السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تجديد الأواني» عادة تقبل عليها النساء متوراثة

«تجديد الأواني» عادة تقبل عليها النساء متوراثة
8 يوليو 2013 19:37
ليس بغريب حين تذهب إلى الأسواق أو المحلات التجارية، وترى ازدهار تجارة الأواني المنزلية قُبيل حلول شهر الصيام، وهذا مرده بالدرجة الأولى إلى الإقبال الكبير لربّات البيوت عليها، لاسيما إذا علمنا بأنّ الكثير منهن توارثن عن أمهاتهن عادة قديمة، فلا يرضين بديلاً عن أوانٍ جديدة لم تُستعمل من قبل، بدءاً بالملاعق? والسكاكين،? وصولا? إلى? الصحون? والقدور?. وقد? يصل? الأمر? ببعضهن? إلى? تغيير? أغطية? الطاولات? لاستكمال? الحلة? الجديدة? في? استقبال? رمضان?.? تتسابق ربات البيوت مع دخول شهر رمضان الكريم على إعادة ترتيب ما يلزم المطبخ المنزلي من أوانٍ جديدة، وأدوات طهي، لتكون في متناول اليد عند إعداد ما يشتهيه أفراد الأسرة من وجبات على المائدة الرمضانية، حيث تحرص كل أسرة على استقبال هذا الضيف الكريم بتغيير أطقم الطعام كافة، وكاسات العصير، خاصة دلال القهوة وفناجينها التي يفضل أن يكون لها إطلاله جديدة، تختلف عن بقية أيام العام. ووضحن أن عدداً من ربات البيوت أصبح تجديد أواني المطبخ لديهن عادة يحرصن عليها سنويًّا، بهدف تنسيق الطعام، وعرضه في صحون جديدة من باب التغيير وإرضاء الزوج وأفراد العائلة، استعدادًا وترحيبًا بهذا الضيف العزيز الذي يستحق الاستقبال بكل ما هو جديد ومميّز. هوس التجديد أوضحت شيخة سعيد “ربة منزل تجاوزت الأربعين”، أنها في كل سنة تحرص على تغيير أطقم الطعام، قبل رمضان بأيام عدة، خاصة كاسات العصير والملاعق، ودلال القهوة وفناجينها، بالإضافة إلى الصحون التي يتفنن بها التجار في أشكالها وتصاميمها وأحجامها، مؤكدة أن هذه العادة تأصّلت داخل أفراد الأسرة، وأصبحوا ينتظرون رمضان من أجل مشاهدة الجديد من أدوات الطبخ وأواني الطهي، حيث يشعرها ذلك التجديد بتفاؤل شهر الخير وباستقبالها رمضان بحلة متجددة، عندما ترى المائدة مزينة بصحون وملاعق جديدة والشوربة تطهى في قدر جديدة أيضاً، مما يضفي نكهة مغايرة للزوج والأبناء. وبالاقتراب من سعاد صالح التي كانت تتفحص شكل الأواني وأسعارها، وتارة أخرى تبحث عن شكل ولون مميز لبعض تلك الأواني، تفيد “صحيح أننا لا نحتاج إلى كمّ هائل من الأواني الجديدة فوق ما عندنا في المطبخ، ولكن فرحتنا بقدوم رمضان تجعلنا نستعد له بكل ما هو جديد كما نفعل في التحضير للأعياد بشراء الملابس الجديدة والحلويات، فضلاً عن كثرة الولائم والزيارات، فتتجمع العائلة غالبا في “البيت العود”، أي بيت الوالد في رمضان، وبسبب عدد أفراد العائلة الكبير نحتاج إلى عدد كثير من الأواني والصحون والأكواب، وتضيف” أحب تغيير “المواعين” أي أواني الطعام القديمة بأخرى جديدة، وأحرص على تجديده “الملال”، وهي الزبديات التي تستخدم للكاسترد والجلي والكرامل التي تستخدم للهريس و “جدور الحرارة” أي الطنجرة لمختلف الأكلات، والصحون بأشكالها المختلفة، ودلات القهوة والشاي. ارتفاع الأسعار وأعربت مريم حمدان “ربة بيت”، التي كانت منشغلة في البحث عن أوانٍ تناسب ميزانيتيها، أن شراء الأواني هوس غير طبيعي لديها، ففي رمضان تجد نفسها في تلك المحلات التي تتفنن في عرض مجموعة كبيرة من الصواني والجدور والملاعق بأشكال مختلفة. وتقول “هذه العادة متأصّلة في عائلتنا ورثتها عن والدتي، وورّثتها لبناتي وكنّاتي، مشيرة إلى أنها تشعرها بأنها تستقبل رمضان بحلة متجددة عندما ترى المائدة مزينة بصحون وملاعق? جديدة?