الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زيدان أحسن لاعب في المونديال بـ 2012 نقطة

11 يوليو 2006 01:51
اختير قائد المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان افضل لاعب في نهائيات البطولة التي اختتمت أمس الأول·· وحصل زيدان في التصويت الذي قام به رجال الصحافة على 2012 نقطة متقدما على قائد المنتخب الايطالي فابيو كانافارو الذي حصل على 1977 نقطة وزميل الاخير اندريا بيرلو صاحب 715 نقطة، كما تضمنت لائحة المرشحين الفرنسيين باتريك فييرا وتييري هنري والايطاليين الحارس جانلويجي بوفون وجانلوكا زامبروتا والالمانيين ميروسلاف كلوزه هداف النهائيات (5 اهداف) والقائد ميكايل بالاك والبرتغالي مانيش· وخلف زيدان حارس المنتخب الالماني اوليفر كان الذي حصل على هذه الجائزة في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 عندما قاد منتخب بلاده الى المباراة النهائية قبل ان يخسر امام البرازيل (صفر-2)، علما بان الجائزة منحت للمرة الاولى في مونديال 1982 في اسبانيا وكان الايطالي باولو روسي اول الحائزين عليها بقيادته ''الازوري'' الى اللقب على حساب المانيا (3-1) بتسجيله 6 اهداف خلال النهائيات· وحصل الاسطورة الارجنتيني دييجو مارادونا على الجائزة عينها عام 1986 في المكسيك والايطالي سالفاتوري سكيلاتشي عام 1990 في النهائيات التي استضافتها بلاده والبرازيليان روماريو ورونالدو على جائزتي مونديالي 1994 و1998 في الولايات المتحدة وفرنسا على التوالي· وتعتبر جائزة 2006 بمثابة ''ترضية'' لزيدان (34 عاما) وخصوصا انه خاض مباراته الاخيرة قبل الاعتزال، الا انها لن تمحو الضربة الموجعة التي وجهها الى منتخب بلاده عندما طرد في الدقيقة 110 بعد تعرضه للمدافع الايطالي ماركو ماتيراتزي مسجل هدف التعادل لبلاده بعدما افتتح زيدان التسجيل من ركلة جزاء· وهذه المرة الثانية التي يطرد فيها زيدان في النهائيات اذ سبق وحصل على البطاقة الحمراء امام السعودية في الدور الاول من مونديال 1998 قبل ان يقود بلاده الى اللقب بتسجيله هدفين في المباراة النهائية امام البرازيل (3-صفر)، كم ساهم بعد عامين في احراز فرنسا بطولة امم اوروبا بفوزها على ايطاليا 2-1 في المباراة النهائية· ومنذ ان قرر وضع حد لمسيرته في الملاعب، كان صانع ألعاب منتخب فرنسا وقائده زين الدين زيدان يحلم بأن تكون مباراته الاخيرة على الملعب الاولمبي في برلين في التاسع من يوليو، اي المباراة النهائية لمونديال المانيا، 2006 لكنه لم يتصور ولو للحظة واحدة بأن حلمه هذا سيتحول الى كابوس بسبب لحظة جنون انتابته وجعلته يسدل الستار على مسيرة مظفرة بطريقة سيئة جدا· وبات زيدان (34 عاما) رابع لاعب يطرد في المباريات النهائية لكأس العالم بعد ان رفع الحكم الارجنتيني هوراسيو ايليزوندو بوجهه البطاقة الحمراء· وكان الارجنتينيان بدرو مونزون وجوستافو ديزوتي طردا في نهائي مونديال 1990 ضد المانيا، ثم حذا حذوهما المدافع الفرنسي مارسيل دوسايي في نهائي مونديال 1998 كما اصبح ايضا ثاني لاعب يطرد مرتين