الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البرادعي يطالب بمشاركة «الإخوان» في المرحلة الانتقالية

البرادعي يطالب بمشاركة «الإخوان» في المرحلة الانتقالية
8 يوليو 2013 09:08
راوحت الأزمة السياسية في مصر مكانها، وسط ضبابية الرؤية إزاء تكليف رئيس جديد للوزراء، رغم أن منسق عام جبهة “الإنقاذ” المعارضة محمد البرادعي لا يزال المرشح الأوفر حظا للمنصب، لكن مع إصراره على التوصل أولاً إلى توافق مع حزب “النور” السلفي، الذي كان رفض ترشيحه ولوح بالانسحاب من المرحلة الانتقالية. وكشفت مصادر سياسية لوكالة “الأناضول” عن انعقاد اجتماع ثلاثي مغلق مساء امس بين ممثلين لحملة “تمرد” وحزب “النور” وجبهة “الإنقاذ” للتوافق حول رئيس جديد للحكومة، وسط إصرار “تمرد” على ترشح البرادعي، وتشديد “النور” على ضرورة طرح أسماء بديلة” إضافة إلى طرح مبادرة للخروج من الأزمة تقضي بـ”الخروج الآمن للرئيس المعزول محمد مرسي ومشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية دون إقصاء” وذلك وفق ما أعلن خالد علم الدين القيادي بالحزب، مشيراً إلى “أن المبادرة تتضمن تنازلات موجعة من جانب الإخوان بعد أن أصبحت عودة مرسي للرئاسة أمرا صعبا، وعقارب الساعة لا تعود للوراء”. ونفى خالد داود المتحدث الإعلامي باسم جبهة الإنقاذ الوطني وحزب “الدستور” ان يكون البرادعي قد اعتذر عن تولي منصب رئيس الوزراء. ورفض داوود التعليق على رفض حزب “النور” السلفي لتولي البرادعي للمنصب. وقال إن كل ما لدي أن البرادعي لم يعتذر ولا علم لي بترشيح الدكتور زياد بهاء الدين لرئاسة الوزراء او اتصال البرادعي به لإقناعه بقبول المنصب وان رئاسة الجمهورية هي وحدها من يؤكد أو ينفي هذه الأخبار. وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت إنه لم يتم بعد حسم اسم المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة وان اسم البرادعي مازال مطروحاً وان كان مطروحاً أيضا ان يكون نائبا للرئيس للشؤون الخارجية وفي تقديري انه خلال 24 ساعة كحد أقصى سيتم حسم اسم رئيس الوزراء المكلف. وأكد البرادعي “أنه من دون إقصاء محمد مرسي كانت مصر ستسير نحو الدولة الفاشية أو ستنزلق إلى حرب أهلية”. لكنه جدد التأكيد على ضرورة عدم إقصاء أي طرف بما في ذلك جماعة “الإخوان المسلمين” التي شدد في مقابلة مع مجلة “دير شبيجل” الألمانية تصدر اليوم على ضرورة أن تكون جزءاً من المصالحة الوطنية. في الوقت نفسه اعترف البرادعي بأن مرسي تم انتخابه بشكل ديمقراطي لكنه كان يحكم بشكل استبدادي كما أنه “انتهك روح الديمقراطية”. وأضاف البرادعي، أن مرسي أساء استخدام منصبه بشكل سهل من وصول المنتمين إلى “الإخوان” إلى المناصب المهمة كما أنه دخل في نزاع مع القضاء وحاول فرض وصاية على الإعلام وقلص حقوق المرأة والأقليات الدينية. وأضاف انه من الضروري إشراك “الإخوان” في رسم المستقبل السياسي لمصر . وقال البرادعي إن أعضاء جماعة “الإخوان”، لا ينبغي أن يعاملوا على انهم مجرمون. وقال “أدعو إلى إشراك الإخوان في العملية