، أما? بالنسبة? للأواني? القديمة،? أضافت? محدثتنا? أنها? في? كل? مرة? تُقدمها? هدية? للأقارب? والجيران? أو? تتصدق? بها? على? الفقراء? والمحتاجين?.? وعن المصاريف التي يتطلبها العمل بهذه العادة كل سنة، أكدت أن الميزانية التي خصصتها هذا الموسم لشراء الأواني فاقت 3 آلاف درهم، وإن كانت مريم قد اعترفت بهذه التكاليف الباهظة التي تحضر لها أشهرا قبل الحدث، إلا أنها أكدت بأنها لا تستطيع بأي? حال? من? الأحوال? تغيير تلك العادة. وفي هذا الصدد تقول فوزية السناني “ربة منزل”: اللافت للانتباه قبل رمضان هو ارتفاع سعر الأواني في الأسواق وهذا طبيعي، فسعر الشيء الواحد يزداد ضعفين في هذه الفترة وهنا يغتنم الباعة الفرصة من أجل كسب المال لأنهم على دراية بأن النساء لا يستغنين عن شراء الأواني بكميات كثيرة وخاصة الأواني التي توضع بشكل يومي على مائدة الإفطار، موضحة من خلال زيارتها لتلك المحلات منذ أيام أن هناك أدوات طبخ وأواني رخيصة كالبلاستيكية، ولكن الأواني الجميلة في مجملها غالية، وكل شيء بثمنه، وعموماً صحيح أن الأسعار الحالية مرتفعة، لكنها ليست بجديدة على محلات الأواني”. شراء النواقص وأضافت أم أحمد أن الترتيب في سفرة الطعام مطلب لكل امرأة، لكنها رفضت تخصيص شهر رمضان بسفرة معينة خلافاً عن الموجود، وقالت الكل يستخدم طيلة أيام السنة أواني منزلية، لكن إذا كان هناك نواقص فلا بأس من إكمالها، موضحة أن المرأة عليها أن تعتني بمائدتها سواء في رمضان أو في غيره، وهذا يستلزم أن تحافظ على القديم من الأواني والجديد. واستنكرت فاطمة عبد الله “ربة منزل”، العادة التي تفعلها بعض الأسر والتي تعمد إلى تغيير الأواني، وقالت “شو فيها الصحون القديمة”، فكل من حولي يعمدون إلى تغيير الأواني المنزلية لكني أرفض ذلك تماماً، موضحة أن الإسراف في شراء سفرة طعام وأطقم جديدة كل سنة في هذا الشهر قد يجعل الأواني المنزلية أكثر من الأثاث. للرجال رأي لكن دخول شهر رمضان بالنسبة للرجال هو موعد اختلال كلي لميزانية الأسرة والصرف المادي غير العقلاني من طرف النساء، إلا انهم يرضخون لرغبات زوجاتهم بتغيير الأواني المنزلية كل سنة. وفي الوقت الذي تؤكد النساء أن تغيير الأواني حاجة ملحة، يعتبرها الرجال مجرد عادة سيئة يقف أمامها الرجل المسكين مكتوف الأيدي. في هذا الصدد أكد بعض الرجال الذين رافقوا نساءهم أن الوضع أرهق تفكيرهم خصوصا، وأن مصاريف رمضان تزداد يوميا نسبة إلى عرض كميات هائلة من المنتوجات الجديدة، وفضول النساء يحتم عليهن اقتناءها حتى وان لم يتم استخدامها. أما آخرون فلا يمانعون أبدا بل يرجعون ذلك إلى إنها عادة حميدة تقوم بها السيدات قبل رمضان بأيام. استنفار الباعة