الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زيادة الطلب على السياحة الخارجية رغم ارتفاع التكلفة

زيادة الطلب على السياحة الخارجية رغم ارتفاع التكلفة
12 يوليو 2006 00:34
تحقيق - محمود الحضري: اشتدت حدة المنافسة بين شركات ووكالات السفر لجذب أكبر عدد من المسافرين بغرض السياحة من الدولة إلى الوجهات السياحية المختلفة، وبالرغم من ارتفاع متوسط التكاليف بنسب تراوحت بين 10 و15 بالمئة على بعض الوجهات أو معظمها إلا أن مصادر السوق تؤكد وجود نمو في أعداد المسافرين بنسب بلغت 25 بالمئة· وأرجعت المصادر الناشطة في قطاع السياحة والسفر الارتفاع في التكاليف الاجمالية إلى ارتفاع تذاكر الطيران بنسب وصلت إلى 25 بالمئة، خاصة أن تذكرة السفر تستحوذ وحدها على نحو 70 بالمئة من التكلفة الاجمالية للبرنامج السياحي، بينما ظل تأثير تقلبات أسعار الصرف محدوداً، وان كان تأثيره نسبياً أعلى بالنسبة لبعض الوجهات الأوروبية وتشير مصادر السوق إلى أن الوجهات السياحية في شرق آسيا والدول العربية هي الاكثر استقطاباً للمسافرين تليها استراليا، وتأتي أوروبا في المرتبة الأخيرة، بينما اختفت تقريباً الوجهات الأميركية كنقاط جذب للسياح· تأثير اليورو محدود لبيب جارودي مدير جمعية وكلاء السفر والسياحة يقول إن الطلب كبير على السفر للسياحة وهو ما تؤكده مؤشرات الحجز التي جرت على مدى الشهرين الماضيين، فالزيادة تصل إلى 15 بالمئة وربما تزيد عن ذلك في بعض الوجهات· وأوضح بأن قرار السفر غالباً لا يتأثر بأي زيادة في الأسعار، نظراً لمحدودية هذه الزيادة، ولتنوع المنتجات السياحية التي تلبي احتياجات مختلف الشرائح مشيراً إلى أن الارتفاع الذي شهده اليورو لا يتجاوز 0,19 فلس، وبالتالي فهذه الزيادة لم ولن تؤثر على حجم الطلب للسفر بغرض السياحة· وقال: بالفعل هناك زيادة في التكاليف الاجمالية للعروض السياحية، مقارنة مع الموسم السياحي الماضي، وذلك لارتفاع سعر تذاكر السفر، ولكن اذا ما قارنا أسعار التذاكر بالأسعار قبل عامين سنجد أن بعض الوجهات انخفضت أسعار التذاكر عليها، علاوة على أن الفنادق قدمت عروضاً سعرية أقل· وأشار جارودي إلى أن أوروبا هي الأكثر تأثراً بارتفاع سعر اليورو، نظراً لأن أسعار الفنادق اصبحت باليورو، فعلى سبيل المثال كان متوسط سعر الغرف 65 دولاراً، وأصبح الآن 65 يورو، وهنا يأتي الفرق في السعر، بينما ظلت الأسعار عند مستوياتها المعتادة خارج أوروبا سواء في الشرق الاقصى أو في الشرق الأوسط والدول العربية بشكل عام· ونوه إلى أن المسافرين الذين يجدون زيادة في تكاليف السفر عن الميزانيات التي يضعوها لاجازاتهم، لا يقومون بالغاء السفر عادة، بل غالباً يلجأون إلى حلول وسط مثل خفض مدة السفر، أو اختيار مستوى فندقي أقل تكلفة، أو درجة سفر أقل· وقال لبيب جارودي: من أهم سمات هذا الموسم أن السفر إلى أوروبا انخفض عن السنوات السابقة، ولا يوجد طلب للسفر إلى أميركا، وزاد الطلب على وجهات شرق آسيا، والعديد من الوجهات العربية مثل ولبنان وسوريا والأردن، وذلك بسبب انخفاض التكلفة وسهولة