الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية: المجاعة وارتياب المانحين

10 يوليو 2011 23:02
في وقت تحذر فيه منظمات إنسانية من نقص متزايد في المواد الغذائية بكوريا الشمالية، تواجه بيونج يانج تقلص احتمال الحصول على مساعدات دولية في ظل ادعاءات من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تفيد بأن تلك المساعدات قلما تصل إلى وجهتها المفترضة، أي الفقراء والجوعى. غير أن الاتحاد الأوروبي أعلن مؤخراً عن مخطط يقضي بتقديم 14.5 مليون دولار من المساعدات العاجلة لهذه الدولة الفقيرة، والتي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، فيما عبّر بعض المسؤولين عن قلق بشأن نقص المواد الغذائية بسبب فيضانات موسمية وشتاء قاسٍ. وفي هذه الأثناء، يقول عدد من المراقبين إن واشنطن وسيؤول تعملان على تعزيز استراتيجية تروم تعليق إرسال مزيد من شحنات الغذاء إلى أن يتم وضع نظـام لمراقبة مثل هذه المساعدات، حيث وافق مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليـه الجمهوريون الشهر الماضي على قانون لقطع المساعدات عن كوريا الشمالية، والتي يقول بعض المشرعين إنها لن تؤدي إلا إلى دعم الحكومة القمعية، وإن بيونج يانج تبالـغ بشأن وصف احتياجاتها وتعمل على تخزين المواد الغذائية وتكديسها استعداداً لاحتفالات وطنية ستقام في 2012 لإحياء الذكرى المئة لميلاد مؤسسها كيم إيل سونج. ويقول بعض المنتقدين إن مشاكل كوريا الشمالية الغذائية تعزى لطبيعة النظام المتبع، على اعتبار أنها ناتجة عن نظام اقتصادي شيوعي عتيق يدار من قبل الدولة ويقاوم الإصلاح، معتبرين أنه لا ينبغي تقديم أي مساعدات إلا عندما يتم سن تغييرات في هذا الصدد. وفي هذا السياق، يقول النائب إيد رويس (الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا)، والذي رعى التعديل: "إن كوريا الشمالية ستقوم دائماً بالغش"، مضيفاً: "إن تقديم مساعدات غذائية لا يسمح لنظام كيم جونج إيل القمعي بتحويل اتجاه موارد نادرة نحو برنامجه العسكري فحسب، وإنما أيضاً يؤخر اليوم الذي سيأتي فيه الإصلاح البنيوي الحقيقي إلى كوريا الشمالية". وحتى الآن، لم تتخذ إدارة أوباما موقفاً بعد من موضوع المساعدات الغذائية لكوريا الشمالية، لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قالت الأسبوع الماضي إن واشنطن "تتفهم" قرار الاتحاد الأوروبي؛ لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل. ويذكر هنا أن كوريا الجنوبية علقت مساعداتها للجارة الشمالية في 2008 مع انتخاب الرئيس لي ميانج ياك الذي قال إن على كيم جونج إيل أن يتخلى عن الترسانة النووية لبلاده ويستجيب لشروط أخرى قبل أن تستأنف سيؤول المساعدات. غير أن منتقدين يقولون إن واشنطن وسيؤول تلعبان السياسة بالفقر، وإن الحجج التي تدفعان بها لوقف المساعدات مبنية على تصورات خاطئة للوضع في كوريا الشمالية. وفي هذا السياق، خلصت خمس منظمات غير حكومية قامت بتقييم كميات الغذاء المتوفرة هناك مؤخراً، إلى أن الغذاء بالنسبة للمجموعات الأكثر هشاشة من السكان في البلاد قد بدأ يقل على نحو خطير وسينفد خلال "الموسم الأعجف"، في إشارة إلى فصل الصيف الذي يسبق حصاد الخريف. وفي هذا الإطار، يقول ديفيد أوستن، مدير برنامج في منظمة "مُرسي كورز" التي يوجد مقرها في بروتلاند، وهو الذي أشرف على عملية التقييم: "لا أعتقد أن الحاجة في كوريا الشمالية مفبركة"، مضيفاً: "لقد رأيت بأمي عيني أطفالاً وشيوخاً يعانون من حالات حادة لسوء التغذية". ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي السابق كارتر، الذي سافر إلى بيونج يانج مؤخراً: إن "قيام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وآخرين بحبس الغذاء عمداً عن كوريا الشمالية وشعبها، هو انتهاك لحقوق الإنسان". كما يدعم العديد من الديمقراطيين رفيعي المستوى، مثل السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، المساعدات الإنسانية لكوريا الشمالية. وتشير بعض التقارير إلى أن زهاء مليوني كوري شمالي ماتوا جراء الجوع في التسعينيات، وهي كارثة أدت إلى تعبئة الدول المانحة والمنظمات الإنسانية الدولية من أجل التركيز على المساعدات. وبعد أكثر من عقد على ذلك، مازال النقاش محتدما حول حجم الحاجة هناك. وفي هذا الإطار، أمضى فريق أميركي لتقييم الأوضاع الإنسانية بقيادة روبرت كينج، المبعوث الخاص المكلف بمواضيع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، أسبوعين. وخلال جلسة استماع عقدت مؤخراً، قال كينج للكونجرس إن أي مساعدة لكوريا الشمالية ينبغي أن تتم تحت مراقبة شديدة، مضيفاً أن الولايات المتحدة لن تقدم سوى "أنواع الغذاء التي قد تترفع النخبة والجيش عن تناولها. وعلى سبيل المثال، فإننا لن نقدم الأرز، وسنركز على برنامج تغذية يقدم أنواعاً أخرى من الأغذية التي سيكون من الصعب تحويل اتجاهها". ورغم أن المسؤولين الكوريين الشمالين يرفضون أي إشراف أجنبي على توزيع المساعدات، فإن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يقولون إنهم يعتزمون إرسال 50 موظفاً لضمان مراقبة مناسبة للمساعدات. وفي هذه الأثناء، تدعو منظمات إنسانية إلى تحرك سريع، حيث يقدر برنامج التغذية العالمي أن خُمس سكان كوريا الشمالية يحتاجون بشكل عاجل للمساعدة، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم أكثر من 478 ألف طن من المساعدات الغذائية من أجل دعم الأطفال والنساء الحوامل. جون ليونا - سيؤول ريتشارد سايمون - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©