خلفان الكعبي: المكافآت قصيرة المدى وراء انهيار الشركات العالمية

عجّل غياب مبدأ الوقاية من المخاطر من قبل مجالس إدارات الشركات العالمية وخطط المكافآت الضخمة على أهداف قصيرة المدى من انهيارها إبان الأزمة المالية، بحسب خلفان الكعبي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ورئيس مجلس إدارة مركز أبوظبي للحوكمة. وقال الكعبي لـ”الاتحاد” إن “آثار وانعكاسات الأزمة المالية العالمية كان يمكن أن تكون أقل حدة لو قامت مجالس إدارات الشركات بدورها، خصوصاً في قضايا المخاطر والرقابة”. وأشار الكعبي إلى أن خطط المكافآت قصيرة المدى كان لها أثر سلبي و”مدمر” في بعض الأحيان على العديد من الشركات، حيث شرع المديرون فيها بقبول مخاطر عالية جداً على المدى القصير في سبيل تحقيق تلك الأهداف والحصول على المكافآت من دون مراعاة مصالح الشركات والمساهمين. وجاءت تصريحات الكعبي في الوقت الذي يستعد فيه مركز أبوظبي للحوكمة التابع لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي لتنظيم المؤتمر السنوي الثاني لحوكمة الشركات الثلاثاء المقبل، والذي يعقد تحت شعار “نحو مجالس إدارة أكثر فعالية”. ويشارك في المؤتمر 700 شخصية محلية وعالمية، وجهات حكومية عدة، مثل بيتر داي رئيس مجلس إدارة شركة براديم الكندية، والدكتور نيل جونز محاضر الاستراتيجية في جامعة انسياد، وبول كوستر الرئيس التنفيذي لسلطة دبي للخدمات المالية. كما يشارك في المؤتمر فيليب أرمسترونج رئيس المنتدى العالمي لحوكمة الشركات، إضافة إلى نخبة من المشاركين المحليين والإقليميين. وحول أهمية المؤتمر أوضح الكعبي أن آثار المخاطر والأزمات يمكن أن تكون أقل حدة لو كانت المجالس قد قامت بدورها، وخصوصاً في قضايا متابعة المخاطر ورقابتها. وقال “لا يكفي أن يقوم مجلس الإدارة بحساب مستوى المخاطر التي تتعرض لها الشركات بل ينبغي عليه فهم ومتابعة هذه المخاطر وتوجيه الشركات إلى الابتعاد عن تحمل مستويات مخاطر عالية في سبيل تحقيق الربح السريع”. وأكد أهمية وجود قنوات تواصل جيدة بين مجلس الإدارة والمساهمين والإدارة التنفيذية. وأشار إلى أن المركز قطع شوطاً جيداً في توجيه وإرشاد الشركات في قضايا الحوكمة، إلا أن تعاون الجهات المعنية في أمور الحوكمة يعد أمراً بالغ الأهمية، ويساعد في تحقيق الأهداف المطلوبة والوصول إلى تطبيق أفضل الممارسات في الحوكمة لدى جميع الشركات والمؤسسات في الدولة. ويحظى المؤتمر بدعم من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بالتعاون مع هيئة الأوراق المالية والسلع. وقال الكعبي “نسعى في مركز أبوظبي للحوكمة للتعاون مع جميع الجهات، خاصة مع القطاع الخاص لنشر الوعي والوصول إلى التطبيق الأمثل للحوكمة في هذا القطاع الذي يعتبر عماد الاقتصاد الوطني ويعول عليه كثيراً لدعم مسيرة التنمية”. وأرجع الكعبي اختيار موضوع المؤتمر ومدى حاجة السوق المحلي إليه إلى أن مجلس الإدارة يلعب دوراً محورياً في وضع خطط واستراتيجيات الشركات والإشراف على الإدارة التنفيذية فيها. لذلك، فإن نجاح الشركات يعتمد بشكل جوهري على فعالية مجلس الإدارة ومدى التزامه بمهامه والمسؤوليات المناطة به. وقال إن المؤتمر سيمكن المركز من التعرف إلى القضايا المهمة المتعلقة بمجالس الإدارة من وجهة نظر المشاركين، وتحديداً الوقوف عند المعوقات والعراقيل التي تواجه مجالس إدارة الشركات المحلية في سعيها لتكون أكثر فاعلية وتحديد كيف يمكن للمركز أن يساعد هذه الشركات في تفعيل دور مجالس إدارتها من خلال تقديم خدماته المختلفة.