تذهب معظم النساء إلى اقتناء القدور والصحون على وجه الخصوص كونها الأكثر استخداما طيلة الشهر الكريم بأشكالها وأنواعها المتعددة كل حسب الطلب. حيث يقول بائع الأواني عبد القادر حسين: تعد القدور “طناجر الطبخ” هي الأكثر شراء بالنسبة للنساء، حيث يفضلن ذات الوزن المعتدل أي الخفيفة ويذهبن دائما لاقتناء المانعة للالتصاق لأنها تسهل عملية الطبخ وتوفر الوقت. أما الصحون على اختلاف أنواعها وأحجامها تأخذ الصدارة خاصة وأنها تتوافر بأشكال جديدة تسلب عقول الزبونات وباتت معظمها تأخذ طابع الفخامة من دون أن ننسى بعض الأدوات المستخدمة في صنع الحلويات التي تم جلبها بأشكال جديدة مبتكرة. مشيرا إلى أنه من جهة أخرى، تلقى منتجات الأواني البلاستيكية رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة، خاصة لدى الطبقة المتوسطة. وهذا ما لاحظه لإحدى الزبونات التي دخلت المحل حيث إنها لم تترك شيئا إلا واشترت منه عينة، مبينة أن الأواني البلاستيكية لها استخداماتها المتعددة، حيث تبقى متماسكة لفترة طويلة في المطبخ، وفكرة اقتنائها جاءت لتخفف عناء بعض العائلات خصوصا من لديهم أطفال فهي مضادة للتكسير”. سر الإقبال وأوضح رحيم جابر، صاحب محل بيع الأواني المنزلية، أنه يستعد بعرض أفضل الأنواع وبأسعار منخفضة لجذب ربات البيوت للشراء، باعتبارها عادة سنوية في رمضان تُعبر من خلالها النساء بالاحتفاء بهذا الشهر الكريم. وعن سر إقبال النساء على شراء الأواني المنزلية. ذكر لنا البائع أن الأيام التي تسبق الشهر الفضيل تعد منبها للنسوة خصوصا اللاتي يتنافسن على توفير الجديد من الأدوات لاستقبال شهر الرحمة بنكهة متميزة، واستدل رحيم على ذلك بالعدد الهائل للمتسوقات، مشيرا إلى أن الإقبال الكبير المسجل على الأواني، يكشف أساسا عن تقاليد العائلات في رمضان، فهي بأشكالها وزخرفتها اللافتة للنظر تدعو العديد من ربات البيوت إلى اقتنائها، وهو ما تدل عليه حرارة “المفاوضات” بين النساء والباعة في هذا الوقت. نصائح مفيدة عند شراء أواني الطبخ يشترط أن تكون الأواني المستخدمة في عمليات الطبخ مقاومة للصدأ وسرعة الإصابة بخدوش في سطوحها. أن تكون ذات قدرة على تحمل حرارة التسخين المرتفعة دون تحلل مكوناتها، ويمكنها توزيع الحرارة بسرعة في جميع أجزاء الطعام. عدم تسخين أواني التيفلون وبخاصة قدور القلي إلى درجة حرارة شديدة خلال عمليات القلي خصوصًا عند خلوها من الزيت أو أي مادة غذائية أخرى. تجنب شراء الأنواع رديئة الصنع من أواني الطبخ المصنوعة من التيفلون التي يسهل تكسر طبقة التيفلون فيها نتيجة ضعف التصاقه بمعدن الألمنيوم فيتلوث الطعام الذي تتناوله بهذا المركب. عدم استعمال أواني التيفلون بعد حدوث تكسر في أجزاء من طبقتها في تحضير أغذية تحتوي على أحماض عضوية أو قلويات لأنها سوف تتفاعل مع عنصر الألمنيوم وتتسبب في تلوث الطعام بهذا الفلز الضار بالصحة. عدم استعمال ملاعق أو شوك معدنية في تقليب الأغذية داخل أواني التيفلون، لأنها تسبب حدوث خدوش فيها، والاكتفاء بأخرى مصنوعة من الخشب أو البلاستيك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©