في نهائيات كأس العالم· وسبق لزيدان ان طرد في المباراة ضد السعودية في الدور الاول من مونديال 1998 عندما داس على ساق احد اللاعبين السعوديين· اما اللاعب الاخر فهو المدافع الكاميروني ريجوبرت سونج الذي طرد ضد البرازيل في مونديال 1994 وضد تشيلي في مونديال 1998 وكان السيناريو ملائما لزيدان لينهي مسيرته في القمة في المونديال الحالي خصوصا انه حمل فريقه على اكتافه الى المباراة النهائية اعتبارا من الدور الثاني، عندما تألق بشكل لافت في المباراة ضد اسبانيا وسجل الهدف الثالث، ثم تعملق في المباراة ضد البرازيل ومرر الكرة التي جاء منها هدف تييري هنري الوحيد في ربع النهائي، قبل ان يسجل هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء في مرمى البرتغال في نصف النهائي· وكانت الامور تسير بطريقة رائعة لزيدان في النهائي ايضا بعد ان افتتح التسجيل بركلة جزاء في الدقيقة السادسة ليضع منتخب بلاده على الطريق الصحيح، لكن انتابته لحظة جنون اطاحت بآماله وبأحلام المنتخب الفرنسي بإحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه، فكانت غلطة الشاطر بألف· وغادر زيدان الملعب متوجها الى غرف الملابس مطأطأ الرأس حتى انه لم يتسلم ميداليته لحظة توزيع الجوائز اثر انتهاء المباراة على الرغم من انه تابع ركلات الترجيح من مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في محاولة لشد ازر زملائه لكن من دون جدوى· لقد بلغ زيدان قمة المجد الكروي في مونديال فرنسا 98 عندما فرض نفسه نجما للمباراة من دون منازع فسجل الهدفين الاولين اللذين وضعا فرنسا على طريق احراز اللقب للمرة الاولى في تاريخها قبل ان ينهي زميله ايمانويل بوتي التهديف في الدقيقة الاخيرة· وساهم تألقه في المباراة النهائية تحديدا في تتويجه بلقب افضل لاعب في اوروبا الذي تمنحه سنويا مجلة فرانس فوتبول· ثم ساهم في احراز لقب امم اوروبا عام 2000 وكأس القارات في العام التالي، وغاب عن المباراتين الاوليين لفرنسا في مونديال 2002 فخسرت الاولى امام السنغال صفر-،1 وتعادلت في الثانية مع الاوروجواي صفر-صفر، قبل ان يعود في المباراة الاخيرة ضد الدنمارك لكنه لم يفعل شيئا ليخسر فريقه مجددا صفر-2 ويخرج من الباب الضيق· ولم يكن غريباً أن يحظى اسم زين الدين زيدان قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم بنصيب الاسد من هتافات وتشجيع الجماهير لدى سماع اسمه خلال الاعلان عن أسماء المنتخبين الفرنسي والايطالي في الاذاعة الداخلية للاستاد الاولمبي ببرلين مساء أمس الأول قبل مباراة الفريقين في نهائي كأس العالم 2006 بإيطاليا· وأدرك معظم المشجعين في استاد برلين والذين بلغوا حوالي 69 ألفا أنهم لم يحضروا إلى الاستاد ليشاهدوا نهائي كأس العالم 2006 من المدرجات فحسب وإنما حضروا لتوديع الاسطورة زيدان 34 عاما الذي يعده البعض أفضل لاعب في جيله· وكان زيدان الذي خاض مساء أمس المباراة الدولية رقم 108 في مسيرته مع المنتخب الفرنسي أعلن قبل بداية البطولة الحالية أنها ستكون الاخيرة له في عالم الساحرة