لا تعني «القطيعة» مع أوروبا. وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، عن عقد قمة طارئة لمنطقة اليورو اليوم. وفي وقت لم تتضح بعد بشكل كامل عواقب تصويت اليونانيين، كما يشير بعض المحللين إلى احتمال «كبير جداً» بخروج اليونان من منطقة اليورو، عقد رئيس المفوضية الأوروبي جان كلود يونكر، أمس، مؤتمراً عبر الفيديو مع توسك، ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، ورئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم. وفي هذه الأثناء، أرسلت كل من ألمانيا وفرنسا وزير خارجيتها لجولة محادثات تبدأ في وارسو في الساعة 8,00 بتوقيت جريتش، بينما يلتقي كبار مسؤولي المالية في مجموعة اليورو في بروكسل. ورد القادة الأوروبيون بمزيد من الصدمة والحذر على الأرقام التي أصدرتها وزارة الداخلية اليونانية باكراً، صباح أمس، وأشارت إلى فوز «لا» بنسبة 31,31% مقابل 38,69 % لـ«نعم» مع وصول نسبة المشاركة في الاستفتاء إلى 62,5%. واعتبر وزير الاقتصاد الألماني سيجمار جابريال، في مقابلة مع صحيفة تاجس شبيجل، أمس، أن رئيس الوزراء اليوناني «قطع آخر الجسور» بين بلاده وأوروبا. وبالرغم من تأكيدات تسيبراس راى جابريال أن نتيجة الاستفتاء «مؤسفة جداً لمستقبل اليونان». من جهتها، تعهدت بريطانيا بالقيام «بكل ما هو ضروري» لحماية مصالحها الاقتصادية الخاصة على ضوء نتيجة الاستفتاء. وفي الأسواق المالية الآسيوية، قاوم اليورو في مواجهة الدولار، بعدما تراجع في أعقاب الاستفتاء مباشرة. وقال شينيا هاروي، المحلل المالي في شركة نومورا سيكيوريتيز في طوكيو، إن العملة الأوروبية المشتركة صامدة، فيما يقوم المستثمرون بـ«تقييم مخاطر اتساع الأزمة في حال خروج اليونان من منطقة اليورو»، مضيفاً: «أنا شخصيا أقدر احتمال (خروج اليونان) بمستوى مرتفع جداً يقارب 70 إلى 80 %». وشدد تسيبراس، في كلمة تليفزيونية بعد الاستفتاء، على أن هذا التصويت لا يعني الانفصال عن أوروبا، مشدداً على أن العضوية في منطقة اليورو «لا رجوع عنها»، وأنه لا توجد آلية قانونية لطرد دولة منها. وقال: «هذا ليس تقويضاً لإجراء قطيعة مع أوروبا بل تفويضا يعزز موقعنا التفاوضي من أجل التوصل إلى اتفاق قابل للحياة». ورأى أنه سيتحتم الآن على الدائنين مناقشة مسألة إعادة جدول الدين اليوناني الهائل البالغ 250 مليار يورو (267 مليار دولار). وتجمع الآلاف في أثينا للاحتفال بفور «لا» مساء الأحد رافعين قبضاتهم في الجو في إشارة انتصار. غير أن بعض اليونانيين من أنصار «لا» قالوا إنهم واجهوا في تصويتهم خياراً مستحيلًا. فاليونان باتت على شفير الانهيار المالي، وفي حال عدم تلقيها قريباً أموالاً وقروضاً من المؤسسات الأوروبية، فقد تجد الحكومة نفسها مضطرة إلى اعتماد عملة «موازية» تعرف باسم «آي أو يو»، بحسب الأحرف الأولى لعبارة «أنا أدين لك» بالإنجليزية، وهي بمثابة إقرار بالدين أو العودة إلى الدراخما. وفي مقابل هذه الحاجات الهائلة، فإن الاقتصاد اليوناني الخاضع منذ أسبوع لرقابة على الرساميل بات معطلًا، ووحده البنك المركزي الأوروبي يؤمن استمرارية البلاد مالياً من خلال مواصلة إمداد المصارف اليونانية بالسيولة عبر قروض طارئة قيمتها مجمدة حالياً. وتبقى كل الأنظار، موجهة إلى البنك المركزي الأوروبي، الذي عقد اجتماعاً أمس في مقره في فرانكفورت، وقال هولجر شميدينج، الخبير الاقتصادي في مصرف بيرنبرج، إن «لا» اليونانية تضع البنك المركزي الأوروبي في موقع بالغ الصعوبة». روسيا تأمل في «تسوية» موسكو (أ ف ب) أعربت روسيا عن