الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جمهور «سلطان بن زايد التراثي» يعانق الأصالة

جمهور «سلطان بن زايد التراثي» يعانق الأصالة
1 فبراير 2017 00:31
أشرف جمعة (أبوظبي) أصبحت المهرجانات التراثية ملاذ الجمهور الواعي المحب للتعرف إلى بيئات الماضي، حيث يلجأ إليها لاكتشاف التجارب العميقة في الحياة ويتعرف من خلالها إلى تلك العلاقة الأصيلة بين الفرد وذاته في مرحلة خصبة من حياة الآباء والأجداد، ومهرجان «سلطان بن زايد التراثي» في منطقة سويحان من 29 يناير إلى 11 فبراير المقبل، برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، يرسم صورة واقعية للموروث الشعبي الإماراتي الذي يحفل بالجمال ويتميز بأصالته على امتداد التاريخ، وفي الأيام الأولى لانطلاق المهرجان سجل الجمهور حضوره الكثيف في ساحته وتنقل بين دكاكين العارضين في الخيمة التراثية، ومن ثم تفاعل مع هذا الوهج التراثي الذي يثري هذا الحدث الذي ازدهت صورته في أعين الحضور الذين تناغموا مع جملة العادات والتقاليد الإماراتية التي تعد صورة مضيئة في جبين الوطن. حُلة جديدة يقول مشرف عام اللجان في «مهرجان سلطان بن زايد التراثي» سعيد علي المناعي: «عملت اللجان في المهرجان منذ وقت مبكر حتى يخرج هذا المهرجان بحلة جديدة تبهر الزائرين ومتذوقي التراث الوطني، إذ إننا نعمل بروح الفريق الواحد من أجل نجاح هذا الحدث المهم، وهو ما جعلنا نرفع شعار «الإنجاز وخدمة الناس»، مضيفاً أن الابتسامة بريد القلوب، ونسعى إلى أن يكون الانطباع الأول عن المهرجان في انطلاقته هذا العام بحضور الجمهور الكثيف المتنوع، فوق توقعات هؤلاء الحضور، إذ توافرت الخدمات في جميع المواقع، ومن ثم وجود شراكات مع الجهات المختصة دعماً للأسر المنتجة، مع الحرص على تنوع البرنامج ليشمل كل أفراد العائلة ولا يزال الداعم الأكبر سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات الذي أحاط عمل اللجان بزياراته المتكررة وتوصياته السديدة حتى وصل المهرجان إلى هذا المستوى من إسعاد الجمهور، مشيراً إلى أن صورة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «زايد الخير» هي الباعث على العمل والجد والاجتهاد، خصوصاً وأننا في عام الخير. مفردات الموروث إلى ذلك، يورد أحمد خادم الرميثي مدير شبكة نادي تراث الإمارات وعضو اللجنة الإعلامية بمهرجان «سلطان بن زايد التراثي» أن الزخم الكبير الذي يشهده المهرجان هذا العام من حيث التناغم بين عناصر الموروث الشعبي حفز الجمهور على التفاعل بصورة واقعية مع مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل الذي يتميز بدفقاته المتنوعة وغزارته بما يرسم صورة مكتملة العناصر والظلال تظهر بجلاء طبيعة الماضي وأهله الذين تركوا ميراثاً كبيراً للأجيال، ويلفت إلى أنه منذ انطلاق المهرجان والجمهور يتدفق ويتفاعل مع ما تقدمه الحرفيات من صناعات يدوية، وحرف تقليدية لا تزال تحتفظ بتوهجها الدائم على مر الأيام والسنين، فضلاً عن إبراز منتوجات تراثية من خلال الدكاكين التراثية التي تفنن روادها في إبراز جوانب الموروث عبر عرض الملابس التقليدية والمنتوجات التي تستمد جمالها من النخلة مع خلطات للعطور الإماراتية الأصيلة وغيرها من الصناعات اليدوية التي تعبر عن بيئة الماضي. قلاع وحصون حفلت الخيمة التراثية في منطقة سويحان بجمهور كثيف في صورة تعبر عن العلاقة التفاعلية مع معروضات السوق الشعبية وأداء الحرفيات على الكاجوجة والغزل على آلة النول والطبخ الشعبي والغزل من سعف النخيل، فضلاً عن البيئة البحرية التي تستضيف الجمهور في ورشات تثقيفية عن حياة البحارة القدامي وطرق صناعة شباك الصيد والشاشة والمراكب القديمة بالطرق التقليدية وكذلك متخصصة في البحث عن اللؤلؤ. ومن بين اللواتي حرصن على حضور المهرجان والتجول في الخيمة التراثية علياء اليافعي التي توقفت عند أحد الدكاكين التي تعرض ملابس تراثية في إطارها