المستديرة سواء على المستوى الدولي أو على صعيد الاندية حيث سيعتزل اللعب نهائيا· أما الشيء الغريب الذي أصاب الجميع في الاستاد الاولمبي ببرلين مساء أمس هو أن اللاعب ودع الملاعب ببطاقة حمراء أشهرها الحكم في وجه زيدان بعدما اعتدى الاخير على ماركو ماتيرازي مدافع المنتخب الايطالي لسبب غير مفهوم حيث شوهد زيدان وهو يستدير فجأة ويتجه إلى ماتيرازي الذي كان خلفه بخطوتين فقط ووجه ضربة قوية برأسه إلى صدر ماتيرازي الذي سقط على الارض· ويرجح أن يكون ماتيرازي قد وجه إلى زيدان كلمات لم تلق قبولا لدى الاخير· ولذلك لم يستطع زيدان أروع لاعب في تاريخ كرة القدم الفرنسية أن يرى فابيو جروسو لاعب المنتخب الايطالي وهو يسدد ضربة الترجيح الخامسة في شباك فابيان بارتيز ليقود منتخب إيطاليا إلى الفوز5/3 بضربات الترجيح· ولكن من المؤكد أن زيدان هذا اللاعب الزئبقي وبغض النظر عن واقعة الطرد قد أضاف إلى جماهير كرة القدم لحظة أخرى سحرية ستظل خالدة في الاذهان على مدار سنوات مقبلة· وبعد مرور ست دقائق فقط على بداية المباراة منح الحكم الارجنتيني أوراسيو إليزوندو ضربة جزاء للمنتخب الفرنسي بعد أن أسقط ماتيرازي اللاعب الفرنسي فلوران مالودا داخل منطقة الجزاء في لعبة مثيرة للجدل· وتقدم زيدان الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات سابقة لتسديد الضربة حيث دفع من خلال التمويه الحارس الايطالي جانلويجي بوفون إلى التحرك في الاتجاه الاخر بعيدا عن المكان الذي لعب فيه زيدان الكرة بكل هدوء ولكنها ارتطمت بالعارضة ثم سقطت داخل المرمى متجاوزة خط المرمى بقليل· وأشار الحكم باحتسابها هدفا وأظهرت الاعادة التلفزيونية صواب قرار الحكم· ولم يكن هناك من يستطيع لعب ضربة الجزاء بهذا الشكل إلا من هو في خبرة زيدان الذي فعل بعدها كل شيء في كرة القدم على مدار شوطي الوقت الاصلي في المباراة وحتى طرده قبل نهاية الوقت الاضافي بعشر دقائق· وكان زيدان سجل هدفين في مرمى المنتخب البرازيلي في نهائي كأس العالم 1998 بفرنسا ليقود المنتخب الفرنسي إلى الفوز بالثلاثة في المباراة والتتويج بلقب كأس العالم للمرة الاولى في تاريخ فرنسا· ورفعت ضربة الجزاء التي سددها زيدان رصيده من الاهداف في المباريات النهائية لكأس العالم إلى ثلاثة أهداف ولكنه في نفس الوقت أصبح رابع لاعب يتعرض للطرد في المباريات النهائية لكأس العالم· وجسد زيدان المولود لاب جزائري من المهاجرين إلى فرنسا الجهود الفرنسية للدمج بين المواطنين والمهاجرين ومدى الفائدة العائدة على الفرق الرياضية من هذا الدمج حيث كان فوز الفريق بقيادة زيدان بكأس العالم عام 1998 ثم فوز الفريق بقيادته بلقب كأس الامم الاوروبية 2000 بهولندا وبلجيكا أفضل دعاية لمثل هذه العملية· وبعد أن قاد زيدان المنتخب الفرنسي للفوز بكأس العالم قبل ثماني سنوات عرضت صورته على جانب قوس النصر بعد الفوز الشهير على البرازيل· وعلى الرغم من مطالبة الكثيرين لزيدان بالتراجع عن قرار اعتزال اللعب الدولي العام الماضي بعد عام من إعلان اعتزاله الدولي لقيادة