أملها في أن تتمكن اليونان من التوصل الى «تسوية» مع دائنيها الأوروبيين. ونقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن ديمتري قوله «نتمنى لشركائنا اليونانيين أن يتوصلوا في اسرع وقت ممكن إلى التسوية الضرورية مع دائنيهم، ويتخذوا قرارات تساهم في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد». وأضاف «من الطبيعي أن نحترم الإرادة التي تم التعبير عنها في الاستفتاء». وكرر بيسكوف القول، إن اليونان التي تواجه وضعاً مالياً صعباً، لم تطلب حتى الآن «اي مساعدة» من روسيا. «اليورو» تنتظر اقتراحات جديدة اليوم بروكسل (أ ف ب) أعلنت مجموعة اليورو (يوروجروب)، أمس في بيان، أن وزراء المالية في دول المنطقة ينتظرون من السلطات اليونانية أن تعرض اليوم «اقتراحات جديدة» تتعلق بالإصلاحات والاقتطاع في الميزانية. وجاء في البيان أن «مجموعة اليورو ستناقش الوضع بعد الاستفتاء الذي جرى في اليونان في 5 يوليو، وينتظر الوزراء اقتراحات جديدة من السلطات اليونانية». وتعقد مجموعة اليورو اجتماعها اليوم في بروكسل قبل قمة استثنائية جديدة لمنطقة اليورو يخصص لليونان. وتبقى الانقسامات عميقة بين الدول الـ18 حول كيفية مساعدة اليونان بعد انتهاء خطة المساعدة المالية الثانية لهذا البلد في 30 يونيو، وفي ظل مخاطر خروجه من منطقة اليورو، ما سيشكل سيناريو لا يمكن احتساب عواقبه. وقال وزير المالية الفنلندي اليكس ستاب، الذي يعتبر من المتشددين أيضاً «لا يمكن استئناف المفاوضات إلا بعدما تصبح الحكومة اليونانية مستعدة للتعاون وللالتزام بتدابير جديدة لإرساء استقرار اقتصادها، وتطبيق الإصلاحات البنيوية الضرورية لتحمل أعباء الدين»، مؤكداً على مدونته الإلكترونية أن «الكرة الآن في ملعب اليونان». «المفوضية»: استقرار «اليورو» ليس مهدداً بروكسل (أ ف ب) رأى نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف اليورو فالديس دومبروفسكيس، أمس، أن استقرار منطقة اليورو «ليس مهدداً»، على الرغم من الغموض الذي يحيط بمستقبل اليونان اثر رفض اليونانيين بغالبية ساحقة خطة الدائنين في استفتاء الأحد. وقال دومبروفسكيس: «لدينا كل الأدوات الضرورية لضمان الاستقرار المالي في منطقة اليورو، ويظهر بوضوح كبير أننا قادرون على الدفاع عن العملة المشتركة». وأكد أن «مكان اليونان هو وسيبقى في أوروبا، وعلى جميع الأطراف التصرف بشكل مسؤول»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن نتيجة الاستفتاء «عقدت الأمور بشكل كبير» بالنسبة لبقاء اليونان في منطقة اليورو. وأوضح أنه «من أجل التفاوض الآن المفوضية الأوروبية بحاجة إلى تفويض من مجموعة اليورو»، مشيراً إلى أنه «يعود للقمة أن تحدد المسارات المحتملة للمضي قدماً». صفعة للأوروبيين برلين (د ب أ) انتقد رئيس اتحاد الصناعات الألماني، أورليش جريلو، تصويت اليونانيين بـ «لا» في الاستفتاء على إجراءات التقشف المقترحة من جانب الجهات المانحة، ووصفه بأنه «صفعة على وجه الأوروبيين جميعا». وقال جريلو في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية في عددها الصادر أمسن، إن الشعب اليوناني هو الذي وضع نفسه في هذا الموقف الصعب للغاية، وأشار إلى أن الحكومة في أثينا تتحمل مسؤولية ذلك. وأضاف أن خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح ممكنا بعد نتيجة هذا الاستفتاء. وأشار إلى أنه لا يجوز حاليا أن يكون هناك تنازلات، ولا يمكن إبقاء اليونان في منطقة اليورو مهما كانت التكاليف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©