التقليدي القديم، وتشير إلى أنها تحرص بشكل دائم على حضور المهرجان، وأنها فور انطلاق الدورة الجديدة سارعت إلى الخيمة التراثية في منطقة سويحان من أجل اقتناء بعض الملابس التراثية التي عادة تجدها وكما تتوقع في هذا المهرجان، وتبين أنها سعدت كثيراً للشكل الجديد الذي أصبح عليه المهرجان حيث بدا في حلة مختلفة عن الماضي، وأن تصاميم السوق الشعبي تماثلت مع بيئة الماضي من حيث القلاع والحصون والأشكال التراثية التي تجسدت في كل مكان، فضلاً عن شكل المسرح الخاص ببعض الفعاليات والذي ظهرت خلفيته بشكل لافت حيث استقر فيها بعض الأبواب التراثية بأشكالها البهيجة، وترى أن المهرجان يضم فئات مختلفة من الجمهور ويجمعهم على قيم وعادات أهل الإمارات. دكان «زمان لوّل» أمام دكان «زمان لوّل» في الخيمية التراثية بالمهرجان، توقف حمزة الكامل يتأمل كيف كان هذا الدكان قديماً وكيف أنه كان يمثل «للفريج» متنفساً للصغار الذين كان ينشدون فيه كل ما يروق لهم من ألعاب وحلويات تقليدية، ويلفت الكامل إلى أنه أراد أن يتأمل هذا الدكان الذي يعبر عن الماضي وأنه من الضروري أن يكون موجوداً في الفعاليات التراثية حتى يظل أبناء الجيل الجديد يتوافدون عليه ويتعرفون إلى أهميته في الزمن القديم، ويوضح أنه من محبي التراث الوطني وأنه حرص على حضور المهرجان من أجل التفاعل مع فعالياته واقتناء بعض الأشياء التراثية التي يزين بها بيته، وتذكره دائماً بمنتوجات الماضي العريق، مؤكداً أن المهرجان هذا العام يتميز بزخمه الكبير نظراً لأهميته الكبيرة في الإمارات والمنطقة. منتوجات تقليدية الدخون الإماراتية والعطور والخلطات التي تصنع بطريقة يدوية تعبر دائماً عن الأصالة، حيث يرى راشد المنصوري أن الأنواع الجيدة منها عادة تتوافر في المهرجانات التراثية لذا فهو يحرص على الحضور إلى مهرجان «سلطان بن زايد التراثي» ليتأمل دفقات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، موضحاً أنه يفضل دائماً العطور المحلية والدخون والعود، وأنه خلال تجوله في السوق الشعبي في الخيمة التراثية، وجد أن الكثير من العارضين يبرزون هذا اللون من العطور الأصيلة، وهو ما يعطي نوعاً من التنافس بين المنتوجات التقليدية الإماراتية. نماذج للمفردات التراثية شهدت دكاكين العرض في السوق الشعبية في يومها الثالث إقبالاً كبيراً من الزوار والوفود المدرسية والسياحية وتصاعداً في شراء السلع الشعبية والهدايا التراثية التذكارية والمجسمات التي تجسد نماذج للمفردات التراثية. ويأتي تنظيم الزيارات الطلابية بغرض ربط الناشئة بقيم الماضي وتراث الأجداد، وهو ما يحقق رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات راعي المهرجان، في نقل الموروث إلى الناشئة والشباب من أبناء الدولة ويحقق التواصل المنشود بين الأجيال. وفي السياق نفسه قالت عائشة إبراهيم التي ترسم على الأدوات التقليدية مثل الأباريق والمصابيح، وتشارك للمرة الأولى في السوق الشعبية، إنها تقوم بصقل القطعة التي ترغب في تلوينها قبل أن تطليها بدرجة اللون الذي ترغب فيه، وتتركها لتجف طبيعياً، ثم ترسم عليها بالألوان، ثم تغطي الرسم بطبقة من «الورنيش» بغرض حمايته. أما حصة خميس المزروعي، فهي تصنع يدوياً منتجات من الخوص والجلد والسدو، وتزاوج أحياناً بين العناصر الثلاثة لصنع منتجات ذات طابع خاص. وغير بعيد منها، تصنع خصيبة محمد سيف المزروعي، الحلي من اللؤلؤ الطبيعي، وأحياناً تطعّمها بالذهب. بينما تختص خديجة جاسم، بصنع أكسسوارات للزينة مختلفة الأنواع، وألعاب أطفال تقليدية من القماش المزخرف، الذي تصنع منه أيضاً حافظات نسائية لأجهزة الهاتف المحمول. وتعمل «أم سلطان» على تطوير المنتجات التراثية، لاسيما أدوات المائدة المزخرفة بدقة عالية واحترافية، وأشغال السعف المذهبة من سلال متعددة الأنواع والأغراض، وغيرها من منتجات الخوص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©