السفر، واستخراج التأشيرات، علاوة على العروض السياحية في هذه البلدان، وينطبق هذا نسبياً على تركيا والمغرب وتونس بنسب أقل، بينما تظل استراليا نقطة جذب للسياحة العائلية· 70% تحصدها تذاكر الطيران· ويشير حسام الدين محمد مدير شركة (مون لايت للسياحة) إلى أن مجمل تكلفة العروض السياحية ارتفعت بمتوسط 12 إلى 15 بالمئة وهذا أمر واضح لا يمكن التغاضي عنه، ويعود هذا بالاساس للزيادة في تكلفة اصدار تذكرة السفر بالطيران، واوضح ان تذاكر الطيران تحصد نسبة تصل إلى 70 بالمئة من تكلفة العرض، خاصة مع الزيادة التي جرت خلال الفترة الأخيرة على الضرائب المفروضة على تذاكر السفر، مشيراً إلى أن تذكرة بعض العروض مثل تايلاند تصل قيمتها إلى 2610 دراهم، بينما الاقامة لثلاث ليال تصل تكلفتها إلى 1200 درهم، وبالتالي يأتي الفرق في السعر، وهذا ينطبق على وجهة مثل شرم الشيخ في مصر فسعر تذكرة السفر 2200 درهم، والاقامة تصل إلى ألف درهم· ووفق هذا التصور الواقعي لا يصبح لارتفاع اسعار اليورو أي انعكاس أو تأثير على العروض السياحية، فالزيادة الناجمة عن سعر اليورو في الاقامة لا تتجاوز 50 درهماً، وهذا المبلغ ليس له المردود الذي يؤدي لاتخاذ قرار بعدم السفر السياحي· وأوضح بأن الطلب على السفر للسياحة خلال موسم الصيف الحالي شهد نمواً ملحوظاً، وهناك طلب كبير يصل إلى نسب تتراوح بين 25 بالمئة و30 بالمئة حسب الوجهات والتفاوت فيما بينها، مشيراً إلى أن منطقة جنوب شرق آسيا لاتزال تحصد نصيب الاسد من طالبي السفر للسياحة، ودخلت الدول العربية مثل مصر وتونس ولبنان والأردن وسوريا حلبة المنافسة هذا الموسم، بينما الوجهات الأوروبية يتفاوت الطلب عليها، وان كانت روما وإسبانيا والنمسا من الوجهات المرغوب فيها، اضافة إلى أن استراليا تظل نقطة جذب عائلي· وأوضح حسام الدين بأن السعر يظل أهم العوامل والعناصر التي تستقطب المسافر بغض النظر عن مستوى الخدمات والجودة، ومن هنا تظهر المنافسة غير الصحية، ولكن بدأ هناك وعي بين جمهور المسافرين للسياحة، حيث يدرك أن السعر وان كان مرتفعاً قليلاً فحتماً وراءه خدمة وجودة أفضل، وهذا ما نسعى إلى ترسيخه والتوعية به بين جمهور المسافرين· 75% الاشغال على الرحلات ويشير كريم الصناديلي المدير الاقليمي للخطوط الجوية النمساوية إلى أن السفر للسياحة خلال الموسم الذي بدأ قبل شهر تقريباً لم يتأثر بسعر اليورو، نظراً لكون هذه الزيادة محدودة للغاية، ولم نلاحظ أي طلب لالغاء السفر، فنسبة الاشغال على الرحلات خلال الموسم على متن الرحلات إلى فيينا من دبي لا تقل عن 75 بالمئة ونسبة الحجوزات أعلى من معدلات العام الماضي· ويشير عادل مرسي استشاري سفريات في شركة نت تورز إلى أن مستويات الأسعار هذا العام لا خلاف على أنها زادت ولا تقل هذه الزيادة عن 10 بالمئة، والجميع يتفق على أن الزيادة بسبب ارتفاع سعر تذكرة السفر بنفس النسبة، مع وجود زيادة في رسوم بعض المطارات، أما تأثير اليورو فغير وارد، بل الأكثر تأثيراً هو سعر الدولار في حالة ارتفاعه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©