الفريق وإنقاذه في التصفيات الاوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم وهو ما فعله زيدان ما زال لهذا النجم الكبير العديد من المنتقدين في فرنسا· واعتقد الكثيرون آنذاك أنه صار ''عجوزا'' ولا يمثل خطرا على الفرق المنافسة وأنه من الضروري على ريمون دومينيك المدير الفني للمنتخب الفرنسي أن ينظر إلى المستقبل أكثر من الانغماس في الماضي· وأصيب هؤلاء المنتقدون بالسكتة عندما نجح المنتخب الفرنسي ''الديوك الزرق'' الذين عانوا في بداية البطولة بالتعادل مع سويسرا سلبيا ومع كوريا الجنوبية 1/1 في تحقيق الفوز في المباراة الثالثة على توجو بهدفين والتأهل إلى الدور الثاني للبطولة مؤكدين بذلك تطور مستواهم من مباراة لاخرى· ولكن مباراة الفريق في الدور الثاني (دور الستة عشر) كانت دليلا دامغا على السبب في أن يصبح زيدان أسطورة فرنسية في الملاعب الكروية حيث قدم اللاعب عرضا رائعا في هذه المباراة وقاد الفريق للفوز 3/1 على المنتخب الاسباني أحد المرشحين للفوز باللقب· وسجل زيدان الهدف الثالث لفريقه في الوقت القاتل من المباراة ليقضي على أمل الماتادور الاسباني في تحقيق التعادل· وأعلن زيدان بقوة عن نفسه مجددا عندما قاد المنتخب الفرنسي للفوز على المنتخب البرازيلي حامل اللقب ليطيح به من دور الثمانية للبطولة إثر تمريرة هادئة ومتقنة لعبها من ضربة حرة إلى زميله تييري هنري الذي لم يجد أدنى صعوبة في إيداعها المرمى ليفوز المنتخب الفرنسي بهدف ويتأهل إلى الدورؤ قبل النهائي· وتجلى هدوء زيدان بشكل أكبر في المباراة التالية أمام المنتخب البرتغالي عندما سدد ضربة الجزاء التي جاء منها هدف المباراة الوحيد ليفوز الديك الفرنسي بهدف أيضا ويتأهل للنهائي أمام إيطاليا· وفي المباراة النهائية سنحت الفرصة مجددا لزيدان ليسطر اسمه من جديد بحروف من ذهب عندما سجل هدف التقدم للمنتخب الفرنسي من ضربة جزاء في الدقيقة السادسة من المباراة ويقترب بفريقه من اللقب للمرة الثانية في التاريخ وهي الثانية خلال ثماني سنوات فقط· ولكن الفريق الايطالي حقق التعادل لتستمر المنافسة قائمة على اللقب حتى نهاية الوقت الاصلي الذي انتهى بالتعادل 1/1 وفي الوقت الاضافي سنحت الفرصة مجددا لزيدان حيث لعب ضربة رأس نموذجية اثر تمريرة عرضية من زميله ويلي سانيول من ناحية اليمين ولكن الحارس الايطالي جانلويجي بوفون برهن على جدارته بلقب أفضل حارس مرمى في البطولة وأطاح بالكرة إلى ضربة ركنية ليبدد آمال زيدان والديوك· ولكن يبدو أن الجماهير لن تتذكر مسيرة زيدان ''زيزو'' في هذه البطولة بهذه اللعبة أو بأهدافه الثلاثة أو بالوصول للمباراة النهائية بقدر ما ستتذكره بواقعة الطرد بعد الاعتداء على ماتيرازي· ومن المؤكد أن أعظم وداع للاعب كرة القدم هو خوض المباراة النهائية لكأس العالم التي يشاهدها أكثر من مليار مشجع حول العالم ولكن الوضع لم يكن كذلك بالنسبة لزيدان الذي ودع ملايين من مشجعيه عقب تصرف أبسط ما يقال عنه أنه ''لحظة تهور أو ربما جنون''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©