بدأت الجماهير الايطالية تشم رائحة الفوز بكأس العالم بالفعل لحظة تسديد المهاجم الفرنسي ديفيد تريزيجه ضربة الجزاء الثالثة لفرنسا في العارضة خلال ضربات الجزاء الترجيحية وبعد ثوان قليلة وفي اللحظة التي سجل فيها المدافع الايطالي فابيو جروسو ضربة الجزاء الخامسة والاخيرة لمنتخب بلاده معلنا فوز إيطاليا على فرنسا 5/3 وتتويجها بطلة للعالم للمرة الرابعة في تاريخها أضاءت الالعاب النارية الكثيفة سماء إيطاليا فيما غيم الحزن التام على الاراضي الفرنسية· وشهدت العاصمة الايطالية روما مشاهد غير تقليدية بعدما هرع الناس إلى الشوارع يجرون والدموع تملأ عيونهم ويعانقون بعضهم البعض حتى وإن كانوا غرباء تماما ويقفزون فرحا·
وشاهد نحو نصف مليون مشجع مباراة أمس في الشاشات العملاقة الموجودة أمام استاد ''سيركوس ماكسيموس'' بالعاصمة روما والذي يعود تاريخ بنائه إلى ألفي عام·
بينما تجمع نحو 50 ألف مشجع في ميدان بياتزا دومو بمدينة ميلانو أي ما يساوي ثلاثة أضعاف التجمعات الجماهيرية الاخرى التي شهدتها بقية ميادين المدينة الايطالية الشمالية· وفي تلخيص لمشاعر شعب كامل كان يخشى الاسوأ بما فيه خسارة نهائي كأس عالم جديد وفضائح كبيرة في التلاعب في نتائج المباريات المحلية قالت مشجعة إيطالية ''أخيرا وبعد طول انتظار فزنا بلقب كبير حقا''·
وقال اللاعب الايطالي السابق ماركو تارديللي الفائز بلقب بطولة كأس العالم مع منتخب بلاده عام 1982 ''أهنئ هؤلاء الاولاد الذين لم يستسلموا أبدا''· وكان تارديللي قد سجل هدفا في نهائي 1982 بمدريد عندما فازت إيطاليا على ألمانيا 3/1 وأضاف تارديللي ''إنها لحظة فريدة بالنسبة لهؤلاء اللاعبين· لحظة سبق لي أن عشتها ولكنني لن أستطيع أن أعيشها مجددا· الا أنني أؤكد لكم أن ما يشعرون به الان يفوق الوصف''· بينما أكد الممثل الايطالي لوكا زينجاريتي الذي كان يعلق على المباريات بقناة ''راي'' الايطالية العامة أنه أصبح يتحدث بصعوبة بسبب صراخه الكثير أثناء المباراة·
وكانت إيطاليا قد ارتدت بأكملها ثوب منتخبها الوطني الازرق حتى قبل النهائي· وتدلت الاعلام الايطالية فوق كل شيء بالبلاد بداية من أصغر دراجات الاسكوتر التي تسير بمحركات ووصولا إلى واجهات كاملة للمباني· ومع بداية مشاهدة الشعب الايطالي للمباراة ساد سكون رهيب بالبلاد يتخلله أحيانا بعض التهليل أو الصراخ في الشوارع التي خلت معظمها من الناس· حتى سجلت إيطاليا ضربة الجزاء الحاسمة الاخيرة التي ما أن سجلت حتى امتلأت الشوارع والميادين فجأة بالناس وبدأت الاحتفالات على الفور· وتكررت المشاهد الفريدة من نوعها عبر البلاد من ميلانو إلى نابولي إلى باليرمو·
عدد اليوم
