الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أصحاب الرس» ألقوا رسولهم في بئر فأهلكهم الله

24 يوليو 2014 20:45
اختلف المفسرون في تحديد هوية أصحاب الرس، ولكنهم اتفقوا على أن «الرس» بئر عظيمة أو حفير كبير، قال ابن عباس، أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود، والرس بئر بأذربيجان، وقال القرطبي، إن «الرس» في كلام العرب هو البئر التي تكون غير مطوية أي غير مبنية، وقال عكرمة، الرس بئر دفنوا فيها نبيهم، وفي تفسير أبي السعود، أصحاب الرس هم قوم يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شعيباً فكذبوه، فبينما هم حول الرس إذ انهارت فخسف بهم وبديارهم. وقال الزمخشري، أصحاب الرس، كانوا قوما من عبدة الأصنام أصحاب آبار ومواش، فبعث الله إليهم شعيباً فدعاهم إلى الإسلام، فتمادوا في طغيانهم وفي إيذائه، فبيناهم حول الرس انهارت بهم فخسف بهم وبديارهم. جاءت قصة أصحاب الرس، في قول الله تعالى: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ، وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا)، «سورة الفرقان: الآيتين 38-39»، وقوله: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ، وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ، وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)، «سورة ق: الآيات 12 - 14». حول البئر ذهب بعض المفسرين إلى أن أصحاب الرس، كانوا يبنون منازلهم حول بئر، فبينما هم حول البئر في منازلهم انهارت بهم وبديارهم، فخسف الله بهم فهلكوا جميعاً، وذكروا أن البئر كانت ترويهم وتكفي أرضهم جميعها، وكان لهم ملك عادل حسن السيرة، فلما مات وبعد أيام، تصور لهم الشيطان في صورته، وقال إني لم أمت، ولكن تغيبت عنكم حتى أرى صنيعكم، ففرحوا أشد الفرح وأمر بضرب حجاب بينهم وبينه، وأخبرهم أنه لا يموت أبدا، فصدق به أكثرهم وافتتنوا به وعبدوه، فبعث الله فيهم نبيا فأخبرهم أن هذا شيطان يخاطبهم من وراء الحجاب، ونهاهم عن عبادته، وأمرهم بعبادة الله، فعدوا عليه فقتلوه وألقوه في البئر، فغار ماؤها وعطشوا بعد ريهم، ويبست أشجارهم وانقطعت ثمارهم، وخربت ديارهم، وتبدلوا بعد الأنس بالوحشة وبعد الاجتماع بالفرقة وهلكوا عن أخرهم، وسكن في مساكنهم الجن والوحوش، فلا يسمع ببقاعهم إلا عزيف الجن وزئير الأسود وصوت الضباع. نهر الرس وقيل سموا أصحاب الرس، لأنهم رسوا نبيهم في الأرض، وذلك بعد سليمان عليه السلام وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له «الرس» من بلاد المشرق، وبهم سمي النهر، ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها، وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً من العين، فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والأنهار، فلا يشربون منها ولا أنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه، ويقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب، فإذا سطع دخان الذبائح في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم. فكان الشيطان يجيء، فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفساً وقروا عينا، فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف، فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون. عيد قريتهم العظمى حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور، وجعلوا له اثنا عشر بابا كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم. فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجود، ولا يتكلمون فيكونون على ذلك اثني عشر يوما، لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون. فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره، بعث الله نبيا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب، فلبث فيهم زماناً طويلاً يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته، فلا يتبعونه، فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى، قال يا رب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع، فأيبس شجرهم أجمع وأرهم قدرتك وسلطانك، فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها، فهالهم ذلك، فصاروا فرقتين، وأجمعوا رأيهم على قتله، فاتخذوا أنابيب طوالا ونزحوا ما في البئر من الماء، ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم، وألقموا فاها صخرة عظيمة، وقالوا نرجو الآن أن ترضى عنا آلهتنا، بقوا يومهم يسمعون أنين نبيهم، حتى مات. وهم في عيدهم جاءتهم ريح عاصف شديدة الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها، ثم صارت الأرض من تحتهم تتوقد وأظلتهم سحابة سوداء، فألقت عليهم جمرا، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار. وسياق الآيات يدل على أنهم دمروا وتبروا، وهو الهلاك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©