وقع الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية في بروكسل أمس اتفاق التجارة الحرة بين الجانبين مما يفتح الباب أمام زيادة حجم التبادل التجاري بينهما بمقدار 30 مليار يورو سنوياً (41 مليار دولار). يأتي ذلك في ظل حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز وجوده في الأسواق الآسيوية سريعة النمو من خلال تحرير التجارة باعتباره أحد الطرق الرئيسية للوصول إلى هذا الهدف.
وتعد اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية الأولى في سلسلة اتفاقات مماثلة يسعى الاتحاد
لتوقيعها مع العديد من دول القارة الآسيوية. ووقع مسؤولو التجارة من الجانبين الكوري الجنوبي والأوروبي الاتفاق بحضور الرئيس الكوري لي ميونج باك ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رامبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو. ووصف مسؤولون في الاتحاد الأوروبي الاتفاق، الذي من المتوقع أن يلغي الرسوم الجمركية على التجارة بين الجانبين بحوالي 3 مليارات يورو سنوياً، وكذلك إلغاء الحواجز الإدارية وغير الجمركية على حركة التجارة بين الجانبين بداية من السيارات إلى المشروبات الروحية، بأنه أكثر الاتفاقيات طموحاً التي تفاوض بشأنها الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.
وتمت بلورة تفاصيل الاتفاق قبل عام مضى، لكن إيطاليا كانت هددت باستخدام حق النقض “الفيتو” ضد الاتفاقية خوفاً من تداعياتها السلبية على صناعة السيارات الإيطالية. لكن روما تخلت عن معارضتها بعد الاتفاق على تأجيل تطبيق الاتفاقية لمدة ستة أشهر لتبدأ في منتصف العام المقبل. وسيتم الإبقاء على الرسوم الجمركية المفروضة على بعض المنتجات مثل السيارات الصغيرة لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد ذلك. وسوف يسري الاتفاق بشكل كامل فور مصادقة كوريا الجنوبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي. وتعزز الموافقة على الاتفاقية مفاوضات التجارة مع عدد من الدول الآسيوية الأخرى.
وقال مسؤولون يابانيون أمس الأول إنهم يأملون في بدء مفاوضات للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي الربيع المقبل وهو يأتي بشكل جزئي كرد فعل على الاتفاقية الكورية. وفي الوقت نفسه، قال دبلوماسيون ماليزيون إنهم يوافقون أيضاً على بدء مفاوضات للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي.
عدد اليوم
