الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبيّبن كعب .. كاتب الوحي

أبيّبن كعب .. كاتب الوحي
24 يوليو 2014 20:45
قبل الإسلام، كان حبراً من أحبار اليهود، مطلعاً على الكتب القديمة، بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيعة العقبة، وحارب بجواره في بدر وبقية الغزوات الأخرى، وجمع القرآن في حياة الرسول، وبلغ منزلة رفيعة في العلم، حتى وصفه عمر بن الخطاب بـ «سيد المسلمين». هو أبي بن كعب بن قيس بن عُبيد النجّار، أبو منذر الأنصاري الخزرجي، كان في مقدمة الذين يكتبون الوحي، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبي بن كعب، إني أمرت أن أعرض عليك القرآن»، فسأل الرسول في نشوة غامرة: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، وهل ذكرت لك باسمي؟ فأجاب الرسول: «نعم، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى» كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «أقرأ أمتي أبَيّ». قال الحافظ الذهبي: شهد العقبة وبدراً، وجمع القرآن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرض على النبي وحفظ عنه علماً مباركاً، وكان رأساً في العلم والعمل. وقال ابن حجر: سيد القراء، كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدراً والمشاهد كلها، . وقال الواقدي: هو أول من كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأول من كتب في آخر الكتاب، وكان ربعة أبيض اللحية، لا يغير شيبه، وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات. وروى عنه أيضاً أبو أيوب وعبادة بن الصامت، وسهل بن سعد وأبو موسى، وابن عباس وأبو هريرة، وأنس وسليمان بن صرد، وغيرهم. قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي. كان صاحب عبادة وعن أبي العالية قال: كان أبي صاحب عبادة فلما احتاج الناس إليه ترك العبادة وجلس للقوم. وفي سنن أبي داود أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جمع الناس على أبي بن كعب في قيام رمضان، فكان يصلي بهم عشرين ركعة، ولأبي في الكتب الستة نيف وستون حديثاً، وله - رضي الله عنه - عند بقي بن مخلد مئة وأربعة وستون حديثاً، منها في البخاري ومسلم ثلاثة أحاديث، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بسبعة. ذات يوم سأله النبي - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا المنذر، أي أية من كتاب الله أعظم؟» فأجاب قائلاً: الله ورسوله أعلم. وأعاد النبي - صلى الله عليه وسلم - سؤاله: «يا أبا المنذر، أي أية من كتاب الله أعظم؟»، وأجاب أبي: «الله لا إله إلا هو الحي القيوم» فضرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - صدره بيده، وقال له والغبطة تتألق على محياه: «ليُهْنِكَ العلم أبا منذر». رجل زاهد وعن جُندب بن عبدالله البجلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، فدخلت مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون، فجعلت أمضي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر، فسمعته يقول: «هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة، ولا آسى عليهم»، أحسبه قال مراراً، فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام، فسألت عنه بعدما قام قلت: من هذا؟. قالوا: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب، فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رثُّ المنزل رثُّ الهيئة، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه بعضاً. وبعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظل أبي على عهده في عبادته وقوة دينه، وكان دوماً يذكر المسلمين بأيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقول: لقد كنا مع الرسول ووجوهنا واحدة، فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يميناً وشمالاً. وحين اتسعت الدولة الإسلامية ورأى المسلمين يجاملون ولاتهم، أرسل كلماته المنذرة: هلكوا ورب الكعبة، هلكوا وأهلكوا، أما أني لا آسى عليهم، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين. وقعة الجابية شهد أبي بن كعب مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية، وقد خطب عمر بالجابية فقال: أيها الناس من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأتِ أبيَّ بن كعب. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال عمر بن الخطاب: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا. قال: فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخَّر الناس، فهاجت سحابة، فقال أبيُّ: اللهم اصرف عنّا أذاها. فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم، فقال عمر: أمَا أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا الله عزّ وجلّ أن يصرف عنّا أذاها. فقال عمر: ألا دعوتُمْ لنا معكم؟. وتوفي - رضي الله عنه - سنة 30 هجرية، يقول عُتيّ السعديّ: قدمت المدينة في يوم ريحٍ وغُبْرةٍ، وإذا الناس يموج بعضهم في بعض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض؟. فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟. قلت: لا. قالوا: مات اليوم سيد المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©