الديمقراطية”، مضيفا “يجب عدم إحالة أي شخص إلى القضاء بدون سبب مقنع. والرئيس السابق مرسي يجب أن يعامل باحترام”. وأشار إلى أن هذه المبادئ تشكل “شروطا مسبقة للمصالحة الوطنية”، معربا عن الأمل في أن تجرى الانتخابات الرئاسية الجديدة “في موعد أفصاه سنة”، ومبدياً استعداده للقبول بانتصار جديد للإخوان المسلمين إذا احترموا المبادئ الديمقراطية. كما دعا المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ألمانيا، التي تعهدت بتقديم نحو مائة مليون يورو في إطار “شراكة من أجل عملية التحول” في الدول العربية مثل مصر إلى احترام قرار إقالة مرسي الذي انتقدته برلين. وقال إن “الألمان يدركون مدى صعوبة بناء ديمقراطية بعد حكم دكتاتوري، وهم كانوا أول من انتقد سياسة مرسي غير الديمقراطية”. وأضاف “لنكن واضحين، ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا”، مؤكدا أن “أكثر من 20 مليون شخص نزلوا إلى الشارع لأنه لم يكن من الممكن الاستمرار في هذا الوضع”. وأكد البرادعي ضرورة ألا يتم تقديم أي شخص إلى المحاكمة إلا بناء على أسباب مقنعة. وكشف أحمد البرعي المتحدث باسم “الإنقاذ” “أن قادة المعارضة تفاجأوا بتراجع مؤسسة الرئاسة عن اختيار البرادعي، رئيسا للحكومة الجديدة”. واستبعد في تصريحات لوكالة “الأناضول” أن يكون رفض حزب النور الترشيح وراء التراجع، وقال “إن المسألة قد تكون متعلقة بكيفية التشكيل الوزاري أو باختصاصات مجلس الوزراء”. فيما قال حزب “النور” “ان رفض البرادعي هدفه إنهاء الاستقطاب في الشارع، وأضاف “لا يمكن الحديث عن المصالحة ثم نضع اشد خصوم مرسي رئيسا للوزراء”. وقال القيادي في الحزب نادر بكار لفرانس برس “موقفنا بسيط. هناك سببان لرفض البرادعي. نحن بحاجة لإنهاء الاستقطاب في الشارع. نحن بحاجة إلى شخصية تكنوقراطية اقتصادية”. وأصر المتحدث باسم حركة تمرد محمود بدر على أن المنصب يجب ان يذهب الى البرادعي. وقال بدر في تصريحات نقلتها صحيفة” الأهرام”: “لم نسحب خيارنا الخاص بالبرادعي ... نحن نصر على تعيينه رئيسا للوزراء وإذا ما تم اختيار شخص آخر دون إجراء مشاورات معنا، فسنرفض الاعتراف به أو التعاون معه”. بدوره، كشف المتحدث باسم جبهة الإنقاذ عن أن قادة المعارضة تفاجئوا أمس بـ”تراجع” مؤسسة الرئاسة عن اختيار البرادعي رئيسا للحكومة الجديدة، ووصف هذه الخطوة بـ”الغير موفقة”، مشيراً في الوقت نفسه إلى اتصالات تجري حالياً بين الجبهة وحزب النور المعارض لتعيين البرادعي رئيساً للوزراء والذي تردد أنه كان وراء “التراجع” عن القرار. وقال أحمد البرعي، القيادي بجبهة الإنقاذ ونائب حزب الدستور إن “قيادات الجبهة لم تجتمع بعد مع البرادعي، لكنها من المرجح أن تعقد اجتماعاً معه لسؤاله عما حدث، فما حدث كان مفاجأة لنا، لأن البرادعي لا يختلف عليه أحد كما أنه أيقونة هذه الثورة، واشتهر بأنه لا يبحث عن مناصب، فعندما رفض أن يترشح لرئاسة الجمهورية في السابق أغضب الناس، لأنه كان يرى أن خارطة الطريق في هذه المرة خاطئة، ودائماً كان يطالب بإصلاح