الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتقون فائزون بالجنة وناجون من النار

المتقون فائزون بالجنة وناجون من النار
25 يوليو 2014 02:48
إنَّ تقوى الله هي سفينة النجاة يوم القيامة، فهي التزام طاعة الله وطاعة رسوله وهي سلوك طريق نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وأمر الله بها عباده عامة وأمر بها المؤمنين خاصة، قال الله تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)، «سورة النحل: الآية 2». ويقول الدكتور صبري عبد الرؤوف -أستاذ الفقه بجامعة الأزهر- جاء الأمر الإلهي بتقوى الله في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، «سورة الحشر: الآية 18»، يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بتقواه سراً وعلانية في جميع الأحوال وأن يراعوا ما أمرهم الله به من أوامره وشرائعه وحدوده وينظروا ما لهم وما عليهم وماذا حصلوا عليه من الأعمال التي تنفعهم أو تضرهم في يوم القيامة لأن العباد إذا جعلوا الآخرة نصب أعينهم وقبلة قلوبهم واهتموا بها اجتهدوا في كثرة الأعمال الموصلة إليها وبعدوا عما يعيقهم في السير إليها والله تعالى خبير بما يعملون فيجب على الإنسان محاسبة نفسه على ما وقع منه من تقصير أو معصية وأن يقلع ويتوب عنه. الفائزون والخاسرون ويجب على الإنسان عدم الغفلة عن تقوى الله لأن الذين غفلوا عن ذكر الله وعن القيام بحقه وأقبلوا على مصالح وشهوات الدنيا أنساهم الله أنفسهم وأصبح أمرهم فرطاً ورجعوا بخسارة الدارين الدنيا والآخرة وهم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة ربهم بكثرة معاصيهم فلا يستوي من اتقى الله تعالى واختار الآخرة أملاً في الجنة ونعيمها والعيش مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومن غفل عن ذكر الله ونسي حقوقه فشقي في الدنيا واستحق العذاب في الآخرة فالأولون هم الفائزون والآخرون هم الخاسرون. وقال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، «سورة النحل: الآية 97»، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً ولهذا ذكر جزاء العاملين في الدنيا والآخرة في هذه الآية الكريمة لأن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها والإيمان مقتض لها لأنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات ومن جمع بين الإيمان والعمل الصالح، فإن الله تعالى يحييه حياة طيبة، وذلك بطمأنة قلبه ويرزقه الله رزقاً حلالاً طيباً من حيث لا يحتسب ويجزي الله عباده المتقين في الآخرة أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون فيؤتهم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. التقوى طريق السعادة وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما يوصي أصحابه بالتقوى ويبدأ بها خطبه ووصاياه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر أميراً على جيش أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فكان - صلى الله عليه وسلم- يقول للصحابي أبي ذر: «اتق الله حيثما كنت»، وقال- صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت»، فالتقوى طريق السعادة والبعد عنها طريق الهلاك قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، «سورة الأعراف: الآية 96». والله - عز وجل - يكون مع المتقين قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، «سورة البقرة: الآية 194»، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)، «سورة النحل: الآية 128»، والله تعالى يجعل للإنسان المتقي من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب كما قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ . . . )، «سورة الطلاق: الآيتان 2-3»، ويتقبل الله الأعمال الصالحة من المتقين، كما قال تعالى في سورة المائدة: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، «الآية 27»، وييسر الله تعالى للمتقي حوائجه ويسهل له كل أمر عسير كما قال تعالى في كتابه العزيز: (. . . وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)، «سورة الطلاق: الآية 4». المؤمن المتقي والمؤمن المتقي يفوز بالجنة وينجو من النار امتثالاً لقوله تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ*وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ*وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)، «سورة الزخرف: الآيات 33 - 35»، كما أن الإنسان الذي يتقي ربه يغفر الله تعالى له ذنوبه ويستطيع أن يفرق بين الحق والباطل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، «سورة الأنفال: الآية 29)، والمتقون هم أولياء الله وأحبابه قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)، «سورة يونس والمتقون هم أكرم الناس عند الله قال تعالى: (. . . إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. . . )، «سورة الحجرات: الآية 13».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©