الدستور أولاً”. وأضاف البرعي إنه كان “هناك حالة ارتباك، ليست في الجبهة فقط ولكن في الشارع المصري الذي فوجئ بإعلان البرادعي رئيساً للحكومة ثم مساء قالوا تغير الأمر”، مضيفا: “الخوف لو صحيح أن هذا التراجع نتيجة لـ(موقف) حزب النور” المعارض لتعيين البرادعي رئيسا للوزراء. وكشف البرعي في الوقت نفسه عن اتصالات غير مباشرة تجري حاليا مع حزب النور للتوصل إلى تفاهم بشأن تشكيلة الحكومة قائلا إنه “لأجل ذلك دخل زملاء في نقاشات مع حزب النور، نأمل أن تسفر عن نتائج تجعلنا نمر بهذا المشهد ونبدأ العمل”. من جهته قال حزب “النور” السلفي إنه طرح مبادرة للخروج من الأزمة الراهنة في البلاد تقضي بالخروج الآمن للرئيس المقال محمد مرسي ومشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية دون إقصاء. وقال خالد علم الدين القيادي بحزب النور ومستشار مرسي السابق إن الحزب طرح المبادرة على القوى السياسية المعنية وذلك “لخلق حالة من التوافق تتضمن تنازلات موجعة من جانب الإخوان بعد أن أصبحت عودة مرسي للرئاسة أمر صعب وعقارب الساعة لا تعود للوراء”. وأشار إلى أن “المبادرة تهدف لضمان خروج آمن للرئيس مع تعديل لخارطة الطريق”. وأوضح علم الدين أن الحزب “يتفاوض الآن مع جميع الأطراف حول هذه المبادرة إلا أنه يجد صعوبة في موقف حزب الحرية والعدالة”، غير أنه شدد على أن “حزب الحرية والعدالة كبير لا يمكن تجاهله في المعادلة السياسية”. ولفت إلى أن “هناك نوع من التدلل من الأطراف الأخرى لشعورها بالفوز على مرسي”، منوها إلى أن حزبه “يتواصل مع الجميع سواء مؤسسات الدولة أو الأحزاب وبعض الشخصيات العامة”.ورفض علم الدين الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول المبادرة. وقال متحدث باسم رئاسة الجمهورية ان بإمكان الإخوان المسلمين المشاركة في الانتخابات الجديدة. وقال المتحدث للصحفيين”نحن نمد أيدينا للجميع والجميع جزء من الوطن والرئاسة حريصة تماما على الدمج السياسي ونمد أيدينا لجماعة الإخوان المسلمين. وأؤكد ان الرئاسة منفتحة للجميع وليست في خصومة مع أي تيار إسلامي . جماعة الاخوان لديها فرصة كبيرة كغيرها في المستقبل للدخول في جميع الانتخابات بما فيها الانتخابات الرئاسية القادمة أو بعد القادمة أو طيلة الوقت المفتوح.” وطالبت الجماعة الإسلامية وحزبها “البناء والتنمية” الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور ـ الذي وصفته بأنه معين وغير شرعي ـ بأن يقدم استقالته حفاظا على الوطن من الدخول في صراع مرير. وأكدت الجماعة الإسلامية في بيان أصدرته أمس أنها كانت تنتظر من المستشار عدلي منصور كرئيس للمحكمة الدستورية العليا ألا يقبل منصب رئيس الجمهورية المؤقت وعدم تعطيل الدستور الذي وافق عليه الشعب المصري بأغلبية قدرت بـ 64 في المئة. وأشارت الجماعة إلى أن استقالة المستشار عدلي منصور من منصب رئيس الجمهورية المؤقت تمهد لحل صحيح للخروج من الأزمة الراهنة وتجنب البلاد حالة الفوضى العارمة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©